طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

الكتابة الأكاديمية

2023/01/03   الكاتب :د. طارق العفيفي
عدد المشاهدات(2239)

مهارات الكتابة الأكاديمية

الكتابة الأكاديمية

تعد الكتابة الأكاديمية سمة أساسية من سمات البحث العلمي الناجح ويجب على كافة الطلاب والباحثين الإلمام بها ومعرفتها حق المعرفة، بكونها أسلوب مخصص يستعين به الباحثين والعلماء من أجل تحديد تخصصاتهم ومجالاتهم العلمية. إذ يتم الاعتماد على الكتابة الأكاديمية بصفة أساسية في البحث العلمي من أجل نقل المعنى والمقصد حول الأفكار المعقدة من الخبراء الأكاديميين إلى مسامع القراء العاديين بكل حيادية وموضوعية بعبداً كل البعد عن أي صفة من صفات التحيز.

لذلك حرص المقال  الحالي على توضيح الكتابة الأكاديمية من جميع جوانبها وذلك من خلال طرح بعض النقاط الهامة وهي كالآتي:

  1. مفهوم الكتابة بصفة عامة.
  2. تعريف الكتابة الأكاديمية.
  3. أهم أنواع الكتابة.
  4. أهداف الكتابة الأكاديمية.
  5. خصائص وسمات الكتابة الأكاديمية.

مفهوم الكتابة بصفة عامة

 

إن مفهوم الكتابة قديم وله العديد من التعريفات إلا أنها  جميعاً تدور في إطار واحد وهو تفسير عملية الكتابة كيف تتم عملية الكتابة ومن أهم هذه العريفات أن الكتابة عبارة عن عملية معقدة. في ذاتها كفاءة أو قدرة على تصور الأفكار وتصويرها في حرف وكلمات وتراكيب صحيحة نحواً، وفي أساليب متنوعة المدى والعمق والطلاقة مع عرض تلك الأفكار في وضوح ومعالجتها في تتابع وتتدفق ثم تنقيح الأفكار والتراكيب التي تعرضها بشكل يدعو إلى مزيد من الضبط والتفكير.

هذا ويرى بعض العلماء أن الكتابة عبارة عن رسوم وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس، فهي ثاني رتبة من الدلالة اللغوية، وهي صناعة شريفة إذ أن الكتابة من خواص الإنسان التي تميز بها عن غيره من المخلوقات.

فيمكن القول بأن الكتابة هي إحدى مهارات اللغة العربية وهي عبارة عن عملية عقلية يقوم الكاتب بتوليد الأفكار وصياغتها وتنظيمها ثم وضعها بالصورة النهائية على الورق.

 

مفهوم الكتابة بصفة عامة

تعريف الكتابة الأكاديمية

 

تعرف الكتابة الأكاديمية على أنها أسلوب ونسق لغوي له أداوته وألفاظه وتراكيبه وبناؤه، ودلالاته ومعانيه وصياغته وخصائصه، يتم كتابة البحوث الدراسات العلمية به بالإضافة إلى الرسائل والأطروحات والتقارير والملخصات العلمية، مما يجعل هذا النوع من الكتابة متميزة عن غيرها من أنواع الكتابة الأخرى.

هذا وتعرف الكتابة الأكاديمية على أنها كتابة العلماء أو كتابة طلاب العلم والعلماء المتخصصين وهذا الأسلوب من الكتابة خاص بالمؤسسات الأكاديمية، وبمعنى آخر إنه الأسلوب الذي يستخدمه الطلاب الجامعيون وطلاب الدراسات العليا والمحاضرون عندما يحاولون الإجابة على أسئلة أكاديمية محددة، في كلٍ من المقالات والرسائل والأطروحات والأوراق الأكاديمية.

 

تعريف الكتابة الأكاديمية

ما هي أهم انواع الكتابة ؟

 

توجد أنواع مختلفة تندرج تحت مفهوم الكتابة وتتمثل في الآتي:

 

أولاً: الكتابة الوظيفية:

يقصد بها الكتابة التي تيؤدي وظيفة خاصة في حياة الفرد والمجتمع، من أجل تحقيق الفهم والإفهام،  وهي ذلك النوع من الكتابة التي يمارسها الطلبة كمتطلب لهم في حياتهم اليومية العامة،  ويمارسونها عند الحاجة إلى الممارسات الرسمية ومن مجالات استعمل هذا النوع من الكتابة (الرسائل ، البرقيات، والسير الأكاديمية، والاستدعاءات بأنواعها والإعلانات وكتابة السجلات والتقارير، والتلخيص).

 

ثانياً:  الكتابة الإبداعية:

تعد الكتابة الإبداعية عملية تسمح بإنتاج نص مكتوب من خلال تطوير الفكرة الأساسية ومراجعتها  وتطويرها، وهي أحد أنواع الكتابة التي تهدف إلى الترجمة عن الأفكار والمشاعر الداخلية والأحاسيس والانفعالات ونمن ثم نقلها إلى الآخرين بأسلوب أدبي رفيع، بغرض التأثير في نفوس  السامعين أو القارئين تأثيراً يكاد يقترب من انفعال أصحاب هذه الأعمال.

