تتم صياغة وكتابة خطة البحث العلمي على أساس العديد من العناصر والخطوات المهمة، والتي يجب على الباحث مراعاتها وإبرازها بوضوح، ولعل من أهم مكونات خطة البحث العلمي بالترتيب الآتي:
أولاً: عنوان خطة البحث العلمي:
الاختيار الجيد لعنوان الرسالة المقترح والطريقة الصحيحة لصياغة عنوان البحث العلمي أمراً مهمًا وضرورياً لأنه يعكس مدى قوة البحث العلمي، حيث إن العنوان الجيد للبحث يقود القارئ إلى متابعة قراءة البحث أو الانصراف عن قراءته، كما توجد بعض الصفات التي يجب توافرها في العنوان الجيد للبحث العلمي وهي:
- الشمولية: أن يكون عنوان الباحث شامل جامع بكل كلماته ومصطلحاته العامة أو الخاصة، فيجب أن يشمل العنوان موضوعًا دقيقًا ومحدد والمجال المؤسسي أو الجغرافي أو الزمني إذا تطلب الأمر ذلك.
- الوضوح: يجب أن يتسم عنوان البحث بالوضوح في مصطلحاته وعباراته، وحتى عند استخدام بعض الرموز والإشارات.
- الدلالة: أن يعطي عنوان البحث دلالات مُحددة للموضوع، وتجنب العمومية، فيجب أن يكون العنوان محدداً ودالاً لموضوع البحث ذو دلالة واضحة ومحددة.
أهم معايير جودة عنوان خطة البحث:
مراعاة أن يكون عنوان البحث قصيراُ وجذاباً، ولا يكون طويلاً، مما ينعكس بالسلب على القارئ فيصيبه الملل عند قراءة عنوان البحث.
- من الأفضل ألا يزيد عدد كلمات عنوان البحث العلمي عن أثني عشر كلمة، أو لا يزيد عن خمسين حرفاً، وأن يتسم العنوان بالوضوح والوصف الشامل لكل جوانب البحث العلمي أو الدراسة.
- انتقاء الكلمات الأكثر ارتباطاً بموضوع دراسته، فيؤدي ذلك إلى التعرف المباشر إلى موضوع الدراسة بمجرد النظر إلى عنوان البحث العلمي.
- يجب أن يكون عنوان البحث العلمي خاليا تماماً من الأخطاء الإملائية واللغوية، فهذا يضعف من قيمة البحث العلمي.
- يجب أن يركز عنوان البحث على المفاهيم التي ترتبط ارتباطا مباشرا بموضوع الدراسة البحثية، دون التركيز على كيفية تناولها بالدراسة.
- يجب أن يخلو عنوان البحث العلمي من العبارات والمصطلحات الغامضة والمُبْهَمَة، ويجب التركيز على العبارات والمصطلحات التي تؤكد المفاهيم العلمية للبحث.
- يجب على الباحث أن ينتقي اللغة المستعملة عند صياغة عنوان البحث الخاص به، على أن تكون مرتبطة بالتخصص العلمي الذي يبحث فيه.
ثانياً: مقدمة خطة البحث العلمي:
يبدأ الباحث خطة البحث العلمي الخاصة به بمقدمة مناسبة لطبيعة المشكلة التي هو بصددها، حيث يقوم الباحث بصياغة مبررات منطقية لدراسته، حيث يبرز من خلالها الإشكالية البحثية بنوع من التفكير المنطقي الذي يقود إلى إقناع القارئ بمدى الأهمية العلمية وجدوى وفائدة المشكلة البحثية التي دفعته إلى الدراسة والبحث.
أهم النقاط التي تتضمنها مقدمة خطة البحث:
- التعريف بمشكلة البحث العلمي عن طريق قيام الباحث بوصف المشكلة البحثية التي يقوم بدراستها، من خلال رؤية عامة تتسم بالدقة والوضوح، كما يجب على الباحث مراعاة شرح وكتابة أهمية المشكلة تحت الدراسة.
- توضيح الأسباب المنطقية التي دفعته لاختيار المشكلة البحثية يجب أن يكون هناك ارتباط وعلاقة بين مشكلة البحث التي يتناولها الباحث بالدراسة بمشكلة أكبر، وإيضاح مدى مساهمة دراسته في حل هذه المشكلة.
- الخلفية العلمية لموضوع الدراسة يجب على الباحث عند كتابة مقدمة خطة البحث العلمي أن يذكر بعض الجمل أو العبارات عن الأدبيات والدراسات السابقة التي تسهم في دعم الخطة الدراسية للبحث العلمي الخاص به. التي بدورها تقوم بتوضيح وإبراز مدى أهمية البحث والدراسة.
