يتزايد اعتماد الباحثين على أدوات الذكاء الاصطناعي في جمع المراجع العلمية، غير أن هذا الاعتماد لا يخلو من مخاطر منهجية ومعرفية قد تؤثر في جودة المراجعة الأدبية ودقة البناء العلمي للدراسات. وفيما يلي أبرز المخاطر والحدود التي ينبغي على الباحث إدراكها قبل الاعتماد الكامل على أدوات الذكاء الاصطناعي:
1- احتمال توليد مراجع غير موجودة
تعتمد بعض الأدوات على النمذجة اللغوية التي قد تولد مراجع تبدو صحيحة شكليًا لكنها غير واقعية أو غير منشورة. ويؤدي اعتماد الباحث عليها دون تحقق إلى إدخال مصادر وهمية في قائمة المراجع. وينتج عن ذلك خلل واضح في صدقية البحث.
2- صعوبة التمييز بين المصدر العلمي والمحتوى غير المحكّم
لا تمتلك الأدوات دائمًا القدرة على التفريق بين الدراسات المحكمة والمحتوى العام، مما قد يؤدي إلى إدراج مراجع ضعيفة أو غير علمية. ويُمثّل هذا الخلل تهديدًا مباشرًا لجودة المراجعة الأدبية ومتانة الإطار النظري.
3- تجاهل السياق البحثي الدقيق
قد تُرجع الأداة مصادر ذات صلة لفظية بالبحث، لكنها ليست ذات صلة مفهومية عميقة بالمشكلة. ويؤدي هذا الخلل إلى قائمة مراجع لا تخدم البناء التحليلي للدراسة. ويحتاج الباحث هنا إلى مراجعة دقيقة لاستبعاد ما لا يتصل بسؤاله البحثي.
4- محدودية القدرة على فهم التطور الزمني للأدبيات
قد تقدم الأداة مراجع حديثة أو قديمة دون مراعاة تطور الحقل البحثي. وفي الدراسات التي تتطلب تتبع المسارات النظرية، قد يؤدي ذلك إلى فقدان الصورة التاريخية للتطور العلمي. ويضعف هذا الغياب القدرة على بناء مراجعة أدبية متوازنة.
5- عدم كفاية المعلومات الببليوغرافية
بعض الأدوات تولّد مراجع تفتقر إلى عناصر التوثيق الكاملة، مثل رقم المجلد أو الصفحات أو جهة النشر. ويُعد هذا القصور عاملًا يعطّل الإحالة الدقيقة ويؤثر في التناسق الشكلي للمخطوطة.
6- خطر الانحياز في اختيار المصادر
تعتمد الأدوات على نماذج تدريب قد تكون منحازة إلى مجالات أو لغات أو مدارس بحثية محددة. ويترتب على ذلك الإخلال بتنوع المراجع والتركيز على اتجاهات معينة، مما يؤدي إلى رؤية غير متوازنة للموضوع.
7- ضعف القدرة على تقدير جودة الدراسات
لا تقوم الأدوات عادة بتقييم قوة المنهج أو نوع العينة أو الصدق الداخلي للدراسة. وبالتالي قد تُدرج مصادر ضعيفة منهجيًا ضمن قائمة المراجع. ويُعد ذلك خطرًا على سلامة التبرير العلمي للبحث.
توضح المراجعة أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في جمع المراجع يوفر فاعلية زمنية، لكنه يحمل مخاطر تتعلق بالدقة والموثوقية والسياق العلمي. ولا يتحقق الاستخدام الرشيد لهذه الأدوات إلا عبر دمجها بقراءة نقدية واعية ومراجعة بشرية دقيقة.