فمن خلالها يقوم الفرد بالتعبير عن أفكاره الذاتية الأصيلة، ويبني أفكاره وينسقها وينظمها في موضوع معين بطريقة تسمح للقارئ أن يمر بالخبرة نفسها التي مر بها الكاتب، وبطلق عليها أيضاً بالتعبير الإنشائي، لذلك فهو تعبير إبداعي ذاتي ينفث فيه الشاعر أو الناشر أفكاره وأحاسيسه، فيفصح عما بداخله من عواطف من خلال عبارات منتقاه مستوفية الصحة والسلامة النحوية واللغوية، ومن الأمثلة على مثل هذا النوع (كتابة القصة القصيرة،  الرواية والمقالة الأدبية، والقصيدة الشعرية، وكتابة تراجم الحياة، والسير، والمذكرات الشخصية).

 

ثالثاً: الكتابة الإقناعية:

هي فرع من الكتابة الوظيفية، وفيها يستخدم الكاتب أساليب ووسائل إقناعيه لإقناع القارئ بوجهة نظره، مثل المحاجاة وإثارة العطف ونقل المعلومات بطريقة تؤثر لصالح موقف معين واستخدام الأسلوب الأخلاقي، فهو يلجأ إلى المنطق والعاطفة أو الأخلاق، وربما إلى الدين من أجل إقناع الآخرين بآراءه.

 

رابعاً الكتابة الأكاديمية:

هو ذلك النوع من أنواع الكتابة الذي يعبر  عن الجوانب التحصيلية للمتعلم، وهي دليل ومؤشر على مدى وعي الكاتب وإدراكه وفهمه واستيعابه للمفاهيم والنظريات الحاكمة للمجال العلمي الذي يقوم بدراسته ومنها العديد من الأنواع مثل (الرسائل والأطروحات العلمية التي تتوج جهد طلاب الدراسات العليا للحصول على الماجستير أو الدكتوراه، البحوث  والمقالات العلمية والمقدمة للنشر العلمي، الملخصات العلمية والمقالات النقدية للكتب والأبحاث العلمية، والمقالات النقدية التصنيفية للمراجع في موضوع معين، والدراسات المقارنة والتاريخية، التقارير المخبرية، الملخصات العلمية).

ما هي أهم انواع الكتابة ؟

أهداف الكتابة الأكاديمية

 

إن الهدف الرئيسي من تعليم الكتابة الأكاديمية هو خلق القدرة على التعبير السليم الواضح المتعمق بأسلوب علمي لدى المتعلم، وهذا الهدف يتطلب تحقيق مجموعة أهداف خاصة لتعليم الكتابة والتي تهدف إلى:

  1. إكساب المتعلم القدرة على التعبير عن الأفكار والأحاسيس والانفعالات والعواطف، بشكل راقٍ ورفيع ومؤثر فيه سعة  الأفق ورحابة الإبداع.
  2. أن يمتلك المتعلم القدرة على التعبير بلغة علمية سليمة يراعي فيها قواعد الاستخدام الجيد لأنظمة اللغة وآلياتها التركيبية والصرفية والدلالية.
  3. جعل المتعلم قادراً على ممارسة التفكير المنطقي في عرض أفكاره، وتسلسلها والبرهنة عليها من خلال تقديم الحجج والأدلة اللازمة التي تجعلها مؤثرة في نفس المتلقي (القارئ).
  4. تنمية قدرة المتعلم على مواجهة المواقف الحياتية المختلفة ومواكبة التطورات على منظومة البحث العلمي بوجهٍ عام حتى يرتقى لكتابة أبحاث وسائل وأطروحات علمية متناسبة مع المعايير الأساسية للكتابة الأكاديمية.

ولا شك أن الأسلوب والصياغة والمعالجة اللغوية الجيدة هي عامل أساسي ومعم ومطلب ضروري ومعاير للحكم على جودة ومصداقية وموضوعية الجهود والأبحاث العلمية وجديتها ومدى قبولها في الأوساط العلمية.

أهداف الكتابة الأكاديمية

خصائص وسمات الكتابة الأكاديمية

 

توجد العديد من الخصائص للكتابة الأكاديمية ولعل من أهمها:

أولاً: الموضوعية:

 إن الكتابة الأكاديمية تتسم بالموضوعية، ولا تُعَد عاطفية ولا شخصية لذلك فيجب أن لا تحتوي إلا على القليل من الأحكام والآراء والمسلمات والتعميمات، إلا فيما هو في سياقه الموضوعي الواضح.

