عادة ما تختلف عناصر خطة البحث العلمي وفقاً للجهة المقدم إليها البحث العلمي، إلا انه هناك عدة عناصر أساسية تتوفر في خطة البحث العلمي أياً كانت الجهة المشرفة عليها وهم: (عنوان الدراسة، المقدمة والتي تنتهي بالإشارة لمشكلة الدراسة، تحديد مشكلة الدراسة، الهدف من الدراسة، أهمية الدراسة، الإطار النظري، الدراسات السابقة، تساؤلات وفروض الدراسة، مفاهيم ومصطلحات الدراسة ، منهج الدارسة وأدواتها، والأساليب الإحصائية التي تم إتباعها، وقائمة المصادر والمراجع، الملاحق)، وسوف نتطرق لنبذه مختصرة عنهم وهم كالآتي:
1- العنوان:
يتميز عنوان البحث العلمي بالوضوح والشمول والإيجاز والتحديد، وهو مختصر يتراوح طوله ما بين ۱۲-۱۰ كلمة، ومُعبر عن موضوع الدراسة، تتبين منه حدود الموضوع، وأبعاده، وتتم صياغته بطريقة علمية مناسبة، ويجب أن يكون مكتوب بلغة عربية سليمة خالية من الأخطاء النحوية والإملائية واللغوية، ويتجنب فيه تكرار الكلمات.
2- المقدمة:
هي تعريف للقارئ بموضوع البحث ومحاولة جذب اهتمامه، تبدأ بفقرة افتتاحية حول فكرة البحث من تأليف الباحث، ومن ثم تعطي صورة عامة عن موضوع الخطة مبينة أهدافها ومحددة أبعادها ومبرزة الخصائص المميزة لها عن غيرها، وتحوي دراسات حديثة (5-10 سنوات) الماضية وإحصائيات علمية، وتختم بعرض المشكلة التي سيقوم الباحث بدراستها، وعلى الباحث مراعاة عرض الأفكار بطريقة متسلسلة ومترابطة لتوضيح متغيرات البحث وعلاقتها بالمشكلة.
3- مشكلة البحث:
تهدف مشكلة البحث إلى عرض المشكلة على القارئ وإقناعه بأهميتها، كما يجب على الباحث اختيار مشكلة جديدة، قابلة للبحث والتحقق، والتأكد من أنها تقدم إضافات للمعرفة التربوية، كما يجب صياغة المشكلة البحثية بشكل محدد وواضح يظهر العلاقة بين المتغيرات مع تحديد المجتمع الذي تشمله الدراسة، كما يجب أن تكون المتغيرات التي تحددها المشكلة متفقة مع المتغيرات التي تعالجها أدوات البحث في الجزء الخاص بالإجراءات، ويجب أن يكون المجتمع كما حددته المشكلة متناسباً مع عينة البحث أو الأفراد الذين تشملهم الدراسة، وتختم مشكلة البحث بعبارة تقريرية تحدد المشكلة.
4- الدراسة الاستطلاعية:
قبل الاستقرار نهائياً على خطة الدراسة يفضل القيام بدراسة استطلاعية على عدد محدود من الأفراد وهذه الدراسة الاستطلاعية تحقق عدة أهداف للباحث أهمها:
- التأكد من جدوى الدراسة التي يرغب الباحث القيام بها.
- توفر للباحث الفرصة لتقييم مدى مناسبة البيانات التي يحصل عليها للدراسة.
- تساعد على اختبار أولي للفروض.
- تمكن الباحث من إظهار مدى كفاية إجراءات البحث والمقاييس التي اختيرت لقياس المتغيرات.
5- أسئلة البحث:
يحدد الباحث السؤال الرئيسي ويتبعه بالأسئلة الفرعية إن وجدت، وتصاغ الأسئلة بطريقة علمية واضحة ومرتبطة بالمشكلة وقابلة للتطبيق ومتسلسلة منطقيا لتجيب السؤال الرئيسي.
6- أهداف البحث:
يحدد الباحث الهدف أو الأهداف المرجوة من البحث العلمي بشكل واضح واقعي وقابل للقياس، ومرتبط بمشكلة البحث، وتصاغ في جمل خبرية محددة ودقيقة وواضحة.
