إن الفروض الجيدة تعد تخمينات ذكية وجريئة تعتمد على معرفة الباحث ومدة إلمامه بموضوع مشكلة البحث ومدى سعة اطلاعه وقدرته على التخيل، ولا تعتبر الفروض تخمينات ارتجالية ليست لها علاقة بالمعرفة الإنسانية وهذا اعتقاد خاطئ، ولهذا يجب على الباحث أن يراعي بعض المعايير أثناء بنائه للفروض الخاصة بالبحث العلمي، ويعتبر من أهم شروط جودة الفرضيات الآتي:
أولًا: معقولية الفروض:
يجب أن تكون الفروض البحثية منسجمة مع جميع الحقائق العلمية المتعارف عليها وليست خيالية أو متناقضة، ولا يجوز أن يضع الباحث فرضاً يؤدي إلى التناقض أو الاستحالة، فيجب على الباحث أن يكون واسع الاطلاع والمعرفة الدقيقة أثناء وضع الفروض البحثية الخاصة به.
ثانيًا: إمكانية التحقق من فرضيات البحث العلمي:
تخضع الفروض البحثية للفحص والتقصي، لذلك يجب على الباحث أن يقوم بصياغة الفرضيات على نحو محدد ودقيق وقابل للقياس، فالفرضيات التي لا يتمكن الباحث من قياسها لا تخضع للفحص، كما يجب على الباحث مراعاة أن تكون الفرضيات قابلة للاختبار التجريبي، حيث يستطيع الباحث تصميم تجربة أو اتخاذ إجراءات تثبت صحة فرضياته، فالفرضيات الجيدة هي الفرضيات التي يمكن فحصها وإجراء الاختبارات التجريبية عليها.
ثالثًا: قدرة الفرضيات على تفسير الظاهرة المدروسة:
تقاس جودة الفرضيات بمقدار قدرتها على تقديم تفسيرات وتحقيقات شاملة للموقف أو الظاهرة المطروحة في موضوع الدراسة، وتقديم تعميم شامل لحل تلك الموقف أو الظاهرة.
رابعًا: تناسق الفرضيات كلياً أو جزئياً مع النظريات القائمة:
الفرضيات العلمية تُبنى على النظريات والحقائق العلمية التي سبقتها، ويجب أن تكون الفرضيات منسجمة مع هذه النظريات والحقائق ومكملة لها، ولكن هذا المعيار ليس ثابتاً، حيث هناك بعض الباحثين الذين يبحثون في إثبات خطأ نظرية أو حقيقة ما، مما يدفعهم للقيام بوضع فرضيات معاكسة لهذه النظرية، ويتحققون من هذه الفرضيات، مما يؤدي إلى إلغاء النظرية القائمة أو تعديلها، فيكون هذا النوع من الفرضيات جريئاً جداً، حيث يستطيع الباحث من خلالها إثبات نظريته الخاصة وتحقيق إنجاز علمي كبير.
خامسًا: الوضوح والبساطة في الفرضيات:
إذا كان هناك أكثر من فرضية لتفسير موقف ما أو ظاهرة معينة، يجب على الباحث أن يختار الفرض السهل الذي يتسم بالوضوح والبساطة، حيث إن الفرض السهل يقوم بتفسير الظاهرة أو الموقف بسهولة ويسر ووضح بعيداً عن التعقيدات.