تضمن مكونات خطة البحث العلمي عناصر رئيسة لا تختلف مهما اختلفت طبيعة البحث وتخصص الباحث العلمي، وتتمثل عناصر الخطة البحثية في:
أولًا: المقدمة:
يجب أن تشتمل المقدمة على خلفية موجزة عن المشكلة محل الدراسة، من حيث أهميتها وحجم العمل المقترح والنتائج المتوقعة ومدى الاستفادة منها مع أهمية وضع الآلية المناسبة للاستفادة منها مع التركيز على مبررات إجراء الدراسة، هذا ويفضل عدم تجاوز المقدمة كأحد مراحل تصميم خطة البحث العلمي عن صفحة واحدة.
ثانيًا: عنوان الدراسة:
يُعَد عنوان الدراسة هو أول ما يصافح نظر القارئ، وهو بداية خطة البحث، إذ يجب على الباحث مراعاة الجدية والابتكار عند صياغة عنوان الدراسة، فهو يمثل الانطباع الأول لدى القارئ والمناقش، ويعكس مضمون وأهمية الدراسة ومكانتها، وأهم ما يتسم به عنوان الدراسة الجيد الآتي:
- أن يعكس أفكار الرسالة العلمية أو البحث الرئيسة، ويعبر عن مضمونها.
- أن يكون جذاباً وواضحاً وقصيراً وشاملاً لكل جزئيات وتفاصيل البحث. ويعد تفسير وشرح أبعاد الكلمات المستخدمة في العنوان خير دليل على تحديد موضوع البحث.
- أهمية تحديد المساحة الجغرافية في الأبحاث التاريخية والاجتماعية والثقافية والإستراتيجية وفي علوم الدراسات المسحية، وفي علوم الطب والأحياء.
- يجب أن يتضمن مجتمع الدراسة الذي يقصد به مجموعة من الأفراد، أو القرى، أو الظواهر، أو المواد الكيميائية، التي سوف يستعين بها الباحث على أساس تخصصه في إثبات نظريته التي هي محل الدراسة والبحث.
- إن كثيرًا من البحوث تحتاج إلى فترة زمنية لا سيما الإنسانية منها، فإذا لم توجد ضرورة في البحوث العلمية، يتم تحديد الزمن الذي تستغرقه التجارب.
- يقصد به أن يقوم الباحث بذكر نوع البحث الذي هو بصدده سواء كان (معلوماتي، رسالة جامعية، بحث وظيفي، ورقة بحثية).
ثالثًا: مشكلة البحث:
يجب أن تحتوي خطة البحث على الإشكالية المعرفية التي يرغب الباحث في رفع الغموض عنها، وذلك من خلال تعريف الباحث بالمشكلة على النحو الذي يثبت إشكاليتها، ويحللها إلى مكوناتها البسيطة، ويقوم بتحديدها تحديداً دقيقاً لعرضها بصياغة علمية.
رابعًا: أهمية موضوع البحث:
يجب أن تتضمن خطة البحث إيضاحات منهجية لأهمية بحث هذا الموضوع، وما هي إضافته الإيجابية للعلم وفائدته النظرية والتطبيقية ومدى قابليته للتطبيق العملي، كما يمكن للباحث التعبير عن أهمية موضوع دراسته من خلال:
- وصف وشرح أهم جوانب موضوع الدراسة.
- إثبات صحة أو خطأ بعض النظريات والأفكار.
- محاولة سد بعض الفجوات المعرفية فيما هو موجود من معلومات ذات صلة بموضوع الدراسة.
- مراجعة بعض المناهج العلمية وتصحيحها إذا لزم الأمر.
- وجود حلول لبعض المشكلات العلمية.
- محاولة إضافة معرفة جديدة لمجال تخصص الباحث.
خامسًا: منهج البحث:
يجب على الباحث أن يقوم بتوضيح المنهج أو المناهج الذي يود اتباعها في بحثه، حيث إن كل باحث علمي يعزم على حل مشكلة معرفية أو بحثية، يجب أن يقوم بتحديد منهج البحث الذي يرغب في اتباعه، ولعل كثيرًا من المحددات تتدخل في اختيار المنهج المناسب، ولا يكفي أن يشير الباحث أنه يستخدم المنهج المسحي أو منهج دراسة الحالة أو غيرها من المناهج، ولكن يجب عليه أن يبرهن أن المنهج الذي اختاره هو الذي يتناسب مع مشكلة الدراسة التي يريد حلها.
تعرف إلى خطوات اعداد خطة البحث العلمي بالترتيب.
