على الرغم من عدم وجود معيار ثابت للكتابة الأكاديمية، وقد يختلف الأسلوب من موضوع إلى آخر، إلا أن الكتابة الأكاديمية تختلف بوضوح عن الأسلوب المكتوب في الصحف أو الروايات، كما تتسم الكتابة الأكاديمية بمجموعة من الخصائص والسمات التي تميزها عن غيرها من أنواع الكتابة الأخرى، كما يجب على الطالب مراعاتها والالتزام بها، لأنها ستساهم في تحقيق الأهداف المرجوة منها، ويمكن إيجاز هذه الخصائص والسمات في الأبعاد والجوانب الآتية:
1- الجمهور: من أهم خصائص الكتابة الأكاديمية أنها تكتب لجمهور محدد، لذلك يجب فهم وإدراك توقعات الجمهور من المهمة الأكاديمية المكتوبة سواء كانت (ملاحظات أو ملخصات أو مقالات أو تقارير أو أبحاث علمية)، بالإضافة إلى مراعاة معارفهم وخبراتهم السابقة لأن ذلك سوف يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في المحتوى المكتوب وطريقة تنظيمه وعرضه.
2- الغاية أو الغرض منها: إن الغاية من المهمة الأكاديمية المكتوبة يجب أن تكون محددة وواضحة، وتتحدد غاية المهمة الأكاديمية المكتوبة في ضوء الهدف الذي يسعى الكاتب إلى تحقيقه، بالإضافة إلى نوع الجمهور وخصائصه المختلفة، والغاية من الكتابة الأكاديمية تتمثل في (الوصف أو التحليل أو الإقناع أو النقد).
3- التنظيم: تهتم الكتابة الأكاديمية بالجانب الفني للمهمة المكتوبة، وذلك عن طريق تقديم المعلومات والأفكار إلى الجمهور من خلال تبني نموذج وشكل محدد ومتعارف عليه أكاديمياً، كما يراعي طبيعة المهمة الأكاديمية المكتوبة من جانب وطبيعة الجمهور نم جانب آخر، وأهمية التنظيم في كونه يشجع الجمهور على قراءة المهمة الأكاديمية المكتوبة، ويساعدهم في فهم محتواها بيسر وسهولة.
4- الأسلوب: يهتم الأسلوب بالجانب اللغوي وذلك عن طريق اتباع الأسلوب الأكاديمي مع مراعاته لطبيعة الجمهور، كما يتطلب الأكاديمي استخدام المفردات العلمية والأكاديمية المتفق عليها الاستخدام الصحيح وفقاً لسياقها، بالإضافة إلى مراعاة القواعد النحوية والصرفية وقواعد الإملاء والترقيم.
5- التدفق: هذه الخاصية تتمثل في المحافظة على تدفق المعلومات والأفكار داخل أجزاء الهمة الأكاديمية المكتوبة، وذلك عن طريق استخدام أدوات الربط المناسبة للربط بين الجمل والفقرات، وعدم الاستطراد في عرض الأفكار، أو المبالغة بالتنويع في الأساليب اللغوية المستخدمة، بالإضافة إلى أن مراعاة التدفق يساعد الجمهور في متابعة القراءة، وفهم المحتوى التي تتضمنه المهمة الأكاديمية المكتوبة بشكل صحيح.
6- العرض: يقصد بالعرض مراجعة محتوى المهمة الأكاديمية المكتوبة بعد الانتهاء منها من حيث التنظيم والأسلوب والتدفق، وذلك من أجل ضمان أن المهمة قد عُرضت وفقاً للخطوات والإجراءات الصحيحة، وبالتالي لم يجد الجمهور صعوبة في فهم محتواها ومضمونها.
7- الموضوعية: إن الكتابة الأكاديمية تتسم بالموضوعية، ولا تُعَد عاطفية ولا شخصية.
المسؤولية: يعتبر الكاتب هو المسؤول عن النص أو البحث العلمي الذي يكتبه، حيث يجب أن يتعامل مع البحث العلمي بمسؤولية علمية وأن تتحلى كتاباته بالموضوعية.
8- الوضوح: إن الكتابة الأكاديمية صريحة ولا يشوبها أي غموض، والأفكار التي تتضمنها تتسم بالتسلسل، وتكون الأفكار مترابطة والعلاقات فيها واضحة ومنطقية.
9- الدقة: اللغة الأكاديمية لغة تستخدم التراث العلمي وأدبيات الموضوع، والحقول المعرفية، والمعرفة المتراكمة، وأيضاً يتضمنها العديد من التواريخ والأرقام والحقائق، الأمر الذي يفرض على الكاتب ضرورة أن تكون اللغة الأكاديمية دقيقة وصادقة في عرض النظريات والحقائق والإحصائيات وكذلك الاقتباسات العلمية.
10- الرسمية: الكتابة العلمية الأكاديمية تتطلب أسلوباً لغوياً مُحكم لا يستخدم فيه اللهجات ولا الكلمات العامية، ولا توجد فيه (الأنا) الصريحة، ولا التعبير الشخصي المباشر من الكاتب.
11- الحذر وعدم الانحياز: إن اللغة الأكاديمية لغة حذرة لا تستخدم كلمات ولا عبارات قاطعة، ولا تأكيدية ولا ادعائية، وبالأخص في الأمور التي لا يمكن تأكيدها أو توثيقها أو القطع فيها، واللغة الأكاديمية لا تنحاز لأي أسباب ذاتية أو شخصية أو حضارية دون أن يكون هناك أساس عقلاني موضوعي مؤيد لموقف الباحث ورأيه، حيث يعتبر الانحياز أمر مرفوض تماماً في الكتابة الأكاديمية، والانحياز المسموح به فقط هو الانحياز المبني على الدلائل والبراهين.