أهداف البحث العلمي : رؤية أكاديمية
يعد الهدف الأسمى للبحث العلمي هو اكتشاف عدد من الإجابات للأسئلة المختلفة من خلال تطبيق الإجراءات العلمية، أو بعبارة أخرى فإنه يمكن القول بأن أهداف البحث العلمي تتبلور حول البحث عن الحقائق الكامنة وراء الأشياء المختلفة، ويمكن القول بأن أهداف البحث العلمي كما حددها (How, 2011, 2) يمكن إدراجها على النحو التالي:
1. الإلمام بصورة أكثر عمقًا بالظواهر المختلفة، واكتساب رؤى وأفكار جديدة حيال ذلك الموضوع (وعادة ما يطلق على الدراسات التي تسعى لتحقيق ذلك الغرض اسم الدراسات الاستكشافية أو الإيضاحية).
2. تحديد الخصائص المميزة لشخص معين أو لموقف معين أو لجماعة معينة بصورة دقيقة (وعادة ما يطلق على ذلك النوع من الدراسات اسم الدراسات البحثية).
3. تحديد مدى تكرار حدوث الأشياء المرتبطة بظواهر معينة (وعادة ما يطلق على ذلك النوع من الدراسات اسم الدراسات التشخيصية).
4. اختبار الفرضيات للتعرف على العلاقات السببية بين المتغيرات المختلفة (وعادة ما يطلق على ذلك النوع من الدراسات اسم الدراسات القائمة على اختبار الفرضيات).
يهدف البحث العلمي إلى استقصاء الأجوبة عن التساؤلات المثارة حول موضوع معين من خلال تطبيق وإتباع الإجراءات العلمية. ولعل الهدف الأساسي من البحث العلمي إنما يكمن في اكتشاف الحقائق المستترة والتي لم يتطرق إليها حد من قبل، وبالرغم من أن لكل بحث علمي أهدافه الخاصة إلا أنه يمكن وضع مجموعة من الأهداف المشتركة التي تندرج تحتها أغراض البحوث العلمية، والتي يعددها كوثاري Kothari, 2004, 2)) على النحو التالي:
· التعرف على الظاهرة محور البحث عن كثب والألفة بعناصرها أو للتوصل إلى رؤى جديدة وتناول الموضوع من منظور لم يتناوله أحد من قبل (وتعرف البحوث القائمة على مثل هذه النوعية من الأهداف بالبحوث الاستطلاعية أو البنائية exploratory or formulative research studies).
· تقديم صورة دقيقة حول خصائص أفراد بعينهم أو مواقف أو جماعات محددة (وتعرف البحوث التي تنطلق من مثل تلك الأهداف بالبحوث الوصفية descriptive research studies).
· تحديد معدل التردد الذي يحدث به شيء ما أو يرتبط به مع شيء آخر (وتعرف البحوث القائمة على مثل هذا الهدف بالبحوث التشخيصية diagnostic research Studies).
· اختبار فرضية ما حول العلاقات السببية بين المتغيرات، (وتعرف البحوث القائمة على مثل هذه الأهداف ببحوث اختبارات الفروض hypothesis-testing research).
وفي سياق متصل يشير الترتوري (2010، 91) أن كل باحث يهدف من بحثه تحقيق هدف أو أكثر من الأهداف التالية،
· اكتشاف شيء جديد أو فكرة جديدة لم يسبق التوصل إليها.
· إثبات صحة بعض المعتقدات أو الأفكار.
· إبطال بعض النظريات أو الآراء.
· تصحيح بعض المفاهيم والأفكار.
· إضافة بعض المعارف التي تؤدى إلى تقدم المعرفة.
· شرح بعض القضايا الصعبة أو الغامضة أو تحليلها.
· تنظيم بعض المسائل الشائكة وتبويبها، بحيث يسهل الاستفادة منها.
· التوصل لحلول لبعض المشكلات موضع معاناة الأفراد.
· اختصار بعض الكتابات، التي يحول إسهاب مؤلفيها دون استفادة الكثيرين منها، مع عدم الإخلال في المحتوي والمعني الأصلي لتلك الكتابات.