سادسًا: أسئلة البحث المحورية والفرعية:
إن توضيح الأسئلة في خطة البحث يمهد الطريق أمام الباحث، ويعين الأستاذ المشرف على مساعدة الباحث، إذ تساعد الأسئلة على صياغة الفروض المناسبة، كما تفيد أيضاً في هيكلة البحث العلمي حيث في الإمكان أن يخصص الباحث كل فصل للإجابة على سؤال فرعي وتجميع الأسئلة الفرعية المتماثلة والمتشابهة في أبواب على نحو من التنظيم والتناسق بين أجزاء البحث.
سابعًا: فروض البحث:
تكمن أهمية فروض البحث العلمي أنها تضع الباحث أمام اختبار حقيق لمعرفة المدى الذي بلغه في استيعابه وفهمه لموضوع الدراسة، حيث تتكون الفروض من حقائق معروفة وحقائق متصورة، كما تُعرف العناصر التصويرية على أنها نتائج نابعة من مخيلة الباحث، ومن منطلق هذا فإن فروض البحث العلمي تعطي تفسيرات مقبولة لأوضاع مجهولة، فالباحث الذي لا يتطلع بشكلِ كافي على مشكلة بحثه يعجز عن وضع فروض جيدة، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في رفض خطته من قِبَل الأستاذ المشرف أو لجنة الكلية المكونة للنظر في خطط الأبحاث.
ثامنًا: أدوات البحث:
هي الوسائل التي يستخدمها الباحث للوصول إلى أهدافه، فهي ليست بمصادر، ولكنها آليات وطرق تجميع البيانات والمادة العلمية اللازمة في الدراسة، ومن الممكن أن يقوم الباحث باستخدام أكثر من أداة أو طريقة لجمع المعلومات اللازمة حول مشكلة البحث، لذلك يجب أن يقوم الباحث بتحديد الأداة الرئيسة التي سوف يستخدمها في جمع المعلومات والبيانات، والأدوات المساعدة التي سوف تساعده في التأكد من صحة المعلومات والبيانات التي جمعها عن طريق الأداة الرئيسة، وبالطبع لكل بحث منهج وأسلوب مناسب، ولكل منهج أداة مناسبة، ويجب على الباحث أن يقدم تبريراً عن اختياره لهذه الأداة، وكذلك سبب استبعاده للأدوات الأخرى وتقديم تصوراً مبدئياً لتصميم الأداة.
لا يفوتك مقال شمولي عن أدوات البحث العلمي.
تاسعًا: مفاهيم البحث ومصطلحاته:
لكل علم ولكل فرع مشتق من هذا العلم مصطلحاته ومفاهيمه الخاصة به، مما يجب على الباحث توضيح وإبراز المصطلحات التي استعان بها في خطته وتعريفها، ولمن الضروري تعريف المصطلحات والمفاهيم، وذلك نظراً لأهمية الفهم المشترك للكلمات المفتاحية المستخدمة في البحث، ويعد الاصطلاح علمياً هو الوسيلة الرمزية التي يستعين بها الباحث في التعبير عن المعاني والأفكار الخاصة به التي يرغب في إيصال معناها لغيره من القراء.
عاشرًا: البحوث والدراسات السابقة:
يجب أن تتضمن خطة البحث الدراسات العلمية السابقة التي اطلع الباحث عليها، والمرتبطة بمجال موضوع الدراسة أو الموضوعات المشابهة، فيجب على الباحث أن يقدم حصراً لأكبر كم منها في خطة البحث، وفي نهاية خطة البحث يقدم الباحث قائمة بالمصادر والمراجع العلمية التي ينوي الاستعانة بها في كتابة البحث الخاص به.
الحادي عشر: مراجع الدراسة ومصادرها:
يجب على الباحث توضيح أهم المراجع والمصادر التي استعان بها في خطة البحث، كما يعد ذكرها ضرورة اقتضتها وقوف الأستاذ المشرف على حدود إدراك الطالب لما كتب حول الموضوع بهدف الإضافة له، ففي بعض الأحيان يجهل الباحث بعض الكتب الأساسية المهمة التي كتبت، وتناولت بعض جوانب موضوع الدراسة، فوجود قائمة بأسماء المراجع والمصادر التي سيستعين بها الباحث يهيئ الفرصة للحذف والإضافة، لذلك من الضروري كتابة المراجع والمصادر بالصورة العلمية المعروفة.
لا يفوتك مقال شمولي يتضمن شرح خطوات تصميم خطة البحث بكل سهولة.