ما هي خطة البحث العلمي إجراءاتها ومكوِّناتُها

المقدمة:

يُقصد بخطة البحث العلمي وإجراءاتها ومكوناتها التصور الشامل الذي ينطلق منه الكاتب أو الباحث العلمي في تحضير وإعداد البحث العلمي وبنائه، حتى يصبح كدليل استرشادي له في إعداد البحث العلمي الخاص به، وعليه فإن وجود هذا التصور الجاهز مسبقاً مِن شأنه أن يُساهم بشكل كبير في بناء بحث علمي موثوق، ولا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال، كما يمكن قياس الخطة الجيدة بالمخططات والشكليات التي يحتاجها المعماري لينطلق منها في عملية البناء، وليعرف طبيعة المَبنى الذي سيتعامل معه، وكيف يتدرَّج في إنجاز العمل، ولو أنه شرع في البناء دون تخطيط مسبق فسيكون عرضةً للفشل، خاصةً إذا كان المبنى الذي يتعامل معه مِن درجةٍ عليا، ويريد له صاحبُه أن يكون على قدر عالٍ مِن الدَّقَّة، ثم لا يربح شيئاً، بل تُحرقُ ثروتُه ومُقَدِّراتُه.

من خلال هذا المقال سوف نتعرف على خطة البحث العلمي وإجراءاتها ومكوناتها وذلك من خلال عدة نقاط وهي كالآتي:

1. ماهي خطة البحث العلمي
2. ماهي عناصر خطة البحث العلمي
3. ما هي أهمية ودور خطة البحث العلمي
4. ماهي مكونات خطة البحث العلمي

هي مجموعة من إجراءات البحث العلمي التي يتخذها الكاتب أو الباحث العلمي وينتهجها؛ ليصل إلى صورة سليمة ونهائيةٍ للكتاب أو البحث العلمي، كما تُعَد خطة البحث العلمي بعناصرها مجتمعة بمثابة الخطوة الأولى قبل الشروع في تنفيذ الدراسة البحثية لطلبة الدراسات العليا في العديد من الجامعات وذلك من أجل الحصول على درجات علمية سواء كانت الماجستير أو الدكتوراه، كما تُعد مرجع ونموذج إرشادي للباحث يمكن الرجوع إليه في أي وقت عند تنفيذه للدراسة البحثية.

التصور الذي ينطلق الكاتب منه في إعداد البحث مِن شأنِه أن يجعل العمل أكثر وضوحاً، ويجنبه العديد من الانتقادات والملاحظاتِ التي قد بقدمها المشرفون أو المناقشون على الرسالة العلمية، وقد لا تكون هذه الانتقادات ضرورية، إذ سيكون الكاتب أو الباحث قد وضَّحَ المنهج الذي يتبعه، والمباحث التي سيتعرض لها، في البداية، إضافةً إلى أن خطة البحث العلمي تجنب الكاتب أو الباحث مِن أن ينجرَّ وراءَ اختياراتِه الشخصية، وتنقسم مستويات الخطة إلى ثلاثة:

المستوى الأول: محاولة وضع تصور أوليٍّ لخطة البحث العلمي؛ أي الاستعداد لطرح الخطة.

المستوى الثاني: الشروع الأول في الكتابة؛ ويعني البدء فعلياً في بناء المادة حتى يمكن للكاتب أو الباحث أن يتصور طبيعة الموضوع، والمصادر المتوقعة، ونوع الخطوط والصفحات، ثم بعد ذلك يستطيع أن يحتفظ به بشكل نهائي، إذا كان سيقدمه لنيل درجة أكاديمية سواء كانت لرسالة (ماجستير أو دكتوراه).

المستوى الثالث: وضع الخطة النهائية للعمل البحثي، وذلك بصياغة الخطة رسمياً انطلاقاً مِن التصورات السابقة؛ بعد اطلاع الكاتب على المراجع المتصلة بالموضوع، وجمعه للمادة العلمية، والاشتغال عليها بالتحليل والتصنيف، حينئذٍ يمكن للكاتب أن يضع خطته بشكلٍ رسمي، ويمكن لها أن تكون ملائمة للبحث العلمي.