ويقسم سينج (Singh, 2006, 7, 8) أهداف البحث العلمي إلى ثلاثة أهداف رئيسية، على النحو التالي:
الأهداف النظرية Theoretical Objective: وتظهر هذه النوعية من الأهداف في البحوث التي ترتكز على صياغة النظريات أو المبادئ أو القوانين أو الجديدة، وتفسير العلاقات القائمة بين مجموعة محددة من المتغيرات، وتسهم هذه النوعية من البحوث في إضفاء بعض المعارف الرئيسية للمعرفة البشرية، ومن الأمثلة الدالة على البحوث ذات الأهداف النظرية: البحوث القائمة في المجالات المختلفة من الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات وما إلى ذلك.
الأهداف المرتبطة بتقديم الحقائق والوقائع Factual Objective: تستهدف البحوث ذات الأهداف المرتبطة بتقديم الحقائق والوقائع باكتشاف الحقائق الجديدة، وهذا الهدف بطبيعته وصفي، حيث تصف هذه النوعية من البحوث الحقائق والأحداث التي حدثت في الفترات السابقة، وتتجسد هذه الأهداف في البحوث التاريخية.
الأهداف التطبيقية Application Objective: البحوث ذات الأهداف التطبيقية وإن كانت لا تسهم في إضفاء معارف جديدة للمعرفة البشرية إلا أنها تقدم تطبيقات جديدة يتثنى من خلالها من التقدم باتجاه التحسين والتعديل في الأساليب التي تتم بها الممارسات النظرية، على سبيل المثال: تقدم أحد الباحثين ببحث حول تطبيق كهربائي جديد يعد من أنواع الأهداف التطبيقية.
وإلى هذا الصدد يشير حلمي (2005، 18) إلى أن البحث العلمي يتخذ أدوار، هي:
· الدور الأول: وهو دور رصد الظواهر وتسجيلها، فهو دور التجربة والمشاهدة ويستلزم تكرار المشاهدة في نفس الظروف، فكل واقعة من الوقائع العلمية لابد أن تثبت من تجارب متعددة في ظروف محددة واضحة.
· الدور الثاني: تجميع الوقائع، فإذا كانت من باب واحد فلا بد أن تكون ناشئة عن قانون طبيعي واحد أو بمعنى أدق عن سنة من سنن الله وحده.
· الدور الثالث: استنباط القوانين الفطرية أو الحقائق الكلية المستخلصة من الحقائق الجزئية أو تفسير الظواهر والربط بينها في شكل نظريات.
وهناك عدد من الأهداف الأساسية التي تسعى مختلف البحوث إلى تحقيقها يذكرها على النحو التالي:
§ مراجعة أو استعراض المعرفة الحالية.
§ استقصاء المواقف أو المشكلات الموجودة فعليًا.
§ تقديم عدد من الحلول للمشكلات الراهنة.
§ اكتشاف وتحليل العديد من القضايا العامة.
§ تكوين أو بناء العديد من الإجراءات أو النظم المستحدثة.
§ توليد المعارف الجديدة (Neville, 2007, 2).
وبالإضافة إلى الأهداف السابق ذكرها فإننا نجد أن العمليات البحثية تستهدف تحسين مستوى المعرفة الإنسانية وبخاصة فيما يتعلق بطبيعة الحياة الاجتماعية والبيئة المحيطة، كما يهدف البحث العملي إلى استكشاف أسرار الطبيعة، ومحاولة التوصل إلى عدد من التعميمات والقوانين العامة التي تسهم في بناء الأسس النظرية لمختلف المجالات المعرفية، كما أن البحث العلمي من شأنه أن يساعد على اختبار النظريات القائمة، وتحليل العلاقات الناشئة بين المتغيرات المختلفة، ومحاولة التوصل إلى عدد من الحلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية، والصحية، والتنظيمية، والمشكلات على صعيد العلاقات الإنسانية، كما يساعد البحث على تحسين التخطيط لعمليات التنمية الوطنية وتقييم الإستراتيجيات البديلة، وتوفير عدد من البيانات الوظيفية تسهم في تعزيز عمليات اتخاذ القرار بين صناع القرار في المجالات المختلفة (Mahesh, 2011, 6-7).
