يُعد الاستبيان من أبرز أدوات جمع البيانات في البحوث الكمية، لما يتميز به من سهولة التطبيق واتساع نطاق الاستخدام. ويشكل الاستبيان خطوة أساسية في العملية الإحصائية، إذ إنه الوسيلة التي يتم من خلالها تحويل الظواهر الاجتماعية أو التعليمية أو الاقتصادية إلى بيانات قابلة للقياس والتحليل. وفيما يلي بيان لأهم الأدوار التي يؤديها الاستبيان في تحليل البيانات الإحصائية.
أولًا: تحويل الظواهر إلى بيانات قابلة للقياس
يتيح الاستبيان للباحث تحويل مفاهيم مجردة مثل الرضا، والاتجاهات، والدوافع إلى أسئلة قابلة للإجابة، ومن ثم تحويل هذه الإجابات إلى أرقام أو رموز يمكن معالجتها إحصائيًا. وبهذا يكون الاستبيان أداة تحويل المفاهيم النظرية إلى متغيرات قابلة للتحليل.
ثانيًا: تسهيل جمع البيانات من عينات كبيرة
يتميز الاستبيان بقدرته على جمع كميات كبيرة من البيانات في وقت قصير، خاصة عند توزيعه إلكترونيًا أو باستخدام الاستبيانات الورقية في المسوح الميدانية. هذا الكم الكبير من البيانات يتيح تطبيق أدوات التحليل الإحصائي، بما في ذلك التوزيعات التكرارية، والاختبارات الفرضية، وتحليل الارتباط.
ثالثًا: دعم دقة التحليل الكمي
عند تصميم الاستبيان بطريقة علمية تتضمن أسئلة مغلقة ومقاييس معيارية (مثل ليكرت)، فإن البيانات الناتجة تكون منظمة ومتجانسة، ما يرفع من دقة النتائج الإحصائية ويسهل استخدام البرامج الإحصائية مثل SPSS وR وExcel في معالجتها.
رابعًا: تمكين التصنيف والمقارنة بين الفئات
يسمح الاستبيان بتصنيف المستجيبين وفقًا لخصائص محددة (مثل العمر، الجنس، المؤهل، الخبرة)، مما يتيح إجراء تحليلات مقارنة بين الفئات المختلفة باستخدام اختبارات مثل T-test أو ANOVA، وهو ما يُسهم في تعميق الفهم الإحصائي للظاهرة محل الدراسة.
خامسًا: المساهمة في اختبار الفرضيات الإحصائية
بفضل البيانات المنظمة التي يوفرها، يُستخدم الاستبيان لاختبار العلاقات بين المتغيرات والتحقق من صحة الفرضيات الإحصائية، سواء كانت فرضيات ارتباطية أو سببية. وتُعد هذه الوظيفة مركزية في الأبحاث الكمية التي تسعى إلى تعميم النتائج.
سادسًا: تسهيل عملية التفسير والتوصيات
يساعد التحليل الإحصائي للبيانات المجمعة عبر الاستبيان في الوصول إلى نتائج كمية دقيقة يمكن الاعتماد عليها في التفسير العلمي وصياغة التوصيات. وبذلك يكون للاستبيان دور تكاملي في ربط البيانات بالتحليل ثم بالاستنتاج والتطبيق العملي.