طرق جمع البيانات والمعلومات في البحث العلمي

المقدمة:

يُعَد البحث العلمي هو وسيلة هامة من وسائل الحصول على المعرفة واكتسابها، لكي نصل إلى القوانين والنظريات عن طريق ملاحظة الظواهر، فالبحث العلمي هو أحد الوسائل لتقدم وتطور الدول والشعوب، حيث يقاس تقدم المجتمعات وتطورها من خلال مدى اهتمامها بالبحث العلمي، وما يتم تخصيصه من ميزانية الدولة في البحث العلمي، فتطور  الدول وتقدمها يتناسب طردياً مع انتعاش البحث العلمي، فهو يتطلب العديد من الأدوات لكي يتم تقديمه كبحث كامل الأركان، كما يمكن للباحث العلمي أن يستخدم أكثر من طريقة أو أداة لجمع المعلومات في البحث العلمي حول مشكلة الدراسة أو لغرض الإجابة عن أسئلتها أو لفحص فرضياتها، كما يجب على الباحث أن يقرر مستقبلاً الطريقة أو الأسلوب المناسب لبحثه أو لدراسته، وأن يكون ملماً وعلى معرفة كاملة بجميع الأدوات والأساليب المختلفة لجمع البيانات في البحث العلمي وكيفية الاستعانة بها واستخدامها.

من خلال المقال الحالي سوف نتطرق إلى معرفة طرق جمع البيانات في البحث العلمي، وذلك من خلال بعض النقاط الهامة وهي كالآتي:

1. تعريف البيانات وأنواعها.
2. الأدوات اللازمة في جمع البيانات في البحث العلمي.
3. الاستبيان في البحث العلمي
4. المقابلة في البحث العلمي.
5. الملاحظة في البحث العلمي.
6. الوثائق (مصادر المعلومات).

تعريف البيانات وأنواعها:

       تمثل البيانات وسيلة هامة في البحث العلمي والتي تقوم عليها جميع الدارسات والبحوث المختلفة، فهي من طرق التعيير عن المشاكل والظواهر المحيطة بنا، كما تعتبر البيانات هي الأساس التي تحدد من خلالها قرارات استخدام الأدوات، كما يمكن تعريف البيانات على أنها كلمات وحروف وأرقام تتعلق بموضوع الدراسة، وينتج عنها المعلومات التي يتم استخدمها في تحليل الدراسة.

وتنقسم البيانات إلي:

1. البيانات النوعية: وهي التي تمثل مقياساً ما لصفة معينة، أو ظاهرة بعينها.
2. البيانات الرقمية: والتي تمثل قيم عددية قد تكون كسرية أو صحيحة وذلك طبقاً لطبيعة البيئة التي يتم دراستها.
3. البيانات الاسمية: هي البيانات التي تقوم على تصنيف المتغيرات من خلال مجموعة من السمات التي تعمل على تمييز متغير عن الأخر، خاصة المتغيرات التي يمكن المقارنة بينهم.
4. البيانات الترتيبية: وهي الخاصة بترتيب المتغيرات المكونة للبيانات، ويوضح الترتيب تفاصيل المتغير مثل: الرتبة الأكاديمية (أستاذ- أستاذ مساعد –مدير).
5. البيانات الفترية: يتخصص هذا النوع من البيانات في مساواة المسافات، ويتم استخدامها في العديد من الدراسات والبحوث المختلفة مثال: العلوم التربوية والاجتماعية والنفسية، فعلى سبيل المثال يقاس من خلال تلك البيانات نسبة الذكاء، وهنا لا يعتبر الصفر رقم له قيمة حقيقية، بلا يعد لا قيمة له، فوجوده لا يعبر عن غياب الصفة.
6. البيانات النسبية: صفة النسبية هنا تعني وجود قيمة فعلية للصفر، فعدم وجود الظاهرة يتم التعبير عنه بالمساواة بالصفر.

الأدوات اللازمة في جمع البيانات في البحث العلمي:

تُعد أدوات جمع البيانات في البحث العلمي هي الوسائل التي يستخدمها الباحث سواء في عملية الوصف أو التحليل أو الاستشراف للوصول إلى أهدافه، فهي ليست بمصادر ولكنها آليات وطرق تجميع البيانات والمادة العلمية اللازمة في الدراسة، ومن الممكن أن يستعين الباحث بأكثر من أداة أو طريقة لجمع المعلومات اللازمة حول مشكلة البحث، ويجب أن يضع الباحث أداة البحث من ضمن أولوياته، وأن يختار مسبقاً الطريقة المناسبة للبحث الخاص به.

