تحديد المصادر المرجعية
يلجأ العاملون في المجال الأكاديمي والباحثون في التخصصات المختلفة إلى استطلاع المقالات الأكاديمية من أجل الحصول على عدد من المعلومات والمعارف الموثوق فيها، ولعل أحد أهم ما يميز المقالات والبحوث الأكاديمية عن غيرها من المقالات الأخرى هو اعتمادها على عرض العديد من الحجج وجهات النظر المختلفة (Harzing, 2001, 1). وهو الأمر الذي يبرز أهمية المراجع التي سيتم الاستعانة بها في عرض المحتوى المعرفي سواء أكان ذلك في الأدب النظري أم في الجزء الخاص بالدراسات السابقة.
ذلك لأن العلم لا يبدأ من فراغ، فما نصل إليه اليوم من حقائق ونتائج واختراعات وأفكار وقوانين ونظريات إنما هي حصيلة جهد كبير ومجهود شاق لعلماء وباحثين ومفكرين سالفين ومعاصرين تراكم جهدهم على مر السنين، وتضاعف إنتاجهم العلمي مع الأيام حتى أصبحت حصيلة أعمالهم منارا هاديا لنا نقتبس منها ونستفيد بها، ونحاول أن نضيف إليها ونطور فيها ما وسعنا ذلك. وتحتم مبادئ الأخلاق وأصول الأمانة أن ننسب لكل صاحب فضل فضله فيما نقتبس من كتابات، وما نستخدم من ألفاظ وعبارات وما نقتبس من أفكار، وما نستفيد من آراء لغيرنا، ومن ثم يجب أن نشير إلى تلك المراجع بكل حرص ووضوح (مسعد،2000، 86). وإلى هذا الصدد يشير Engle, 2010, 4)) إلى أن عملية توثيق المراجع والمصادر المستخدمة في البحث العلمي تخدم هدفين أساسين، هما: نسب العمل أو المرجع المستخدم لمؤلفه وإيفائه حقه بالإشارة إلى ذلك تقديرا لجهوده، والسماح للقراء للرجوع إلى قائمة المراجع والاستفادة منها في حالة خدمتها للموضوعات التي يبحثونها.
وتشير قائمة المصادر والمراجع إلى قائمة بأسماء أهم المصادر والمراجع التي سيعتمد عليها الطالب في بحثه، وتضم قائمة المصادر والمراجع بشكل عام ما يورده فضل الله (1998، 55) على النحو التالي
- دوائر المعارف.
- المعاجم.
- المخطوطات في حال وجودها وأمكنتها وأرقامها.
- المصادر والمراجع باللغة العربية.
- المصادر والمراجع باللغة الانجليزية.
ويحتل جزء تنظيم قائمة المراجع أهمية كبيرة، فهو عنوان شرف الرسالة العلمية وبراءتها، ودليل صدق أصولها التي نشأت عنها وجزء أساس في توثيقها واعتمادها علميا، لهذا ينبغي أن تحضر بشكل مشرف، ودقيق قدر المستطاع، إنه يأتي الأخير في الترتيب بين أجزاء البحث؛ إذ تأتي الملحقات أولا –إذا كانت موجودة- فالهوامش، وتوثيق النصوص ثانيا –إذا اختير وضعها في نهاية فصول الرسالة، بدلا من الهامش الأسفل- وأخيرا قائمة المصادر، كل هذا يعرض بعد النص الأساس لمباحث الرسالة أبو سليمان (2005، 213)
ويراعى ترتيب المراجع أبجديا وفقا لاسم المؤلف، سواء المراجع العربية أو الأجنبية. وتأتي أولا المصادر الأولية، مثل: المخطوطات، والوثائق، ثم المصادر الثانوية، وتبدأ بالكتب تليها الدوريات والمجلات والصحف (عمادة الدراسات العليا 2009، 16)
ويشير فضل الله (1998، 55) إلى أن المصادر والمراجع تكتب على الوجه التالي:
- اسم المؤلف (اسم العائلة أولا ثم الاسم الشخصي).
- اسم الكتاب.
- رقم الطبعة.
- اسم المترجم (إذا كان الكتاب مترجما).
- مكان النشر.
- دار النشر.
- تاريخ النشر.
ويأخذ تنظيم قائمة المصادر طرقا عديدة، ومن ذلك ما يورده أبو سليمان (2005، 214) على النحو التالي:
أولا: الترتيب الهجائي لأسماء المؤلفين: مبدوء باسم الشهرة، أو اللقب ثم الاسم، ويفضل البعض البدء بالاسم الأول ثم اسم الشهرة أو اللقب. وهذا النوع من الترتيب في كلا الحالتين أيسر وأسهل، وأحسن تنظيما بالنسبة للقارئ، وإذا كان من بينها مصادر لا تحمل أسماء مؤلفيها فيجرى ترتيبها هجائيا حسب عناوينها، على أن غالبية الباحثين لا يعدون في الترتيب: الكني (أبو-ابن)، وكذلك (ال) التعريف، بل يحتسب في الترتيب الحرف الأول للاسم الذي يليها، مثال: ابن القيم يصنف مع حرف القاف.
ثانيا: الترتيب الزمني حسب تواريخ النشر:
بعض قوائم الكتب تبدو أكثر تناسبا لو نُظمت حسب الترتيب الزمني للنشر، وهذا النوع من ترتيب المصادر يتلاءم كثيرا عند تتبع المراحل التاريخية أو التطورية، ولا بد من فهرسة لمثل هذه القوائم خصوصا إذا كانت طويلة.
ويراعي الباحث عملية التنويع في المصادر المستخدمة من خلال التنويع ما بين استخدام الكتب، والرسائل العلمية سواء أكانت ماجستير أم دكتوراه، والدراسات الواردة في الدوريات العلمية المحكمة أو تلك التي تم إلقائها في مؤتمرات، أو الأوراق الصادرة عن المنظمات العالمية مثل اليونسكو واليونيسيف، أو تلك الصادرة عن الجهات الرسمية بداخل الدولة، مع التأكيد على ضرورة أن يراعي الباحث الالتزام باستخدام المراجع الموثوق فيها، والبعد قدر المستطاع عن الأوراق مجهولة الهوية والتي أما أن تعبر عن وجهات نظر شخصية، أو قد تعبر عن آراء متحيزة بعيدة كل البعد عن الموضوعية، مع التأكيد على الدقة المتناهية في نقل أسماء الباحثين وتواريخ نشر الدراسات الخاصة بهم؛ لأن ذلك يعتبر من بين قواعد الأمانة العلمية التي لا ينبغي الإخلال بها.