تتعدد أخطاء الباحثين في كتابة خطة البحث العلمي، حيث تلعب خبرة الباحث في إعداد الأبحاث، إضافة إلى خبراته المتراكمة في موضوع البحث دورًا هامًا في تجنب الأخطاء في كتابة خطة البحث العلمي، ولعل أبرز الأخطاء في كتابة خطة البحث العلمي هي:
أولاً: أخطاء عنوان البحث العلمي:
عنوان البحث العلمي هو أول عنصر من العناصر التي تدل على مستوى جودة البحث، فلا بد من العناية بصياغته بشكل خال من الأخطاء، إلا أن جملة من أخطاء الباحثين في كتابة خطة البحث العلمي نراها تتعلق بالعنوان، ومن أهم الأخطاء المتعلقة بعنوان البحث العلمي:
- عدم مراعاة الوضوح أو الدقة في الصياغة، وعدم توضيح نوع المنهج الذي تم اتباعه في إعداد البحث العلمي، أو عدم الإشارة إلى المتغيرات التي تمت دراستها.
- ألا يكون العنوان عاكسا بدقة لمحتوى الموضوع ومشكلة الدراسة.
- أن يقوم الباحث العلمي بوضع نقطة في نهاية عنوان البحث العلمي.
- أن يقوم الباحث العلمي باستخدام كلمات مثل علاقة، مدى، واقع وغيرها.
- أن يقوم الباحث العلمي بالإسهاب في العنوان من خلال استخدام عبارات زائدة.
- ألا يقوم الباحث العلمي بتوضيح المتغير المستقل والمتغير التابع ضمن عنوان البحث العلمي.
ثانياً: أخطاء مقدمة البحث العلمي:
تشكل مقدمة البحث العلمي جزءاً مهما من عناصر خطة البحث العلمي، كونها العنصر الأول الذي يواجه القارئ عند الاطلاع على بحث ما، ومن الضروري أن تظهر المقدمة أهمية البحث المطروح والنتائج التي يمكن أن يتم التوصل إليها، كما تظهر أخطاء المقدمة كجزء من أخطاء الباحثين في كتابة خطة البحث العلمي عند القيام باستعراض البراعة اللغوية والإنشائية في صياغة محتواها، إضافة إلى جملة من الأخطاء الأخرى، والتي أبرزها:
- عدم الانتقال المنهجي من التحديد العام إلى الخاص بهدف تعيين المشكلة البحثية، فلا يشعر القارئ بأهمية الدراسة.
- كتابة مقدمة مختصرة جدا، تصعّب على القارئ فهم غايات البحث العلمي، وعدم وجود تسلسل منطقي يظهر فيه دوافع وأسباب القيام بالبحث.
- إنشاء مقدمة طويلة وعامة، مع استخدام كلمات عمومية تحرف البحث عن الدقة والتحديد التي تتصف بها أغلب الأبحاث العلمية المكتوبة.
- إعداد مقدمة الرسالة بما يعكس رأي الباحث الشخصي، وذلك يظهر باستخدام الضمائر المتكلمة (نحن، أرى، نجد، أنا..).
ثالثاً: أخطاء مشكلة البحث العلمي:
تعد مشكلة البحث العلمي محور خطة البحث العلمي الذي يقوم به الباحث العلمي لما تحتويه من أسباب يجب معالجتها للوصول لنتائج البحث. لذلك يجب على الباحث العلمي صياغة مشكلة البحث العلمي بطريقة دقيقة للغاية، تصنف أخطاء الباحثين في كتابة خطة البحث العلمي بما يتعلق بالمشكلة على الشكل الآتي:
- عدم توضيح آلية انتقاء المشكلة، هل تم الاعتماد على الخبرات الشخصية وخبرات المجتمع المحيط به، أو المراجع العلمية التي أوحت له بالمشكلة دون التطرق لعلاجها من قبل هذه الأبحاث.
- نطاق المشكلة أوسع من إمكانات الباحث العلمي وخبراته.
- عدم الإجابة على الاستفسارات الخمس في كتابة خطط البحث العلمي وهي متى؟ ومن؟ وأين؟ وماذا؟ ولماذا؟
- صياغة المشكلة بهيئة سؤال، وذلك من خلال اختيار الصيغة الاستفهامية لعنوان البحث دون ذكر ما ستلبيه الدراسة من احتياجات بعد انتهاء البحث والحصول على النتائج.
- عدم القيام بدراسة استكشافية للتأكد من وجود مشكلة البحث العلمي والتعرف على الصعوبات التي قد تواجه الباحث العلمي أثناء القيام بالبحث.
رابعاً: أخطاء في أهمية وأهداف البحث العلمي
تلعب أهمية البحث العلمي دوراً في ضبط ما يقدمه البحث العلمي من إغناء للمعرفة النظرية وطرح تطبيقات عملية جديدة قابلة للتطبيق بهدف تحقيق المنفعة، بينما تعبر الأهداف عن الدوافع التي شجعت الباحث العلمي على القيام بالبحث، وما يرغب بالوصول إليه بطريقة منظمة وقابلة للقياس، وكسائر العناصر الأخرى من عناصر خطة البحث العلمي، هناك مجموعة من أخطاء الباحثين في كتابة خطة البحث العلمي من حيث أهمية وأهداف البحث العلمي، ومن أهمها:
- الخلط بين الأهداف والأهمية التي يتميز فيها البحث العلمي، وعدم ذكر تفاصيل مكاسب الجهة المستفيدة والاكتفاء بذكر اسم الجهة.
