ظهرت العديد من التحولات الجوهرية في أساليب جمع البيانات في الأبحاث العلمية المختلفة، ومن خلال هذه التحولات ظهرت طرق جديدة لجمع البيانات والتي تتناسب مع البيئة الرقمية والتطورات الطارئة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويتم تنظيم البيانات التي يجمعها العديد من الباحثين عن طريق أحد الأساليب التالية (الأسلوب الكمي، الأسلوب الكيفي، الأسلوب المتعدد أو المختلط).
أولاً: الأسلوب الكمي:
هو الأسلوب الذي يتعامل مع البيانات الكمية ذات الطبيعة العددية القابلة للقياس مثل عدد الأفراد، كما يتعامل هذا النوع مع البيانات التي يمكن التعبير عنها بالأرقام، كما يهتم الأسلوب الكمي بالأسباب والحقائق من منظور واسع وشامل، بالإضافة إلى الاهتمام بالعلاقات بين المتغيرات، ويهدف الأسلوب الكمي إلى اختبار النظريات والذي يتم عن طريق النظريات الموجودة بالفعل في الإنتاج الفكري المنشور حول الظاهرة التي هي محل البحث والدراسة.
ثانياً: الأسلوب الكيفي (النوعي):
يعتمد هذا الأسلوب غالباً على بيانات غير عددية، وعادة ما تكون البيانات وصفية أو اسمية، مما يعني أن البيانات التي يقوم الباحث بجمعها تكون في شكل جمل أو كلمات، كما يعتمد الأسلوب الكيفي على دراسة وقراءة البيانات والأحداث بأسلوب غير كمي حيث لا يتم تحويل البيانات إلى أرقام كما في الأسلوب الكمي، ولكن يتم الحصول على النتائج من واقع الملاحظة وتحليل الأحداث والمواقف، ويعتمد الأسلوب الكيفي على أساس البدء بالجزء والانتهاء إلى الكل، حيث يبدأ الباحث من عند البيانات التي قام بجمعها أو المشاهدات التي لاحظها وينتهي إلى أن يصل للنتائج التي يسعى لتحقيقها، مما يعني أن الفرضيات أو النظريات تظهر أو تشتق من مجموعة البيانات أثناء عملية جمع البيانات وتحليلها، ويقوم الباحث بفحص هذه البيانات من أجل الوصف ومعرفة العلاقات الموجودة بين الظواهر، ويستعين الأسلوب الكيفي بكل من (الملاحظة والمقابلة والاستبيان) في جمع البيانات.
ثالثاً: الأسلوب المتعدد أو المختلط:
يعرف هذا الأسلوب أيضاً بالمدخل البحثي الثالث بعد كلاً من المدخل الكمي والمدخل الكيفي، ومن خلاله يمكن استخدام كلاً من الأسلوب الكمي والكيفي في بحث علمي واحد، ويلاحظ أن مثل هذه الدراسات تصل إلى نتائج قوية بحيث يكون هناك انسجام فيما بينها من أجل الوصول إلى بحث علمي قوي، وذلك عوضاً عن الانقسام والتشتت في البيانات، بالإضافة إلى أن استخدام المداخل والأساليب المتعددة يفيد في ربط المكونات الكمية والكيفية مع بعضها، وذلك بغرض الوصول إلى حلو متعمقة لمشكلة الدراسة، وهناك طريقتين لاستخدام كلاً من الأسلوب الكمي والأسلوب الكيفي معاً في بحث علمي واحد وهما كالآتي:
- الطريقة الأولى: يتم فيها استخدام الأسلوب الكمي والأسلوب الكيفي بشكل تتابعي، حيث يقوم الباحث باستخدام الأسلوب الكيفي في بداية مشروع البحث حتى يصل إلى فروض الدراسة وعند هذه المرحلة يمكن للباحث أن يقوم باختبار الفروض من خلال الأسلوب الكمي.
- الطريقة الثانية: يتم فيها استخدام الأسلوب الكمي والكيفي في البحث معاً وفي نفس الوقت في تحديد المشكلة البحثية ويقصد بذلك أن تتم دراسة الظاهرة الواحدة بأكثر من طريقة وأسلوب، فيقوم الباحث باستخدام الأسلوب الكيفي لوصف الظاهرة، ويستخدم الأسلوب الكمي في قياس المتغيرات الأخرى التي تؤثر في الظاهرة محل الدراسة.