ويرى (العيدة، 2005، 15-16) أن هناك أغراض رئيسية مهمة يراد تحقيقها عند تعلمنا أساليب البحث العلمي تتلخص فيما يلي:
1. استخدام طريقة علمية منظمة ترفع من قدراتنا على مواجهة المشكلات اليومية ومشكلاتنا العامة بأسلوب علمي صحيح مما يسهل علينا وضع الحلول المناسبة لها.
2. دراسة أساليب البحث العلمي تساعدنا على دراسة إنتاج الآخرين من الباحثين والعلماء وذلك لتحديد مدى الاستفادة منعا وتطبيق نتائجها.
3. دراسة أساليب البحث العلمي تساعدنا على ممارسة أي عمل وفهمه وتحليل أبعاده ومهارته الأساسية فمثلًا:
§ المحاسب: بحاجة إلى توخي الدقة في تسجيل البيانات، وتحليل الواردات والصادرات، ونقل الحسابات وغيرها.
§ المهندس: بحاجة إلى دراية كافية في التعرف على أسباب تلف الآلات والعمل على تقليلها.
§ الطبيب: بحاجة إلى توخي الدقة في تشخيص المرض وتحديده، ومعرفة العلاج النافع والقوي لصرفه إلى المريض وغيرها.
4. دراسة أساليب البحث العلمي تساعدنا على تحليل قدراتنا وميولنا في اختيار المهنة، وكذلك تحليل المهنة نفسها والمهارات اللازمة لأدائها.
5. دراسة أساليب البحث العلمي تعني استخدام الأسلوب العلمي في التفكير الذي يلازم الشخص في حياته وفي عمله.
6. دراسة أساليب البحث العلمي تزودنا بالوسائل العلمية الضرورية لتحسين أساليب حياتنا وعملنا وتطوير أنفسنا عن طريق التنمية الذاتية.
أضف إلى ما سبق أن الاستعانة بالبحث العلمي من شأنه أن يساعد على التوصل إلى عدد من النظريات، وهذه النظريات تعتبر ذات أهمية قصوى من منطلق كونها تعمل على الحد من الأخطاء في أثناء عملية حل المشكلات، كما أنها تساعد على توفير إطار معرفي متكامل لتنظيم المعرفة العلمية (Wacker, 1998, 362).
ومما سبق يمكن القول بأن أهم أهداف البحث العلمي يمكن بلورتها في التوصل إلى المعرفة العلمية الأساسية التي تساعد على تطوير كافة نظم الحياة، والوصول إلى عدد من القوانين العامة التي تحكم حدوث الظواهر المختلفة، وتحليل القضايا الراهنة ومحاولة إيجاد حلول للمشكلات القائمة، وتحسين مستوى المعرفة الإنسانية في العلوم الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والسياسية وغيرها من مجالات المعرفة الإنسانية، هذا إضافة إلى أن البحث العلمي يستهدف تحسين عمليات التخطيط واتخاذ القرار على نحو علمي
ولأهمية البحث العلمي التي اتضحت من خلال المقال ظهرت العديد من الكيانات المتخصصة التي تدعم البحث العلمي وتساند الباحثين أثناء مسيرتهم البحثية و منها شركة دراسة لخدمات البحث العلمي والترجمة والتي تعد من الكيانات الرائدة في تقديم الخدمات المساندة للباحثين في كافة التخصصات وتدعمهم من اختيار العنوان مروراً بتوفير المراجع العلمية ذات الصلة سواء العربية و الأجنبية , بالاضافة إلى خدمات الترجمة الأكاديمية وغيرها الكثير من الخدمات والتي يمكن الاطلاع عليها من خلال زيارة الموقع الرسمي للشركة على الرابط التالي : www.drasah.com
وسنتناول في سلسلة المقالات القادمة بمشيئة الله تعالى مجموعة مهمة من المحاور ذات الصلة التي تكمل الرؤية حول طبيعة البحث العلمي