يُعَد الاستبيان في البحث العلمي أحد أهم أدوات المسح لجمع لبيانات المرتبطة بموضوع معين من خلال إعداد مجموعة من الأسئلة المكتوبة والتي يقوم المبحوث بالإجابة عنها بنفسه، كما يعتبر الاستبيان أداة الحصول على الحقائق وتجميع البيانات عن الظروف والأساليب القائمة بالفعل، كما يعتمد الاستبيان على إعداد مجموعة من الأسئلة يتم إرسالها لعدد كبير نسبياً من أفراد مجتمع الدراسة، إذ أنه يعد من أكثر وسائل جمع البيانات استخداماً في البحث العلمي وبالأخص في البحوث التربوية والنفسية والاجتماعية، كما يعرف الاستبيان على أنه أداة لجمع المعلومات المتعلقة بموضوع الدراسة عن طريق استمارة معينة تحتوي على عدد من الأسئلة مرتبة بأسلوب منطقي مناسب، يتم توزيعها على أشخاص معينين لتعبئتها والإجابة عليها.

أهم خطوات تصميم الاستبيان في البحث العلمي:

تتطلب عملية تصميم الاستبانة مجموعة من الخطوات الرئيسية الهامة والتي تتمثل في الآتي:

1. تحديد موضوع الدراسة بشكل عام والموضوعات الفرعية التي تتفرع منه.
2. صياغة مجموعة من الأسئلة حول كل موضوع فرعي بحيث تكون جميع الأسئلة هامة وضرورية وغير متكررة.
3. عمل اختبار تجريبي على الاستبانة من خلال عرضها على عدد محدد من أفراد مجتمع الدراسة قبل اعتمادها بشكلها النهائي والطلب منهم التعليق عليها وتوضيح إذا كان هناك أسئلة غير واضحة أو غير مفهومة، ومدى تغطية الاستبانة لموضوع الدراسة، ومن ثم اقتراح أسئلة إضافية لم يتم ذكرها في الاستبانة، كما يجب عرضها على مجموعة من المحكمين المتخصصين في مجال البحث العلمي لقياس جودتها ومدى ارتباطها بموضوع  البحث.
4. تعديل الاستبانة على أساس المقترحات السابقة وطباعتها بشكلها النهائي متضمنة مقدمة عامة لجميع فقرات الاستبانة.
5. أخيراً يتم توزيع الاستبانة على عينة الدراسة بالطرق التي تتناسب مع أفراد المجتمع المعنين بالفحص والدراسة.

تمر المقابلة الناجحة بمجموعة من الخطوات الهامة والضرورية والتي يجب على الباحث تطبيقها بشكل جيد وتتمثل في الآتي:

1. إعداد الباحث لاستمارة المقابلة إعداداً دقيقاً.
2. معرفة الباحث بموضوع الدراسة تماماً وبثقافة وخلفية المستجيبين، وأن يكون مستعداً للإجابة عن تساؤلاتهم.
3. تحديد الأفراد الذين ستتم مقابلتهم ومكان وزمان المقابلة.
4. يقدم الباحث نفسه بطريقة لائقة ومقبولة ويذكر الهدف من دراسته وأهمية المعلومات التي سيقدمها المستجيب وأنها سوف تستخدم فقط لأغراض البحث العلمي لكسب ثقة المستجيب.
5. يجب على الباحث مراعاة آداب المقابلة والمعاملة اللطيفة للمستجيب.
6. يقوم الباحث بطرح السؤال ويعطي الفرصة للمستجيب للتعبير عن نفسه وتوضيح وجهة نظرن.
7. يجب على الباحث مراعاة عدم إجهاد المستجيب بالأسئلة الكثيرة وأن يكون وقت المقابلة معقولا ومناسباً مع المستجيب.

تعد الملاحظة في البحث العلمي عبارة عن تفاعل وتبادل المعلومات بين شخصين أو أكثر أحدهما الباحث والآخر المستجيب أو المبحوث، وذلك بغرض جمع المعلومات المحددة والتي تتعلق بموضوع الدراسة، ويلاحظ الباحث أثنا الملاحظة ردود فعل المبحوث، كما تعرف الملاحظة على أنها عملية مراقبة أو مشاهدة من قِبَل الباحث لسلوك الظواهر والمشكلات والأحداث ومكوناتها المادية والبيئية ومتابعة سيرها واتجاهاتها وعلاقاتها بأسلوب علمي منظم ومخطط وهادف بقصد التفسير وتحديد العلاقة بين المتغيرات والتنبؤ بسلوك الظاهرة وتوجيهها لخدمة الإنسان وتلبية احتياجاته.

