أصبح ChatGPT أداة مساندة في البحث العلمي عند استخدامه ضمن إطار منهجي وأخلاقي واضح وتكمن قيمته في تسريع بعض العمليات الفكرية والإجرائية مع بقاء المسؤولية العلمية كاملة على عاتق الباحث، وذلك في مراحل مختلفة ومتعددة من أبرزها:
1- دعم مرحلة توليد الأفكار وصياغة الإشكالية
يمكن استخدام ChatGPT للمساعدة في بلورة الأفكار الأولية، وتوسيع زوايا النظر إلى الموضوع، وصياغة إشكاليات بحثية مبدئية. ويسهم هذا الدور في تحفيز التفكير الاستكشافي، لا في إنتاج سؤال بحثي نهائي دون تدخل نقدي بشري.
2- المساندة في مراجعة الأدبيات وفهم الاتجاهات العامة
يساعد ChatGPT في تلخيص المفاهيم النظرية، وشرح المدارس الفكرية، وتوضيح الاتجاهات البحثية العامة في مجال معين. ويُستخدم هنا كأداة لفهم السياق المعرفي، لا كمصدر بديل عن الرجوع المباشر إلى الدراسات الأصلية.
3- تحسين صياغة الأسئلة البحثية والفرضيات
يمكن للباحث الاستفادة من ChatGPT في إعادة صياغة الأسئلة أو الفرضيات لغويًا ومنطقيًا، والتحقق من وضوحها واتساقها الداخلي. ويظل الحكم النهائي على صلاحية الصياغة علميًا من مسؤولية الباحث.
4- دعم التخطيط المنهجي وتصميم الدراسة
يُستخدم ChatGPT لشرح الفروق بين المناهج البحثية، أو اقتراح هياكل عامة لتصميم الدراسات والأدوات. ويساعد هذا الدعم في اتخاذ قرارات منهجية أكثر وعيًا، دون أن يحل محل الخبرة المنهجية المتخصصة.
5- المساعدة في الكتابة الأكاديمية الأولية
يسهم ChatGPT في تحسين الأسلوب الأكاديمي، وتنظيم الفقرات، وتقليل الأخطاء اللغوية، خاصة في المسودات الأولى. ويُشترط أن يخضع النص الناتج لمراجعة علمية دقيقة لضمان الأصالة والدقة.
6- تنظيم الأفكار وتحسين بنية النص
يمكن توظيفه في إعادة هيكلة الفصول، وتحسين الانتقال بين الأفكار، وضبط الاتساق الداخلي للنص. ويُعد هذا الاستخدام ذا قيمة في تعزيز وضوح العرض دون المساس بالمحتوى العلمي.
7- دعم تفسير النتائج وصياغة المناقشة
يساعد ChatGPT في اقتراح أطر تفسيرية عامة أو صيغ تحليلية للمناقشة، بشرط أن يستند الباحث إلى بياناته الفعلية والأدبيات المرجعية. ويُعد هذا الدعم إرشاديًا لا تحليليًا مستقلًا.
8- المراجعة اللغوية والتدقيق الأسلوبي
يُستخدم ChatGPT في تحسين اللغة الأكاديمية، وضبط الصياغة، وتقليل التكرار، دون التدخل في المحتوى العلمي أو النتائج. ويُعد هذا من أكثر مجالات الاستخدام أمانًا عند الالتزام بالضوابط الأكاديمية.
يتضح أن مجالات استخدام ChatGPT في البحث العلمي تمتد عبر مراحل متعددة. وتكمن فعاليته الحقيقية في استخدامه بوصفه أداة مساعدة تعزز كفاءة الباحث، مع الحفاظ على المسؤولية العلمية والأصالة والمنهجية بوصفها جوهر البحث الأكاديمي.