 تشتمل خطة البحث على مكونات عديدة ومجموعة من الخطوات، بعضها رئيسي وبعضها فرعي، وتؤثر طبيعة الدراسة على المكونات الفرعية؛ حيث تختلف باختلافها، أما بالنسبة للمكونات الرئيسية فلا تؤثر طبيعة الدراسة عليها، مِن ناحية المضمون على الأقل، وإن كانت قد تؤثر عليها من ناحية الشكل، حيث إن بعض البحوث خاصةً تلك التي تعدها المكتبات لا يُشترط فيها تخطيط ولا تفصيل كبير، بل قد تتعرض للاختصار في مكوناتها، حتى في المكونات الرئيسية، وبصفة عامة فإن خطة البحث العلمي تتألف مِن بعض المكونات والعناصر الأساسية الواجب مراعاتها من قبل الباحث:

1- عنوان البحث: وينبغي عند اختيار وصياغة عنوان البحث أن يعطي العنوان انطباعاً شاملا وواضحاً عن الدراسة والبحث العلمي.

2- المقدمة: ومن خلالها يستطيع الكاتب أن يتعرَّض لموضوعِ البحث والمشكلة محل الدراسة مِن الناحية التاريخية، وما هي دواعي وأهمية البحث العلمي، وما هي الفائدة التي سوف يقدمها البحث والدراسة في مجال تخصصه.

3-صياغة الأطروحة البحثية: يستطيع الكاتب أو الباحث هنا أن يتعرض بالشرح لموضوعِ البحث، وما هي طبيعتُه، والمنهج الذي سيتخذه الباحث خلال البحث.

4- الدراسات السابقة والأقدم: يستطيع الباحث في هذه المكوِّنة أن يتعرض للدِّراسَاتِ المتقدِّمة، وما إذا كانت قدَّمتْ نتاجاً معرفياً يتعلَّقُ بالموضوع، وما هي علاقة نتائج هذه الدراسة بنتائج الدراسات السابقة.

5- مجال تحرك البحث: قد تقتضي عمليَّةُ البحث مِن الباحث أن يغطِّي مجالاتٍ جغرافيةً وبشريةً يعجزُ عنها، أو لا تتوفر له الإمكانيات اللوجستية الكافية لتغطيتِها، وهذه المساحة التي سيغطي تشمل الأماكن الجغرافية التي تنصب الدراسة عليها، والعنصر الذي قد يكون موضوع البحث لذلك يجب تحديد حدود البحث بشكل دقيق وفق قدرات وإمكانات الباحث.

6- الغاية من البحث: على الباحث أن يوضح هدف البحث العلمي، والغايةَ التي ينشدها مِن كتابة وإعداد البحث العلمي، ويلزم أن تكون تلك الأهداف موضوعيةً ومميَّزة، وتهدف لحل مشكلة البحث.

7- توضيح النظريات العلمية التي ينطلق منها البحث العلمي.

8- توضيح مفهوم مصطلحات البحث العلمي إجرائيا.

9- المجال الجغرافي الذي سيكون موضوع البحث: وهو يتوقَّف على الهدف مِن البحث.

10- المنهج المتَّبع: يُبيِّن الباحث المنهج الذي يتبعه من مناهج البحث العلمي، هل هو تاريخي أم وصفي مثلا؟، وهل يعتمد على خطوات علمية معينة، مثل الفهم والملاحظة والتجريب.

11- طبيعة عينات مجتمع الدراسة، وطرقُ جمع عينات الدراسة، ومقاديرها، وأحجامها.

12- أدوات البحث العلمي: يقصد بها الوسائل التي يستخدمها الباحث في جمع البيانات، وطرق استخدامها، والتي ينبغي أن تتلاءم مع منهج البحث، والمتعلقة بموضوع الدراسة والبحث، سواء كانت من عينات مجتمع الدراسة أو من خلال المصادر والمراجع الأدبية التي استعان بها.

13- الاستفادة مِن المعطيات التي تجمع من خلال تحليلها إحصائياً من خلال الطرق والأساليب الإحصائية.

14- الفترة الزمنية التي سيحتاجها البحث العلمي، ويستطيع الباحث أن يصنفها على هذا النحو:

1. فحص المادة التربوية، وانتقاء موضوع معين.
2. صياغة الأطروحة وبناء خطة البحث.
3. تسخير الوسائل والتجارب الأولى.
4. التحرك في الميدان وتجميع المادة.
5. الشروع في كتابة الموضوع.
6. إكمال البحث.

يحتاج الباحث إلى خطة بحث محكمة ومضبوطة من خلال وضع مجموعة من الخطوات التي تعينه على توجيه الدراسة، وما يطلبه البحث العلمي مِن مواد علميةٍ، وأدوات منهجية، ولكنه لن يحصل على تلك الخطة إلا إذا توفرت فيها مكونات أساسية معينة؛ فينبغي أن تتصف بالمنطقية والسلامة، وأن تكون قابلةً للتطبيق، وأن تكون منهجيةً لا يُناقضُ بعضُها بعضاً، بل تتناسق وتتضافر، لتشكل رؤيةً معرفيةً صحيحةً ومقبولة.

ومِن شأن الخطة الدقيقة والمضبوطة أن تُفيدَ الكاتبَ في إنشائه، كما ستفيد المعنيِّين بالدراسة، وذلك مِن عدة نواحٍ ومن أهمها:

1. تساعد الكاتب أو الباحث في توجيهِ سير البحث العلمي.
2. تجسيد النتائج المرجوة منه، والحرص على ألا يخرج عن موضوع دراسة البحث العلمي.
3. تساعد الكاتب أو الباحث على إصدار أحكاماً مبنية على أسسٍ علمية.
4. ليس للكاتب أو الباحث غنىً عن خطةٍ مِن هذا النوع؛ لكي لا يخلط بين المعايير المختلفة، أو يخرقَ الرؤيةَ التي ينطلق منها.
5. أن خطة البحث العلمي تساعدُ على الوصول إلى نتائج البحث العلمي المبتغاة بأيسر طريقة ممكنة.
6. تساعد خطة البحث العلمي الكاتب أو الباحث في توجيهه أثناء الكتابة؛ مِن خلال القوالب والمحدِّدات التي تتضمنها الخطة، بالإضافة إلى تحديد مقصد وأهمية البحث العلمي، والنتائج المتوخاة منه، وتحديد المصطلحات، وتحليل النظريات العلمية.
7. تعين الكاتب على تخيل الأوساط التي سيعمل فيها، والأدوات التي سيحتاجها، والعوائق التي سيواجهها؛ وبالتالي يمكنه أن يقرر إذا ما كان سيقدم على هذا البحث، أم يؤجلُه إلى فرصة أخرى، وفي حال قرر الاستمرار فيه، فإن الخطة ستعينُه على مواجهة العوائق.
8. خطة البحث العلمي توفر على الباحث إمكانياتِه كلها؛ فالذي يرسم خطة واضحة، وشاملة، لن يجد نفسه -في الغالب- مضطراً إلى إنهاء عملية البحث، أو البدء مِن جديد؛ وبالتالي توفر عليه الخطة ما كان سيخسره مِن الجهود والأموال، خاصةً إذا كان البحث يتضمن تنقلاً وحركة مستمرَّيْن.
9. تُعين خطة البحث الكاتب أو الباحث والجهاتِ المعنيَّة على تبيُّن أهمية الدراسة التي هي بصدد التنفيذ، وما هي الجدوى منها، وهل هي ملائمةٌ للباحث العلمي، والمنهج الذي يعتمد عليه في كتابة البحث العلمي.

المساعدة في إعداد خطة البحث

1. خطة بحث مكتملة العناصر من مراجع حديثة
2. كتابة اصيلة موثقة بشكل صحيح ودقيق
3. خالية من النسخ واللصق
4. دعم وتعديلات مجانية حتى الاجتياز

تُعَد خطة البحث العلمي بمثابة الدليل الإرشادي والمرجعي للكاتب أو الباحث العلمي، والذي يستعين به لمعرفة الخطوات العلمية الصحيحة التي تُرشده إلى الصورة النهائية للبحث العلمي الجيد والمُحكم، والذي يعتمد على خطوات وعناصر علمية مٌحكمة، نرجو من الله أن نكون قد وفقنا في عرض خطة البحث العلمي ومكوناتها وإجراءاتها بصورة واضحة للعديد من الباحثين وطلاب الدراسات العليا في مختلف المجالات.

1. ما هي خطة البحث العلمي إجراءاتُها ومكوِّناتُها

2. خطة البحث العلمي وعناصرها

3. إعداد خطة البحث العلمي

4. عناصر خطة البحث العلمي بالترتيب

5. نصائح لوضع خطة البحث العلمي