أحياناً يصادف الباحث العلمي تحليل مواقف قد يعتريها بعض التعقيد وبعض الغموض نتيجة لاختلاط بعض المعلومات وتشابكها أو عدم تعلق عناصرها بعناصر أخرى مثل بيانات بعض الطلاب في إحدى المؤسسات التعليمية. ومن المفيد أنه ليس هناك قاعدة محددة لتكوين الفروض، لأن ذلك هو الجانب الإبداعي في مشروع البحث العلمي. فالفروض المثمرة هي نتـائج العقول الموهوبة، ويتوقف نوع وحكم الفروض التي يستطيع الفرد أن يبنيها على عاملين:
1- مدى سعة وثراء المعرفة التي يمتلكها الفرد من قبل والتي يستطيع أن يأتي بها لمعالجة المشكلة الحالية.
2- المرونة وعدم الجمود والتمييز الذي يظهره في انتقاء وتنظيم وإعادة ترتيب المفاهيم في أنماط تفسيرية.
اختبار الفروض:
إن اختبار الفروض يختلف من بحث علمي إلى آخر، ففي البحث التجريبي نعتمد على الطرق الإحصائية، وهذه تعتمد على نوع الفرضية التي تبحث عن العلاقة بين المتغيرين. أما البحوث ذات المنهجية فالغرض هو قبول أو رفض، فيقبل إذا وجد دليل ملموس يتفق مع جميع ما يترتب عليه وجود الأدلة وخاصة البحث التاريخي. وإذا لم يتمكن الباحث العلمي من إيجاد الأدلة المنطقية التي تؤيد صحة الفرضية فهذا لا يعني أنها غير صحيحة ويجب أن تلغى، لأن إمكانية الباحث العلمي ربما لم تساعده على إيجاد العلاقة أو التوصل إلى النتيجة، لذا على الباحث العلمي أن يستشف نتائجه وينتقي وينشئ الاختبارات التي سوف تحدد خلال التجارب لإيجاد الحقائق التي تنتجها تلك النتائج، وبذلك تجمع الحقـائق التي سوف تؤيد الفرض أو تدحضه، لذا لا يتأثر الفرض إلا إذا كانت نتائج الاختبارات التي استخدمها الباحث العلمي تشكل دليلا يتفق مع الاستنتاجات.