كيفية صياغة مشكلة البحث العلمي
تعد مشكلة البحث أحد العناصر الأساسية التي يقوم عليها البحث العلمي، فهي تلعب دوراً هاماً في جميع إجراءات البحث وخطواته، لذا ينبغي على الباحث العلمي تحرى الدقة أثناء كتاباتها وصياغتها لكي تظهر بأفضل صورة ممكنة، حيث يعتمد الباحث على نوع المعلومات المتاحة وطريقة جمع البيانات وإعدادها وطرق صياغتها وسهولة توصيلها للمتلقي، فمشكلة البحث هي تحدد نوع الدراسة وطبيعة المناهج والأدوات المستخدمة والفروض والمفاهيم، كما أنها تحدد العينة التي تعتمد عليها الدراسة.
كما ينبغي على الباحث أن يؤخذ بعين الاعتبار مدى توفر الإمكانيات سواء كانت العلمية أو المادية أثناء إعداد بحثه، وينبغي على الباحث مراعاة اختيار مشكلة جديدة لم تناقش من قبل كي يستطيع عرض معلومات جديدة تسهم في إثراء البحث العلمي، لذا سنتعرف في هذا المقال على مفهوم صياغة مشكلة البحث والمعايير التي يجب توافرها بها أثناء صياغة مشكلة البحث.
صياغة مشكلة البحث
تعد مشكلة البحث هي جوهر البحث العلمي، لذا ينبغي على الباحث أن يستخدم إسلوب واضح ومباشر ومحدد أثناء صياغته لمشكلة البحث العلمي، كما يجب أن تكون مشكلة البحث أكثر تفصيلاً من عنوان الدراسة، فيقوم الباحث بطرح جميع تساؤلات الدراسة، كما يوضح المتغيرات المتعلقة بها، لذلك لا ينبغي أن يكون هناك أي خلط بين المشكلة كمفهوم، ومشكلة البحث، فالمشكلة تعني معضلة ما يصعب حلها، أما مشكلة البحث العلمي هي إحدى المشاكل المجتمعية، والتي تكون ناتج لتحليل الدراسات السابقة أو مشكلة لم يتم تناولها من قبل.
شروط تحديد مشكلة البحث:
- ينبغي أن تتسم مشكلة البحث بالابتكار والتجديد، لذا على الباحث أن يختار مشكلة جديدة لم تطرح من قبل.
- ينبغي مراعاة الباحث أثناء اختياره لمشكلة البحث أن تضيف المشكلة معلومات جديدة في مجال البحث العلمي.
- ينبغي على الباحث أن يكون ملماً بكافة التفاصيل والمعلومات في مجال البحث العلمي حتى يستطيع صياغة المشكلة بطريقة صحيحة.
- تعتبر اختيار مشكلة البحث هي أحد أهم عناصر البحث العلمي، لذلك على الباحث مراعاة أن تكون المشكلة منطقية وقابلة للمناقشة والحل.
- على الباحث أن يوضح العلاقة بين مشكلة بحثه والدراسات السابقة من خلال توضيح أوجه الاختلاف والتشابه بينهم.
من الضروري أن تكون مشكلة البحث المختارة من قبل الباحث، مشكلة يمكن قياسها والبحث عنها.
خطوات صياغة مشكلة البحث العلمي
- يعتبر تحديد مشكلة البحث هي من أول خطوات صياغتها، لذا ينبغي على الباحث أن يحدد مشكلة يمكن إيجاد حلول لها.
- يجب أن يكون الباحث مطلعاً على كافة الدراسات والأبحاث المتعلقة بمشكلة البحث العلمي بشكل عام، لكي يساعده ذلك في صياغة المشكلة بشكل واضح وسليم.
- يجب أن يحرص الباحث على صياغة مشكلة البحث بشكل واضح، مستخدماً لغة قوية ورصينة تتناسب مع مجال البحث العلمي وخالية من الأخطاء الإملائية والنحوية.
- على الباحث اختيار مشكلة بحث قابلة للحل، وذلك من خلال التعرف على قدرته الإمكانية، فلا يسعي الباحث لاختيار مشكلة لا تتناسب مع إمكانياته.
- على الباحث أن يوضح الفرق بين مشكلة بحثه وبين الدراسات السابقة التي تناولت نفس المشكلة ولكنها لم تأتي بثمارها، على أن يقوم الباحث بتحديد أسباب عدم إيجاد الباحثين الآخرين لحلول لهذه المشكلة.
ما هي معايير صياغة مشكلة البحث العلمي
يعتبر استخدام الكلمات الواضحة والتي تتميز بالسهولة من أهم المعايير التي يجب أن يتبعها الباحث أثناء صياغة مشكلة البحث العلمي وذلك حتى لا يحدث تشويش في ذهن القارئ لمشكلة البحث.
- تعد صياغة مشكلة البحث على هيئة سؤال من أهم معايير صياغة المشكلة، لذلك على الباحث أن يقوم بصياغة المشكلة على هيئة سؤال استفساري أو استفهامي أو إخباري.
- ينبغي على الباحث أن يقوم بتوضيح وتعريف المفاهيم والمصطلحات التي يستخدمها في صياغة مشكلة البحث.
- كما ينبغي أن يقوم الباحث بتحديد متغيرات مشكلة البحث والتي قد تتكون من متغيرين أو من متغيرات متعددة.
- يجب أن يوفر الباحث عدة مراجع ومصادر مختلفة حول مشكلة البحث العلمي.
- كما ينبغي أن يقوم الباحث بتقدير الوقت الذي سيستغرقه أثناء إجراء البحث، فجمع البيانات ومعالجتها، والوصول إلي نتائجها، فمنهجية البحث هي التي تحدد الوقت المستغرق بشكل كبير، خاصة وإن كان هناك بعض الأبحاث التي تتطلب إجراءاها بحوث تجريبية قبلية.
وفي الختام، يمكننا القول أن صياغة مشكلة البحث العلمي تتطلب العديد من الخطوات والمعايير التي يجب أن يحققها الباحث أثناء اختياره لمشكلة بحثه، والتي ينبغي الالتزام بها، مع مراعاة الإلمام بكافة المعلومات المتعلقة بالبحث العلمي.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
- الضامن، منذر. (2007). أساسيات البحث العلمي. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.
- خضر، أحمد إبراهيم. (2013). إعداد البحوث والرسائل العلمية من الفكرة حتى الخاتمة. القاهرة: جامعة الأزهر.