ثانياً: المسؤولية:

 يعتبر الكاتب هو المسؤول عن النص أو البحث العلمي الذي يكتبه، حيث يجب أن يتعامل مع البحث العلمي بمسؤولية علمية وأن تتحلى كتاباته بالموضوعية. فإن إحساس الباحث والأكاديمي وطالب العلم بمسؤوليته عن البحث يتطلب منه الجدية في القراءة المعمقة حول موضوعة ومناقشته مع الأوساط العلمية والباحثين المتخصصين.

ثالثاً: الوضوح:

إن الكتابة الأكاديمية صريحة ولا يشوبها أي غموض، والأفكار التي تتضمنها تتسم بالتنظيم وفقاً لسياق النص وتسلسل الأفكار ، بحيث تكون الأفكار مترابطة والعلاقات فيها واضحة ومنطقية، وذلك من خلال استخدام كل أدوات اللغة المتاحة بهدف جعل المادة المكتوبة متماسكة ومفهومة ومقبولة في الدوائر العلمية.

رابعاً: الدقة:

اللغة الأكاديمية لغة تستخدم التراث العلمي وأدبيات الموضوع، والحقول المعرفية، والمعرفة المتراكمة، وأيضاً يتضمنها العديد من التواريخ والأرقام والحقائق، الأمر الذي يفرض على الكاتب ضرورة أن تكون اللغة الأكاديمية دقيقة وصادقة في عرض النظريات والحقائق والإحصائيات وكذلك الاقتباسات العلمية. مما دفع الباحثون إلى وضع حدود للبحث الخاص بهم حتى لا يحسب عليهم ما أغفلوه أو وصفوه خارج إطار بحوثهم.

خامساً: الرسمية:

 الكتابة العلمية الأكاديمية تتطلب أسلوباً لغوياً مُحكم لا يستخدم فيه اللهجات ولا الكلمات العامية، ولا توجد فيه (الأنا) الصريحة، ولا التعبير الشخصي المباشر من الكاتب، وذلك من منطلق أن الأسلوب اللغوي الأكاديمي بمثابة الذي الرسمي في الأعياد والمناسبات، وله طابعه وألفاظه وعباراته وبناؤه الخاص. وإذا كانت الأساليب اللغوية الرسمية مطلوبة وظاهرة ومستخدمة في الوثائق القانونية فإن الكتابة الأكاديمية يجب ألا تقل أهمية ولا رسمية عنها.

سادساً: السلامة اللغوية:

 إن لغة الباحث العلمي الجاد بمثابة لغة خالية من الأخطاء اللغوية، من حيث اختيار الألفاظ في سياقات البحث بالدلالات والمعاني التي تقوي النص ومن حيث سلامة العناوين وتركيب الجمل والاستخدام الصحيح للقواعد النحوية والإملائية وبناء الفقرات حتى يكون النص حاملاً وحاوياً أميناً للأفكار الجزئية والكلية وسياق البحث المنطقي.

سابعاً: الحذر وعدم الانحياز:

 إن اللغة الأكاديمية لغة حذرة لا تستخدم كلمات ولا عبارات قاطعة، ولا تأكيدية ولا ادعائية، وبالأخص في الأمور التي لا يمكن تأكيدها أو توثيقها أو القطع فيها، واللغة الأكاديمية لا تنحاز لأي أسباب ذاتية أو شخصية أو حضارية دون أن يكون هناك أساس عقلاني موضوعي مؤيد لموقف الباحث ورأيه، حيث يعتبر الانحياز أمر مرفوض تماماً في الكتابة الأكاديمية، والانحياز المسموح به فقط هو  الانحياز المبني على الدلائل والبراهين.

ثامناً: التنظيم:

الكتابة الأكاديمية كتابة منظمة تسمح للقارئ بأن يفهم ويتتبع منطقياً فكر الكاتب، فهناك المدخل أو  المقدمة وهناك جوهر البحث وهناك الخاتمة، وهناك عناوين رئيسية وأخرى فرعية، وهناك إشارات وعلامات للتوثيق والترقيم والربط وغير ذلك مما تطلبه الأعمال العلمية المكتوبة وفقاً لآليات المؤسسات العلمية التابع إليها الباحث والبحث العلمي.

 

الخاتمة

 

تعد الكتابة الأكاديمية عنصر هام ورئيسي من عناصر البحث العلمي وأحد المهارات التي يجب أن يتحلى بها الباحث في جميع كتاباته، فمن خلال قراءة هذا المقال تكون قد تعرفت على جميع جوانب الكتابة الأكاديمية ومعرفة أهميتها وأهدفها وأهم خصائصها التي يجب أن تتوافر فيها، نرجو من الله أن يكون هذا المقال نافعاً ومفيداً لكافة الباحثين وطلاب الدراسات العليا ماجستير ودكتوراه.

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

الوســوم

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك:

عضو فى

معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

دفع آمن من خلال

Visa Mastercard Myfatoorah Mada