تُعَد النتائج هي الهدف النهائي لأي بحث علمي، ويهدف الباحث العلمي من كتابة النتائج عرض أهم ما تحصل عليه من معلومات ومعارف وحقائق دون تفسير معناها أو مدلولها، كما يجب على الباحث العلمي أن يعرض النتائج بتسلسل معين حسب ما قام بتنفيذه في فصل المواد والطرق، والذي من خلاله قام الباحث العلمي بتسجيل النتائج والملاحظات التي تتعلق بالدراسة الخاصة به، كما يتضمن الفصل المخصص لكتابة النتائج رصد لجميع الإجابات التي تتعلق بالأسئلة التي قام الباحث بطرحها في مشكلات الدراسة.
ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف سويا على
- كيفية كتابة فصل النتائج في البحث العلمي.
- أهم النصائح التي يجب على الباحث اتباعها من واقع مناقشات علمية.
نتائج الدراسة وتفسيرها:
تشتمل نتائج الدراسة على الإجابة على أسئلة الدراسة والتحقق من الفرضيات، وهي كل المعلومات التي توصل إليها الباحث بعد جهود بحثية منظمة ومؤسسة على أهداف واضحة وخطة قد أُعدت على فروض أو تساؤلات علمية، استطاع الباحث من خلال هذا الخطة جمع العديد من المعلومات الوافرة التي تتعلق بموضوع الدراسة، ومن ثم قام بتحليلها بكل موضوعية وفقاً لمتغيرات البحث الرئيسة والثانوية.
كما تعتبر النتائج البحثية هي ثمار الجهود التي قام الباحث ببذلها منذ بداية البحث العلمي حتى نهايته، وهي التي تقوم بتحقيق الأهداف، لذلك لا يمكن أن تكون النتيجة العلمية مخالفة لأهداف البحث الأساسية، وترتبط النتيجة بالبحوث التجريبية والميدانية والمعيارية كونها حقائق بها علاقة بمتغيرات البحث العلمي التي تم إثباتها أو بطلانها من خلال معادلات ومقاييس معيارية إحصائية.
كما تعّد النتائج مكمن الحلول والمعالجات، حيث يستمد منها الباحث الحلول والمعالجات للظاهرة أو المشكلة البحثية الخاصة به، فلا يمكن أن تكون النتيجة خارجة عما تم البحث في متغيراته، فإذا خرجت عن هذه المتغيرات لا تعد نتيجة علمية نتيجةً لخروجها عن قاعدة الالتزام الموضوعي (عقيل، 2010).
تفسير النتائج وكتابة تقرير البحث:
بعد أن ينتهي الباحث العلمي بكتابة النتائج، يبدأ بتفسيرها وكتابة تقرير البحث العلمي، ويجب على الباحث مراعاة أن يكون التفسير منسجماً مع التفكير المنطقي الإبداعي، وأن يتسم بالموضوعية، وأن يتبع الأسلوب العلمي في كتابته.
كما يتطلب عرض النتائج شكلاً متماسكاً، بحيث يكون البحث وحدة متكاملة كل فصل من فصوله يؤدي إلى الفصل اللاحق، ويعتمد على السابق، وذلك من خلال نسق جذاب يراعي الباحث فيه حجم الفصول وتناسبها بعضها ببعض.
أما بخصوص كتابة تقرير أو ملخص البحث، فيجب أن يكون ذو نمطاً متبعاً في مناهج البحث العلمي، حيث يبدأ الباحث بوصف المشكلة التي تناولها بالبحث، وتوضيح أهميتها وأهدافها التي يسعى للحصول عليها، وتحديد المصطلحات التي قام باستخدامها في البحث العلمي الخاص به، ثم يقوم بعرض الدراسات السابقة والبحوث والكتابات التي أجريت في نفس تخصصه، وبعد ذلك يقوم بعرض الأدوات التي استعان بها في دراسته وصولاً إلى نتائجه، ثم يقوم بعرض وتفسير النتائج ويختم بقائمة المراجع التي استعان بها في بحثه (العزاوي، 2008).
أهم النصائح عند كتابة النتائج من واقع مناقشات علمية:
1- يجب أن يقوم الباحث بترتيب العبارات في الجداول الإحصائية حسب الرتب وليس حسب ترقيمها في الاستبانة، لأن النتائج لابد أن تكون واضحة في الجدول ولا نترك للقارئ البحث من أعلى العبارات أو أقلها.
2- من غير المحبذ أن يقوم الباحث بتفسير جميع نتائج الدراسة، ويقوم الباحث بالتركيز على أعلى العبارات وأدناها لكي يتجنب الحشو والتكرار.
3- يجب ألا يعيد الباحث نفس العبارة عند تفسير النتائج، بل يكتفي فقط بذكر الأسباب التي جعلت العبارة تحصل على درجة عالية أو ضعيفة دون تكرار.
4- من الأخطاء الشائعة أن يقوم الباحث بإعطاء توصيات عند تفسير النتائج، ويجب أن يكتفي فقط بعرض النتائج وتفسيرها وربطها بالدراسات السابقة.
5- عند قيام الباحث بالربط بين بحثه والدراسات السابقة أن تكون الدراسات قريبة من الدراسة الخاصة به ومناسبة للمقارنة.
6- يجب على الباحث أن يقوم بتفسير أي نتائج غير منطقية قد تحصل عليها حتى تكون واضحة للقارئ.
7- إذا كان البحث يتضمن بعض التجارب العالمية، يجب على الباحث أن يتم الإجابة عن السؤال في فصل نتائج الدراسة من خلال تلخيص التجارب ومقارنتها، وتوضيح أوجه الاستفادة منها.
8- هناك عدة ملاحظات متكررة من واقع المناقشات وهي عدم وجود ارتباط بين توصيات الباحث ونتائج الدراسة، ويجب أن تكون التوصيات إجرائية وليست عامة، فتعدد وكثرة التوصيات ليس دليل على جودة البحث.
9- من الأفضل صياغة مقترحات الدراسة على شكل عنوان للدراسة.
10- عند قيام الباحث ببناء استراتيجية مقترحة يجب أن تُبنى وفقاً لمنهجية علمية معتمدة ويقوم الباحث بتوضيح ذلك (الغامدي، 2021).
الخاتمة
من خلال هذا المقال نكون قد عرضنا كيفية كتابة فصل النتائج بأسلوب علمي دقيق وكيفية كتابة تقرير أو ملخص البحث، وأهم النصائح التي يجب على الباحث اتباعها من واقع مناقشات علمية، ونرجو من الله أن يكون هذا المقال مفيداً لجميع الطلاب والباحثين.
مراجع يمكن الرجوع إليها
العزاوي، رحيم يونس كرو،(2008). مقدمة في منهج البحث العلمي. الطبعة الأولى. دار دجلة للطباعة والنشر. عمان. الأردن.
الغامدي، إيمان عمر،(2021). الأخطاء الشائعة في الرسائل العلمية ملخص حضور أربعين مناقشة علمية(ماجستير ودكتوراه) في الإدارة التربوية في كل من جامعة الملك سعود، وجامعة الإمام وكليات الشرق العربي، جامعة الملك سعود. المملكة العربية السعودية.
عقيل، حسين عقيل، (2010). خطوات البحث العلمي من تحديد المشكلة إلى تفسير النتيجة. دار ابن كثير للنشر والتوزيع. بيروت. لبنان.