7- أهمية البحث:
تبني الأهمية على النتائج المرجوة التي سيحققها البحث، ويوضح الباحث الأهمية النظرية والتطبيقية لبحثه والإضافات العلمية التي سيسهم بها في سد فجوات المعرفة في مجال التخصص، أو ما يمكن أن يسهم به في مجال التطوير المعرفي، كما يقترح الجهات التي سوف تستفيد من نتائج هذه البحث، كالمؤسسات العلمية من وزارات أو جهات تدريب، ومراكز بحثية في الجامعات، ومؤسسات المجتمع ذات العلاقة، وذوي الاختصاص من معلمين أو باحثين.
8- حدود البحث:
ما سيقتصر عليه البحث من متغيرات وتنقسم إلى:
- الحدود الموضوعية: وتشمل المتغيرات الموضوعية التي ستتناولها الدراسة.
- الحدود الزمانية: وتشمل الفترة الزمنية لتطبيق الدراسة، أو الفترة الزمنية التي تغطيها.
- الحدود المكانية: وتشمل المجال المكاني للدراسة الذي يتم تعميم النتائج عليه.
9- مصطلحات البحث:
هو عبارة عن تعريف مختصر للمتغيرات الرئيسة في البحث، بالإضافة إلى التعريف الإجرائي لها، والذي يقصده الباحث في بحثه الحالي، ويعرف الباحث المصطلحات الغامضة والجديدة في العنوان، أما المصطلحات الشائعة فلا تعرف لأن الغرض هو وضوح المصطلحات للقارئ، ويمكن التوسع في المصطلحات لاحقاً في الإطار النظري، والتعريف النظري للمصطلحات يُستمَد من الأبحاث والمراجع العلمية في التخصص مع توثيق المراجع. التعريف الإجرائي يكون مشتقا من التعاريف النظرية بعد ربطه بمتغيرات البحث والعينة.
10- الإطار النظري والدراسات السابقة:
يقدم الباحث تمهيداً في الفقرة الأولى يوضح آلية عرض الإطار النظري والدراسات السابقة والمحاور التي سيركز عليها في الإطار النظري، ومن ثم يحصر الباحث النظريات ذات الصلة بموضوع الدراسة ويقسمها تقسيماً منطقياً أو تاريخياً أو موضوعياً إلى محاور، مع الحرص على بروز شخصية الباحث، والوقوف على المراجع الأصيلة والحديثة، والابتعاد عن النقل الحرفي والربط الجيد بين الأفكار.
وأما بالنسبة إلى الدراسات السابقة فهي عرض شامل لما كتبه أهل العلم والاختصاص من بحوث ودراسات علمية ذات علاقة مباشرة بموضوع البحث، ويمكن ترتيبها في محاور تبعاً للموضوعات الفرعية أو المتغيرات التي تتناولها الدراسة، وتوضع وترتب كالآتي:
- ترتب تاريخياً من الأقدم إلى الأحدث أو حسب ما يراه الباحث بالإضافة إلى توضيح مبررات العرض.
- يتم عرض اسم الباحث والسنة، الهدف، العينة، المنهجية، الأدوات، النتائج، كما يتطلب ذكر معلومات إضافية كالمرحلة الدراسية أو اللغة المستخدمة
- تختم الدراسات السابقة بتعقيب يوضح فيه الباحث ما يميز دراسته الحالية عن الدراسات السابقة.
- يتم التعليق على الدراسات السابقة أو على كل محور من محاورها تعليق يتضمن أبرز ما يمكن استخلاصه من تحليل الدراسات المعروضة، وأوجه الاتفاق معها، والاختلاف عنها، وجوانب الإفادة منها، مع توضيح الإضافات العلمية الجديدة التي ستضيفها دراسته.
11- فروض البحث:
من دراسة الأبحاث السابقة في المجال والمرتبطة بمشكلة البحث يقوم الباحث باستنتاج فروض البحث، والفرضية هي الحلول أو الإجابات المتوقعة لمشكلة الدراسة أو أسئلتها، ويراعى أن تقتصر الفرضيات على المتغيرات التي تؤثر في الظاهرة بموضوع الدراسة بشكل مباشر، وأن تكون قابلة للاختبار والتأكد من صحتها.