- توضيح الغرض والهدف من البحث العلمي عن طريق ذكر الباحث لأهم النتائج التي يتوقع أن يحققها من خلال دراسته، كما يجب أن يوضح للقارئ أسباب القيام بهذا البحث العلمي، والهدف منه.
ثالثاً: مشكلة البحث:
يجب أن تحتوي خطة البحث على الإشكالية المعرفية التي يرغب الباحث في رفع الغموض عنها، وذلك من خلال تعريف الباحث بالمشكلة على النحو الذي يثبت إشكاليتها، ويحللها إلى مكوناتها البسيطة. حيث يقوم بتحديد مشكلة البحث تحديداً دقيقاً لعرضها بصياغة علمية، بالإضافة إلى توضيح وإبراز الحدود الزمانية والمكانية للبحث العلمي.
معايير اختيار مشكلة البحث:
يجب أن تتميز المشكلة البحثية بالأصالة.
- يجب أن تكون المشكلة البحثية قابلة للبحث.
- يجب أن تتسم بالواقعية والحداثة.
- أن تسهم المشكلة البحثية في إضافة معارف علمية جديدة.
- إمكانية تعميم النتائج التي تم التوصل إليها على المجتمع.
- أن تكون نتائج دراسة المشكلة البحثية مفيدة، ولها قيمة علمية، وتساعد في خدمة المجتمع.
- يجب أن يراعي الباحث عند اختيار مشكلة البحث أن تتناسب مع العادات والتقاليد والقيم الأخلاقية السائدة في المجتمع الخاص به.
- يجب أن يكون هناك العديد من مصادر المعلومات والمراجع التي ترتبط بمشكلة البحث، مما يسهم بشكل كبير في إمكانية القيام بالبحث.
رابعاً: منهج البحث العلمي:
يجب على الباحث أن يقوم بتوضيح منهج أو مناهج البحث العلمي الذي يود اتباعها في بحثه العلمي، كما توجد محددات تتدخل في اختيار المنهج المناسب، ولا يكفي أن يشير الباحث أنه يستخدم المنهج المسحي أو منهج دراسة الحالة أو غيرها من المناهج، ولكن يجب عليه أن يبرهن أن المنهج الذي اختاره هو الذي يتناسب مع مشكلة الدراسة التي يريد حلها.
أهم أنواع مناهج البحث العلمي:
توجد عديد من أنواع مناهج البحث العلمي التي يستعين بها كثير من الباحثين في مجالات وتخصصات مختلفة نذكر من أهمها:
- المنهج التاريخي: هو المنهج الذي يهتم بوصف وتسجيل ما مضى من وقائع وأحداث تم حدوثها في الماضي، ويقوم بدراستها وتفسيرها وتحليلها على أسس علمية ومنهجية دقيقة من أجل التوصل إلى حقائق ومعلومات أو تعميمات .
- المنهج الوصفي: هو طريقة أو أسلوب لوصف الموضوع المراد دراسته من خلال منهجية علمية صحيحة وتصوير النتائج التي يتم التواصل إليها على أِشكال رقمية معبرة يمكن تحليلها وتفسيرها.
- المنهج التجريبي: يقصد بالمنهج التجريبي تغيير متعمد ومضبوط للشروط المحددة للواقع أو الظاهرة محل دراسة، ومن ثم ملاحظة ما ينتج عن هذا التغيير من آثار في هذا الواقع أو الظاهرة.
- المنهج الاستقرائي: هو عملية ملاحظة الظواهر وتجميع البيانات والمعلومات عنها من أجل التوصل إلى مبادئ عامة وعلاقات كلية إذ إن المنهج الاستقرائي ينتقل من الجزء إلى الكل أو من الخاص إلى العام.
- المنهج الاستنباطي: هو منهج يعتمد أسلوبه على الشرح والنظر والتفكر والتأمل والتحليل، وينتقل من الكل إلى الجزء أو من العام إلى الخاص، ويقصد به في بعض الأحيان بالمنهج الاستدلالي.
- المنهج المقارن: يعتمد على المقارنة في دراسة الظاهرة، حيث يبرز ويوضح أوجه الشبه والاختلاف فيما بين ظاهرتين أو أكثر من أجل الوصول إلى حكم معين يتعلق بموضوع الظاهرة.