- تعين أهمية البحث العلمي هوية الجهة المستفيدة ومدى استفادتها من البحث، في حين تتم صياغة أهداف البحث العلمي من الفروض والأسئلة الموجودين ضمن خطة البحث العلمي.
- كتابة أهمية البحث العلمي والأهداف على شكل تعداد، بينما يجب كتابتها على شكل فقرات كأسلوب معتمد في كتابة خطط الأبحاث العلمية.
خامساً: أخطاء في تساؤلات البحث العلمي:
تشرح تساؤلات البحث العلمي الأسئلة المتعلقة بمشكلة البحث العلمي والأهداف المحددة ضمن الخطة، ويتم الوصول إلى حل لمشكلة الدراسة من خلال الإجابة على هذه التساؤلات، كما يمثل وضع أسئلة مركبة أو معروفة الإجابة مسبقًا أهم الأخطاء التي يقع فيها الباحثين عند كتابة خطة البحث العلمي.
سادساً: أخطاء في فرضيات البحث العلمي:
تجيب فرضيات البحث العلمي بشكل أولي على التساؤلات المطروحة، مع توضيح العوامل والظروف التي يحاول الباحث تفسيرها، وتتم الإجابة على الفرضيات اعتمادا على خبرة الباحث العلمي في المجال المدروس، ومن أهم الأخطاء التي تحصل في الفرضيات:
- تجاهل تساؤلات وأهداف البحث العلمي التي تم تحديدها.
- تعيين فرضيات غامضة أو غير صحيحة وعدم صياغتها بأسلوب صحيح.
- عدم الاكتراث لتعيين مستويات الخطأ المقبولة للدلالات الإحصائية في الفرضيات الصفرية أو البديلة، والاكتفاء بذكر الفروق بين عينتين.
- الانحياز في توجيه الفرضيات بشكل يظهر فيه تأكد الباحث من اختلافات ذات دلالة إحصائية، وهو ما يعد وصولا للنتائج بدون القيام بالبحث، وهو أمر غير منطقي.
- عدم وضوح المتغيرات المراد قياسها.
سابعاً: أخطاء في مصطلحات البحث العلمي:
يتضمن عنصر مصطلحات البحث العلمي ضمن خطة البحث العلمي دليلاً للمعاني التخصصية أو الغامضة والتي يصعب تفسيرها بسهولة، أو للمعاني ذات الأوجه المتعددة ضمن السياق. يقع الباحثون في العديد من الأخطاء المرتبطة بمصطلحات البحث، ومن أهمها:
- تعريف المصطلحات بناء على مصادر غير موثوقة أو معتمدة علمياً.
- الإسهاب في إيراد المصطلحات على نحو مفرط، حيث إن هناك العديد من المصطلحات أصبحت معرفة أساسية لا حاجة لتوضيحها.
- إضافة جملة من المصطلحات المتناقضة، وعدم ثبات الباحث العلمي على رأي واضح في تعريف المصطلح.
ثامناً: أخطاء في الدراسات السابقة:
تفيد الدراسات السابقة بتوفير الوقت والجهد على الباحث العلمي، وذلك من خلال متابعة ما قام به الباحثون الآخرون، دون تكرار ما قاموا به سابقًا، كما تسهل مراجعة الدراسات السابقة عملية تحديد مشكلة البحث المراد دراستها، إضافة إلى صياغتها، كما تظهر أخطاء كتابة الدراسات السابقة كأبرز أخطاء الباحثين عند كتابة خطة بحث علمي، وهي أخطاء متعددة للغاية ، ومن أهمها الآتي:
- التطرق إلى نوع واحد من الدراسات دون مراجعة الأنواع الأخرى، كالاعتماد على رسائل الماجستير السابقة دون المرور على المجلات الدورية المحكمة وغيرها.
- عدم التناسق في عرض الدراسات السابقة بسبب الوقوع في خطأ الاهتمام بنتائج الدراسة فقط، وذلك لاعتقادهم بأنها مبنية على المرتكزات العلمية الصحيحة بشكل غير قابل للشك.
- الثقة الكلية بصحة النتائج التي توصلت إليها الدراسات السابقة، دون التأكد من صحة هذه النتائج، والاقتباس منها لتحقيق الإفادة، وهي في الواقع قد تفقد البحث المصداقية.
- عجز الباحث في ربط الدراسات السابقة بالبحث الذي يقوم به، وهذا ما يضيع جهود الباحث العلمي.
- تلخيص كامل الدراسات السابقة، دون الاكتفاء بالأفكار المتعلقة بالبحث الذي يتم إعداده.
- استخلاص النتائج من الدراسات السابقة دون الاكتراث للتحليل والوسائل الإحصائية التي تم استخدامها.
- عدم التعليق على الدراسات السابقة، وما يميز الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة.