تُعد مناقشة النتائج من أكثر أجزاء الرسالة العلمية حساسية لغويًا وأسلوبًا، لأنها تكشف عن قدرة الباحث على التعبير الأكاديمي الواضح، والربط المنطقي بين التحليل والاستنتاج. غير أن عدداً من طلاب الدراسات العليا يقعون في أخطاء لغوية وأسلوبية تُضعف جودة المناقشة وتشوّش على قوة التحليل. ومن أبرز هذه الأخطاء وطرق تجنبها ما يلي:
1- الخلط بين اللغة الوصفية واللغة التفسيرية
يقع بعض الباحثين في استخدام لغة سردية تصف النتائج فقط دون تحليلها، أو العكس باستخدام لغة تفسيرية مبالغ فيها دون الاستناد إلى بيانات. المطلوب هو الموازنة بين الوصف الدقيق لما أظهرته النتائج والتفسير المدعوم بالأدلة، باستخدام لغة موضوعية معتدلة.
2- الإفراط في استخدام العبارات الإنشائية أو التقييمية
من الأخطاء اللغوية أن يكتب الباحث بعبارات ذات طابع شخصي مثل “من وجهة نظري” أو “أعتقد أن هذه النتيجة رائعة”. هذا الأسلوب يُضعف الحياد العلمي. الأفضل استخدام تعبيرات علمية مثل: “تشير النتائج إلى…” أو “يمكن تفسير هذا الاتجاه في ضوء…”.
3- ضعف الترابط بين الجمل والفقرات
استخدام جمل منفصلة دون أدوات ربط منطقية يجعل النص مفككًا. المناقشة الأكاديمية تتطلب تتابعًا فكريًا سلسًا باستخدام روابط لغوية مثل: “من ناحية أخرى”، “في المقابل”، “وبناءً على ذلك”، “هذا يتفق مع ما توصلت إليه…”. هذه الأدوات تُعزّز الانسجام النصي وتُظهر تسلسل الأفكار.
4- الترجمة الحرفية للمصطلحات الأجنبية أو العلمية
يلجأ بعض الباحثين إلى ترجمة حرفية للمصطلحات الإحصائية أو المفاهيم النظرية، مما يؤدي إلى غموض في المعنى. يُنصح باستخدام الترجمة العربية الأكاديمية المعتمدة، مع الإشارة إلى المصطلح الأصلي بين قوسين عند الضرورة، مثل: “اختبار كاي تربيع (Chi-Square Test)”.
5- الإطناب المفرط وتكرار الفكرة نفسها بصيغ مختلفة
الإطالة الزائدة في الجمل أو إعادة عرض الفكرة بأكثر من صيغة دون إضافة جديدة تُضعف النص. الأفضل هو استخدام لغة مكثّفة ومباشرة تعبّر عن الفكرة بوضوح، مع تجنّب الحشو اللغوي أو المبالغة في التفاصيل غير الجوهرية.
6- استخدام أزمنة الأفعال بشكل غير متسق
من الأخطاء الشائعة التبديل العشوائي بين الماضي والحاضر في الفقرات. القاعدة الأكاديمية تقتضي استخدام زمن الماضي عند عرض نتائج الدراسة (أظهرت، أشارت، بينت)، وزمن الحاضر عند مناقشتها أو ربطها بالدراسات السابقة (تتفق، تدعم، تعارض).
7- إهمال ضبط علامات الترقيم والتنظيم البصري للنص
الاستخدام الخاطئ أو غياب علامات الترقيم يجعل النص صعب القراءة ويفقده الإيقاع الأكاديمي. كما أن غياب العناوين الفرعية أو التنسيق الجيد للفقرات يُضعف العرض. تنظيم النص بعناوين واضحة، ومسافات متوازنة، وفقرة لكل فكرة، يُظهر الاحتراف اللغوي للباحث.
تجنّب الأخطاء اللغوية والأسلوبية في مناقشة النتائج يُعدّ عنصرًا جوهريًا في نجاح الرسالة العلمية، لأن جودة الصياغة تعكس عمق الفهم ودقة التفكير.