خامساً: أسئلة البحث الرئيسة والفرعية:
أن توضيح الأسئلة في خطة البحث يمهد الطريق أمام الباحث، ويعين الأستاذ المشرف على مساعدة الباحث في باقة مراحل بحثه العلمي. حيث تساعد الأسئلة الباحث على صياغة الفروض المناسبة، كما تفيد أيضاً في هيكلة البحث العلمي.
معايير صياغة الأسئلة في خطة البحث:
يجب أن يراعي الباحث عند وضع أسئلة البحث أن تكون واضحة محددة لا تحتاج إلى أي تفسير يوضح معناها.
- يجب على الباحث مراعاة أن تكون الأسئلة بسيطة وسهلة وغير مركبة والبعد عن الأسئلة الغامضة التي تحتاج إلى تفسير.
- يجب أن تعكس أسئلة البحث بطريقة مباشرة كل ما يتعلق بمشكلة البحث وأهدافه وفرضياته، وما نوع البيانات المطلوبة منه للتوصل إلى حلها.
- يجب أن تكون قابلة للإجابة في ضوء الإمكانيات والقدرات العلمية والمادية والبشرية المتوفرة لدى الباحث.
- مدى قابليتها للقياس والتحليل؛ لتبرير إجاباتها والدفاع عن صحتها بطريقة منطقية وعلمية من خلال البراهين والأدلة والمعلومات التي تثبت صحتها.
سادساً: فرضيات البحث العلمي:
تكمن أهمية الفرضيات في البحث العلمي في أنها تضع الباحث أمام اختبار حقيقي لمعرفة المدى الذي بلغه في استيعابه وفهمه لموضوع الدراسة، حيث تتكون الفروض من حقائق معروفة وحقائق متصورة. حيث إن الفروض تعطي تفسيرات مقبولة لأوضاع مجهولة،
أهمية صياغة فرضيات البحث العلمي:
- تكمن أهمية الفرضيات في البحث العلمي في أنها تضع الباحث أمام اختبار حقيقي لمعرفة المدى الذي بلغه في استيعابه وفهمه لموضوع الدراسة، حيث تتكون الفروض من حقائق معروفة وحقائق متصورة.
- إن الفروض تعطي تفسيرات مقبولة لأوضاع مجهولة، فالباحث الذي لا يتطلع بشكلِ كافي على مشكلة بحثه يعجز عن وضع فروض جيدة، الأمر الذي يمكن أن يكون سبباً في رفض خطته من قِبَل الأستاذ المشرف أو لجنة الكلية المكونة للنظر في خطط الأبحاث.
- تعتبر الفرضيات هي وحدة البحث العلمي وترابطه العلمي والمنطقي، وضمان الباحث من التشتت الذهني.
- تسهم الفرضيات في توضيح اتجاهات البحث العلمي والباحث التي تتضح بشكل نهائي عند إتمام البحث بصورته النهائية.
- تقوم الفرضيات بربط المبادئ بالأهداف، من خلال ربطها المعطيات بالنتائج.
- تستمد الفرضيات من أهداف البحث العلمي التي تُستمد من مشكلة البحث العلمي، مما يجعل أهمية الفرضيات تتوقف بشكل أساسي على مدى أهمية مشكلة البحث العلمي.
سابعاً: أدوات البحث العلمي:
- أدوات البحث العلمي هي بمثابة الوسائل التي يستخدمها الباحث للوصول إلى أهدافه، فهي ليست بمصادر، ولكنها آليات وطرق تجميع البيانات والمادة العلمية اللازمة في الدراسة.
- من الممكن أن يقوم الباحث باستخدام أكثر من أداة أو طريقة لجمع المعلومات اللازمة حول مشكلة البحث.
- يجب أن يقوم الباحث بتحديد الأداة الرئيسة التي سوف يستخدمها في جمع المعلومات والبيانات، والأدوات المساعدة التي سوف تساعده في التأكد من صحة المعلومات والبيانات التي جمعها عن طريق الأداة الرئيسة.
- لكل بحث منهج وأسلوب مناسب، ولكل منهج أداة مناسبة، ويجب على الباحث أن يقدم تبريراً عن اختياره لهذه الأداة، وكذلك سبب استبعاده للأدوات الأخرى وتقديم تصوراً مبدئياً لتصميم الأداة.
اطلع على مقال شمولي عن أدوات البحث العلمي.
ثامناً: مصطلحات البحث العلمي:
لكل علم ولكل فرع مصطلحاته ومفاهيمه الخاصة به، ومما يجب على الباحث توضيح وإبراز المصطلحات التي استعان بها في خطته وتعريفها، فمن الضروري تعريف المصطلحات والمفاهيم، وذلك نظراً لأهمية الفهم المشترك للكلمات المفتاحية المستخدمة في البحث، ويعتبر الاصطلاح علمياً هو الوسيلة الرمزية التي يستعين بها الباحث في التعبير عن المعاني والأفكار الخاصة به التي يرغب في إيصال معناها لغيره من القراء.