أهم خطوات الملاحظة في البحث العلمي:

تمر اللاحظة في البحث العلمي بمجموعة من الخطوات الهامة والتي يجب على الباحث العلمي اتباعها جيداً والتي تتمثل في الآتي:

1. يجب تحديد الهدف من الملاحظة ومجالها ومكانها وزمانها.
2. إعداد بطاقة الملاحظة ليسجل عليها الباحث المعلومات التي يقوم بجمعها.
3. يجب التأكد من صدق الملاحظة عن طريق إعادتها أكثر من مرة.
4. يجب على الباحث الحرص على تسجيل كل ما يتم ملاحظته مباشرةً.
5. يجب على الملاحظ أن يكون مدرب جيداً ويتصف بعدم التحيز ويعرف ماذا يلاحظ وأن يحدد وسيلة وأداة الملاحظة.
6. تحديد مجتمع الدراسة التي سيقوم الباحث بملاحظته.
7. محاولة الدخول في مجتمع الدراسة دون ملاحظة أفراد المجتمع ذلك.
8. يجب إجراء الدراسة عن طريق مراقبة الأفراد وملاحظة تصرفاتهم وتدوين الملاحظات خلال فترة البحث والدراسة حتى وان استمرت إلى فترات كبيرة؟.
9. حل جميع المشكلات التي يمكن أن تطرأ على الباحث وخاصةً إذا عرفت الجماعة أنه يراقبهم.
10. الخروج بحظر من مجتمع الدراسة دون ملاحظتهم لذلك.
11. القيام بتحليل المعلومات والبيانات التي قام بجمعها والخروج بنتائج وكتابة التقرير الوافي عن الملاحظة.

الوثائق (مصادر المعلومات):

بالإضافة إلى طرق جمع البيانات السابقة مثل (الملاحظة، المقابلة، الاستبيان) يستخدم الباحثون الوثائق والمصادر المختلفة المطبوعة أو غير المطبوعة والتي تتضمن العديد من المعلومات، حيث تقدم هذه الوثائق أو المصادر العديد من المعلومات الهامة للباحث حول دراسته وخاصةً في المراحل الأولى التي يسعى الباحث من خلالها إلى تكوين خلفية نظرية عامة عن المشكلة أو موضوع الدراسة، وكذلك في مرحلة التعرف على الدراسات السابقة في نفس مجال تخصص الباحث.

كما تعتبر المصادر عبارة عن أوعية التي يستقي منها الباحث بياناته ومعلوماته وهي الجهات المادية أو البشرية التي تمتلك البيانات والمعلومات المطلوبة لحل المشكلة وهي عبارة عن:

1. مصادر بشرية: مثل الخبراء وشهود العيان ومجتمعات البحث.
2. مصادر مادية: مثل الكتب والمراجع والوثائق والسجلات والأفلام والحاسوب.

أهم مصادر المعلومات في البحث العلمي:

تعتبر مصادر المعلومات مصطلح عام وواسع يشمل جميع الأوعية أو الوسائل أو القنوات التي يمكن من خلالها نقل المعلومات من المرسل إلى المستقبل، كما يعني مصطلح مصادر المعلومات في علم المكتبات على أنه كل ما يمكن جمعه وحفظه وتنظيمه واسترجاعه لتقديمه للدراسين والباحثين في المكتبات ومراكز التوثيق والمعلومات، وتتعامل مع مصادر المعلومات العديد من المؤسسات المختلفة والتي يمكن حصرها في الآتي:

1. مؤسسات مسؤولة عن إنتاج وتوفير المعلومات ومنها مراكز البحوث والدراسات والمعاهد والكليات والجامعات والمختبرات وغيرها.
2. مؤسسات النشر المختلفة وتشمل المطابع ودور النشر والتوزيع سواء كانت تجارية أو حكومية أو أكاديمية غير تجارية.
3. مؤسسات رصد المعلومات وضبطها والتحكم الببليوغرافي لها وتتمثل في المراكز الببليوغرافية سواء كانت على المستوى الوطني أو الإقليمي أو العالمي وحتى الموضوعي.
4. مؤسسات مسؤولة عن توفير مصادر المعلومات وتنظيمها وإعدادها للاستخدام واسترجاعها عند الحاجة إليها وتقديمها للمستفيدين من الباحثين والدراسين وتتمثل في المكتبات ومراكز التوثيق ومراكز المعلومات بمختلف أنواعها.

من خلال هذا المقال نكون قد تطرقنا إلى معرفة طرق جمع البيانات في البحث العلمي وأهم أنواعها، نرجو من الله أن يكون هذا المقال مفيداً ونافعاً لجميع طلاب الدراسات العليا والباحثين في مختلف المجالات والتخصصات العلمية، مع تحيات شركة دراسة للبحث العلمي والترجمة.

الدليمي، عصام حسن وصالح، علي عبدالرحيم. (2014). البحث العلمي أسسه ومناهجه. الطبعة الأولى. دار الرضوان للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.

عليان، ربحي مصطفى. (2011). البحث العلمي أسسه، مناهجه وأساليبه، إجراءاته. بيت الأفكار الدولية. عمان . الأردن.

قنديلجي، عامر إبراهيم. (2015). البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات التقليدية والإلكترونية. الطبعة الخامسة. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.

عليان، ربحي مصطفى. (2011). البحث العلمي أسسه، مناهجه وأساليبه، إجراءاته. بيت الأفكار الدولية. عمان . الأردن.

عليان، ربحي مصطفي؛ غنيم، عثمان محمد. (2000). مناهج وأساليب البحث العلمي النظرية والتطبيق. عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع.