يمكن للباحث تقليل مخاطر هلوسات الذكاء الاصطناعي من خلال تبني استخدام منهجي واعٍ يضع هذه الأدوات في إطارها الصحيح بوصفها وسائل مساعدة لا مصادر معرفية مستقلة. ويكمن جوهر الحماية في الجمع بين الاستفادة التقنية والصرامة العلمية في التحقق والتحليل، وذلك من خلال:
1- حصر استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام الداعمة
ينبغي قصر استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي على المهام المساندة مثل التلخيص الأولي، وتنظيم الأفكار، وصياغة الأسئلة. ويمنع هذا الحصر الاعتماد عليها في إنتاج محتوى معرفي غير متحقق.
2- الرجوع الدائم إلى المصادر الأصلية
يُعد التحقق من أي معلومة يقدمها الذكاء الاصطناعي عبر الرجوع إلى المصدر الأصلي خطوة أساسية. ويضمن هذا الإجراء أن تبقى المرجعية العلمية قائمة على نصوص موثوقة لا على توليد آلي.
3- عدم استخدام المراجع التي يولدها الذكاء الاصطناعي مباشرة
يجب تجنب إدراج أي مرجع لم يتم التأكد من وجوده وصحته فعليًا. ويُعد هذا الالتزام من أهم الضوابط لتفادي إدخال مراجع وهمية أو غير دقيقة في البحث.
4- صياغة أسئلة دقيقة ومحددة
تقل احتمالات الهلوسة عندما تكون الأسئلة الموجهة للذكاء الاصطناعي واضحة ومحددة السياق. ويساعد هذا الضبط على تقليل الإجابات العامة أو الافتراضية التي قد تحمل أخطاء ضمنية.
5- المراجعة النقدية للمخرجات
ينبغي التعامل مع مخرجات الذكاء الاصطناعي بوصفها مسودات أولية تحتاج إلى مراجعة نقدية وتحليل علمي. ويُعد هذا السلوك جزءًا من المسؤولية البحثية التي لا يمكن تفويضها.
6- تعزيز مهارات القراءة والتحقق العلمي
كلما ارتفعت كفاءة الباحث في قراءة الأدبيات والتحقق من البيانات، قلت قابلية تأثره بالمحتوى الخاطئ. ويُعد بناء هذه المهارات خط الدفاع الأول ضد أخطاء الذكاء الاصطناعي.
7- الالتزام بالضوابط الأخلاقية والمؤسسية
يساعد الالتزام بسياسات الجامعات والمجلات العلمية المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في وضع حدود واضحة للاستخدام المقبول. ويُسهم ذلك في حماية الباحث من الوقوع في مخالفات أكاديمية غير مقصودة.
من خلال حصر دور الذكاء الاصطناعي، والتحقق المستمر، والمراجعة النقدية، يظل الذكاء الاصطناعي أداة داعمة تعزز كفاءة البحث دون أن تهدد موثوقيته أو نزاهته العلمية.