يمكن تحديد الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية من خلال مجموعة من المعايير الأساسية التي تتمثل في الآتي:
- الرؤية والشهرة والتأثير.
- حداثة المواضيع.
- الإسهام العلمي للأوراق العلمية.
- نسبة قبول الورقة العلمية.
أولاً: من حيث الرؤية والشهرة والتأثير :
بالنسبة للمؤتمرات يعتبر المؤتمر أفضل بكثير من المجلات العلمية كونه يعطي للناشر شهرة أوسع وذلك من خلال حضور العديد من الأساتذة والباحثين المتخصصين في المؤتمر مما يتيح الفرصة أمام الباحث في إظهار نفسه وشخصيته البحثية بالإضافة إلى مقابلة العديد من الباحثين المتميزين في نفس المجال باحثين يتمتعون بالعديد من الخبرات بالإضافة إلى أشخاص قادمون من سوق العمل مما يجعل البحث الخاص بالباحث مرأي لعدد أكبر من الشخصيات.
هذا بالإضافة إلى إعطاء الباحث فرصة التواصل مع هذه الشخصيات والتعرف عليهم عن قرب مما يكسب الباحثين العديد من الخبرات وصقل مهاراتهم الأكاديمية في مجال البحث العلمي وبالأخص في مجال تخصصهم.
أما بالنسبة للمجلات العلمية:
فيقتصر إعطاء الشهرة من خلالها عند قراءة البحث فقط ، إذ أن الباحثين يمكنهم إرسال أوراقهم العلمية اليوم للمجلة لنشرها ولكنها يمكن أن تأخذ فترة كبيرة لكي تكون جاهزة للنشر فهناك بغض المجلات الذين يأخذون فترة تتراوح بين سنة أو سبعة أشهر أو ثمانية أشهر وفقاً لآلية النشر في المجلات، وذلك وفقاً لفترة التحكيم التي يستغرقها المحكمون من أجل معرفة صلاحية نشر الورقة العلمية أو عدم نشرها. هذا ويمكن أن يكون هناك العديد من التعديلات المقترحة والتي من الضروري تعديلها حتى تصبح الورقة العلمية صالحة للنشر، فكلها أمور تأخذ وقت طويل ومعقدة في بعض الأوقات عن المؤتمرات.
لذلك تعتبر المؤتمرات هي وسيلة أسرع لنشر الورقة العلمية بجانب إمكانية حضورك المؤتمر وتعرف الناس على الباحث وجهاً لوجه، بالإضافة إلى كون المؤتمرات أفضل وسيلة للحصول على سبق في النشر بالنسبة للأفكار والأبحاث العلمية.
ثانياً: من حيث حداثة المواضيع :
تعتبر حداثة المواضيع أمر هام جداً للعديد من الباحثين والأساتذة لذلك تعتبر في المؤتمرات أفضل و أعلى من المجلات العلمية نظراً لكونها أسرع في عملية النشر، فالمؤتمرات تعطي فرصة أكبر للعديد من الباحثين لنشر أوراقهم العلمية وأبحاثهم بصورة أسرع بكثير من المجلات العلمية ، فهناك العديد من المجالات التي تتضمن العديد من الموضوعات الحديثة يوماً بعد يوم وتتطلب النشر بطريقة سريعة حفاظاً على أسبقية النشر للباحث أو لصاحب الفكرة البحثية، فجميع هؤلاء الباحثين قد يتجهون إلى المجلات المحكمة ولكنها سوف تتطلب منهم الكثير من الوقت كما وضحنا من قبل لذلك فالسبيل الوحيد لنشرها بطريقة سريعة وآمنة هي المؤتمرات.
ثالثاً: من حيث الإسهام العلمي للأوراق العلمية :
بالنسبة للمؤتمرات تتطلب إسهام علمي بشكل كبير جداً عن المجلات فالمؤتمرات قد تطلب من الباحث أن يكون الإسهام العلمي للورقة العلمية عالي جداً عن المجلات بنسبة قد تصل إلى أربعين في المئة، لضمان أن تكون الورقة العلمية تتناول موضوع جديد أو غير معروف في مجال تخصصها بشكل كبير مما يجعل تساهم مساهمة فعالة وجديدة للمعرفة.
أما بالنسبة للمجلات العلمية المحكمة تتطلب أن تكون نسبة الإسهام العلمي حوالي عشرين بالمئة لذلك يتجه العديد من الباحثين عند نشر ورقته العلمية في المؤتمر وتحتوي على اثنا عشر صفحة على سبيل المثال يقوم بإضافة صفحتين أو ثلاثة أو أربعة ويقوم بعمل بعض التعديلات البسيطة وينشرها في المجلة العلمية ويعتبر هذا الشيء من أهم مميزات المجلة العلمية بالنسبة للإسهام العلمي فأغلب الباحثين عندما يرسلون أوراقهم العلمية للمؤتمرات يعانون بشكل كبير في هذا الأمر (أن تكون عدد الأوراق ضئيل ونسبة الإسهام كبيرة)، فهناك العديد من الباحثين الذين يريدون نشر رسائلهم العلمية في المؤتمرات مما يجعلهم مضطرين لحذف العديد منها الصفحات الهامة بها نظراً لأن المساحة المتاحة لهم لا تساعدهم في نشر جميع المعلومات الهامة الموجودة في رسائلهم العلمية، على العكس في المجلات العلمية فهناك أريحية كبيرة على الرغم من أن المساحة محدودة فهناك بعض المجلات التي تعطي عدد أوراق وكلمات أكثر بكثير من المؤتمرات، مما ينعكس بشكل كبير على جودة الورقة العلمية الموجودة في المجلة العلمية والمؤتمرات بالإضافة إلى عملية التحكيم العلمي في المجلات أفضل بكثير من المؤتمرات وذلك نظراً لعملية النشر بالنسبة للورقة العلمية في كلاً من المجلة العلمية والمؤتمر.
رابعاً: من حيث نسبة قبول الورقة العلمية :
هذا ونسبة القبول بالنسبة للأوراق العلمية في المؤتمرات قليلة جداً بالنسبة للمجلات وذلك بسبب شهرة المؤتمر لكونه يستقبل العديد من الباحثين الذين يرسلون أوراقهم فيكون من حظ الباحث أن يحصل على ورقة علمية مقبولة فقليل جداً من الباحثين الذين يقبل له أوراق علمية، لذلك فمعدل قبول الأوراق العلمية في المجلات أكبر بكثير من المؤتمرات وذلك نظراً لان المؤتمرات ليس لديها خيار ثالث بالنسبة لقبول الورقة العلمية (تعديلات على الورقة العلمية) ففي المؤتمرات (تقبل الورقة أو ترفض الورقة) فليس لدى الباحث أي فرصة لمراجعة الورقة، على العكس في المجلات العلمية فيمكن أن تعطي للباحث قبول أو قبول مشروط ببعض التعديلات والمراجعات التي يجب أن يقوم بها لتصبح الورقة صالحة للنشر في هذه الأثناء يكون لدى الباحث فرصة أكبر لمراجعة وتعديل ورقته العلمية.
هذا وبالنسبة للمؤتمرات هناك ميزة هامة جداً وهي (متعة التجربة) حيث يتيح للباحث السفر إلى مدينة التي تستضيف المؤتمر ويقابل العديد من الباحثين والأشخاص ويبني معهم صداقات ويصقل مهاراته البحثية ومعرفته، ويعتبر العديد من الباحثين المؤتمرات بمثابة أجازه لهم وحق أكاديمي للباحث لمن يريد الذهاب للمؤتمر فهي بمثابة الإجازة التي يحصل عليها الباحث.