12- منهج البحث وإجراءاته:
منهج البحث هو الخطوات الإجرائية التي يتبعها الباحث لتحقيق أهداف الدراسة والوصول إلى نتائجها، حيث يوضح الباحث الأسلوب المتبع في جمع البيانات من حيث أسلوب التطبيق، وكيفيته ضمانا لصدق الإجراءات والنتائج، ويقوم الباحث بتوضيح المنهج العلمي الذي سيتبعه ومبررات اختياره، مع مراعاة ربطه بأسئلة البحث، ويتم وصف المنهج بدقة مع توضيح أساليبه، وذكر أدواته، وأسباب اختيارها، ولابد من تعيين حدود ومجالات البحث، كما لابد من تبيين القواعد العلمية، والضوابط التي سيلتزم بها الباحث للوصول إلى النتائج العلمية السليمة توضيح الإجراءات التي سيتبعها في الإجابة عن كل سؤال من أسئلة البحث، ثم بيان الأساليب التي يستخدمها في تحليل البيانات.
13- مجتمع البحث وعينته:
على الباحث تحديد المجتمع الأصلي بإحصائيات حديثة ما أمكن مع توثيق المصدر. ثم يقوم بوصف خصائص مجتمع الدراسة الذي اشتقت منه العينة، كما يجب على الباحث تحديد عينة البحث وحجمها بالنسبة للمجتمع، ووصف نوع العينة المطبقة وخصائصها، والأسس العلمية التي استند إليها في تحديد حجم العينة، وطريقة اختيارها، ووحدة التحليل الإحصائي، ويمكن الاستعانة بالجداول والأشكال المناسبة، وتوضيح كيفية تطبيق البحث على كامل المجتمع من خلال استخدام أسلوب الحصر الشامل، وعلى الباحث مراعاة أن العينة في الدراسات الكيفية تكون من ذوي الخبرة بالموضوع محل الدراسة من أبناء المجتمع.
14- أدوات البحث:
عند تحديد واختيار الباحث لأدوات البحث المناسبة يجب عليه اتباع بعض الخطوات الهامة وهي كالآتي:
- يختار الباحث الأدوات التي يرى ملاءمتها لطبيعة المشكلة المدروسة ونوع المعلومات التي يحتاج جمعها، والتي تتناسب وترتبط مع المنهج المختار، وتوضيح هذا الارتباط كمبرر لاختيار الأدوات، كما يراعي مناسبة الأداة من حيث المحتوى مع مجتمع الدراسة.
- يصف الباحث الأدوات التي سيستخدمها في قياس متغيرات الدراسة وما إذا كانت مقننة مسبقا أم قام ببنائها، وعند تصميم الأدوات لابد من توضيح ارتباطها بالإطار النظري للبحث، وتناسب محاورها مع أهدافه، وأن تكون والمعلومات التي تجمعها تجيب عن أسئلة البحث.
- يجب على الباحث توضيح خطوات تصميم هذه الأدوات، وضبطها علميا من حيث الموضوعية، والثبات، والصدق، والقابلية للاستخدام، والملاءمة، والتطور.
15- الأساليب الإحصائية:
يحدد الباحث أساليب تحليل البيانات سواء أكانت كمية أم كيفية، مع ذكر الأساليب الإحصائية المستخدمة في تحليل البيانات، ومبررات استخدام كل منها، على أن يربط كل أسلوب بالغرض منه في الدراسة وتوضيح نوعية التحليل الإحصائي للإجابة على كل سؤال.
16- التصور المقترح لفصول ومباحث الرسالة:
في صفحة مستقلة يعرض الباحث الفصول المقترحة التي سوف تتكون منها الرسالة في شكلها النهائي موضحاً عنوان كل فصل، وأهم محتوياته، وكيفية تقسم البحث سواء كان (فصول أو أبواب أو مباحث). وذلك بالإضافة إلى توضيع العناوين الرئيسية والفرعية لكل قسم من أقسام البحث.
17- المراجع والمصادر:
يجب أن توثق جميع المراجع والمصادر المستخدمة في متن الخطة في قائمة المراجع بطريقة APA الإصدار السابع أو حسب الطريقة المتعرف عليها في الجامعة. وفي بداية صفحة جديدة تكتب المراجع العربية أولاً ثم يليها الأجنبية، وترتب جميع المراجع أبجدياً.