المعايير الواجب توافرها في مصطلحات البحث:
- الحرص على استخدام المعاني والمفاهيم الدقيقة للمصطلحات وتوثيقها.
- توضيح الاختلاف بين ما هو متعارف عليه ومفهوم بين القارئين والسامعين، وما يقصده الباحث.
- أن تتسم مصطلحات البحث العلمي بالشمولية لمفاهيم البحث الرئيسة.
- صياغة مصطلحات البحث العلمي من خلال عبارات وكلمات، واضحة، ومحددة المعنى ،ودقيقة.
- الحرص على استخدام أكثر من تعريف ومفهوم قبل الوصول إلى التعريف الإجرائي.
- مراعاة توحيد الفهم للمصطلح العلمي بين الباحث والقارئ.
- القيام بتفسير بعض الإجراءات في ضوء التعريف المقصود.
تاسعاً: الدراسات السابقة:
يجب أن تتضمن خطة البحث الدراسات العلمية السابقة التي اطلع الباحث عليها، والمرتبطة بمجال موضوع الدراسة أو الموضوعات المشابهة. هذا ويجب على الباحث أن يقدم حصراً لأكبر كم منها في خطة البحث العلمي. حيث إن ذلك يعكس مدى اطلاع الباحث على كافة الدراسات السابقة التي تناولت مشكلته البحثية عند إعداد خطة البحث العلمي.
أهم الإجراءات العلمية لعرض وكتابة الدراسات السابقة في خطة البحث:
- يجب أن يقوم الباحث بحصر عدد الدراسات والأبحاث العلمية السابقة في مجال تخصص دراسته.
- عرض كل دراسة على حدة، وذلك من خلال كتابة عنوان الدراسة، كتابة اسم صاحب الدراسة، كتابة نوع الدراسة سواء كانت ماجستير أو دكتوراه أو بحث علمي في مؤتمر أو دورية علمية محكمة، ذكر تاريخ نشرها وبلد النشر.
- توضيح ما هي أهداف تلك الدراسة، والأدوات التي استخدمها الباحث في جمع البيانات والمعلومات، وذكر أسلوب التحليل الذي اعتمدت عليه الدراسة، وذكر أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة وأوجه التشابه والاختلاف بين دراسته والدراسات السابقة.
- يقوم الباحث بترتيب الدراسات السابقة عن طريق، نوع الدراسات وعلاقتها بموضوع دراسته، حسب تاريخ النشر من الأحدث إلى الأقدم، حسب اللغة، وتأتي الدراسات العربية في المقام الأول ثم الدراسات الأجنبية.
عاشرًا: قائمة المراجع والمصادر:
يجب على الباحث توضيح أهم المراجع والمصادر التي استعان بها في خطة البحث، كما يعتبر ذكرها ضرورة اقتضتها وقوف الأستاذ المشرف على حدود إدراك الطالب لما كتب حول الموضوع بهدف الإضافة له.
شروط كتابة المراجع والمصادر في خطة البحث:
- الرجوع إلى المصدر الأصلي كلما كان ذلك ممكناً.
- الالتزام بقواعد كتابة المراجع حسب الآلية المتفق عليها في كل جامعة.
- الحفاظ على أفكار المؤلف الأصلي، وعدم تحريفها، أو تشويهها.
- الالتزام بمبدأ الحياد، وعدم التحيز إلى أفكار أو معتقدات معينة، ويمكن للباحث عند الحاجة أن يذكر أفكار المؤلف الأصلي، وينقدها أو يحللها.
- عند إضافة فقرة أو فقرات من قِبَل الباحث إلى ما اقتبسه، فيتم تمييز هذه الإضافات بوضعها بين أقواس كبيرة[ ]، حتى يمكن للقارئ أن يميز تدخل الباحث في النص الأساسي.
- في حالة النقل المباشر، وأراد الباحث أن يقوم بحذف من الفقرة التي يقتبسها بعض الكلمات أو الجمل التي يرى عدم أهميتها في بحثه، مع مراعاة عدم ضرر الحذف للمعنى التي يقصده المؤلف الأصلي، يقوم الباحث بوضع بعض النقاط الأفقية(......) محل هذه الكلمات أو الجمل المحذوفة.
اقرأ مقالًا شموليًا حول نموذج خطة بحث مكتملة العناصر