تمر عملية جمع المادة العلمية بثلاثة مراحل رئيسية وهي:
- مرحلة الجمع التحضيري لتدوين المادة العلمية.
- المرحلة التقييمية.
- مرحلة الجمع والتدوين للمادة العلمية (التوثيق).
أولًا: مرحلة الجمع التحضيري لتدوين المادة العلمية:
تتمثل هذه المرحلة في عمليات الاطلاع والفهم لكافة الأفكار والحقائق، التي ذات صلة بالموضوع، والتي تتبلور حول مرحلة القراءة التي تجعل الباحث مسيطرًا على الموضوع ومستوعبًا لكل أسراره وحقائقه ومتعمقًا في فهمه، قادرًا على استنتاج الفرضيات والأفكار والنظريات ومن أهمها أنواعها:
- القراءة السريعة الكاشفة وهي القراءة التي تتحقق عن طريق الاطلاع على الفهارس ورؤوس الموضوعات في قوائم المصادر والمراجع المختلفة.
- القراءة العادية وهي القراءة التي تتركز حول الموضوعات التي تم اكتشافها بواسطة القراءة السريعة، ويقوم بها الباحث وفق شروط محددة.
- القراءة العميقة والمركزة وهي التي تتركز حول بعض الوثائق دون البعض الآخر، لما لها من أهمية في الموضوع وصلة مباشرة به.
ما أهداف القراءة:
القراءة كأحد مراحل جمع وتوثيق المادة العلمية في البحث العلمي لها أهداف متعددة نذكر من أهمها:
- التعمق في التخصص وفهم الموضوع، والسيطرة على كل جوانبه.
- اكتساب نظام التحليل قوي ومتخصص، وكم كبيرة من المعلومات والحقائق التي تساعد الباحث في التأمل والتحليل.
- اكتساب الأسلوب العلمي القوي.
- القدرة على إعداد خطة بحث مميزة للموضوع.
- الثرة اللغوية الفنية المتخصصة.
- الشجاعة الأدبية لدى الباحث.
ما هي شروط وقواعد القراءة:
للقراءة مجموعة من الشروط والقواعد حتى يتمكن الباحث من تحقيق الاستفادة التامة منها وهي:
- أن تكون واسعة شاملة لجميع الوثائق والمصادر والمراجع ذات صلة بالموضوع.
- الذكاء والقدرة على تقييم الوثائق والمصادر.
- الانتباه والتركيز أثناء عملية القراءة.
- يجب أن تكون مرتبة ومنظمة لا ارتجالية وعشوائية.
- يجب احترام القواعد الصحية والنفسية أثناء عملية القراءة.
- اختيار الأوقات المناسبة للقراءة.
لا يفوتك مقال شمولي يوضح أهمية القراءة ودورها في اختيار موضوع البحث
ثانيًا: المرحلة التقييمية:
في هذه المرحلة يقوم الباحث بتنقيه وتقييم المعلومات التي تحصل عليها، وذلك عن طريق اتباع مجموعة من الخطوات المهمة في عملية تقييم المادة العلمية وهي:
- إعطاء الأولوية للمصادر الأصلية المباشرة وتقديمها على غيرها من المراجع الثانوية وغير المباشرة،؟ والتي تعتمد أساسًا على المصادر.
- التركيز على المصادر والمراجع الأكثر حداثه، سواء في إحصاءاتها وأرقامها أو توثيقها أو صياغة نظرياتها.
- حذف واستبعاد المراجع أو المعلومات المكررة الركيكة والضعيفة والمنقولة عن مصادر متوفرة، وذلك حرصًا على دقة ومصداقية المعلومات.
- البعد عن المعلومات غير العملية والمستندة إلى تعصب أو تحيز أو تحيز لفكر معين أو مذهب معين، أو قائمة على العاطفة والحماس بعيدًا عن الموضوعية المجردة.
- استبعاد المعلومات التي تتعارض مع الحقائق العلمية وذلك تخلصًا وبعدًا عن بلبلة الأفكار والتكهنات وكل الأمور التي تغايير الدراسات العلمية.
- الحرص على استبعاد المعلومات التي لا تتعلق وبصفة مباشرة بموضوع البحث: تلافيًا للتشعب والتوسع، وتجنب الاستطراد وتوفير الوقت والجهد.
- تركيز الباحث على مصادر المعلومات الدولية الأكثر والأدق توثيقًا ومصداقية ما أمكن ذلك.
ثالثًا: مرحلة الجمع والتدوين للمادة العلمية (التوثيق):
تعد هذه المرحلة من أدق مراحل جمع وتوثيق المادة العلمية في البحث، والتي تهدف إلى تدوين ما قام الباحث بجمعه من معلومات في بحثه العلمي وفقًا لطرق وأساليب متعددة مثل:
1- التلخيص:
ففي كثير من الأحيان يصادف طالب الدراسات العليا أو الطالب المشارك في حلقة البحث، بعض المراجع التي يميل مؤلفها إلى الإسهاب والشرح المفصل، ولا يجد الباحث مبررًا للاحتفاظ بنص ما يعرضه المؤلف كما هو كاملًا، وفي هذه الحالة يلجأ الباحث إلى التلخيص على أن يتبع الإرشادات التالية:
- ألا يكون التلخيص شديد الإيجاز إلى درجة أن يكون مُخلًا بالمعنى والمضمون.
- أن يسمح بعرض المضمون أو الأفكار الرئيسية التي يتوخاها مؤلف النص الأصلي.
- ألا يفقد سلامة التعبير وتسلسل العرض ومنطقيته خاصة فيما يتصل بالدراسات التاريخية، عندما يقوم ترتيب الأحداث وفقًا لتسلسلها التاريخي.
- أن يكون التلخيص ضروريًا لإبراز العناصر الرئيسية للمضمون الفكري للنص المراد تلخيصه.
- أن يراعي الباحث أثناء تلخيصه الحقيقة العلمية المجردة التي يستهدفها المؤلف الأصلي من الفقرة أو الجزء المراد تلخيصه.
- أن يقوم بمراجعة النص الملخص مع النص الأصلي مرة أخرى للتأكد من سلامة التلخيص ومن محافظته على الهيكل الفكري والهدف التي تتضمنه النص الأصلي.
- أن يتم صياغة الملخص بأسلوب علمي دقيق أن يراعي الشروط الواجب توافرها في لغة البحث العلمي الاكاديمية.
2- الاقتباس:
هو الاستشهاد بآراء الآخرين وأفكارهم الضرورية والمفيدة ذات صلة بموضوع الدراسة والبحث، وتتمثل أهداف الاقتباس في تعريف القارئ بوجهات النظر المختلفة حول موضوع محدد، أو قد تكون شواهد من مصادر أخرى لدعم وجهة نظر الباحث، هذا وينقسم الاقتباس في البحث العلمي إلى:
اقتباس مباشر: هو النقل الحرفي لنص ورد في مصدر آخر، ويجب أن تكرر العبارات أو الجمل أو الكلمات المقتبسة بدقة من حيث المضمون والشكل.
الاقتباس غير المباشر: هو يلجأ الباحث فيه للاستشهاد بوجهة نظر كاتب آخر أو تحليل أرائه أو استعارة أفكاره دون النقل الحرفي لعباراته وفي هذه الحالة لا داعي للتقيد بشكل النص.
يمكنك الاطلاع أيضًا على الاقتباس ومشاكله في البحث العلمي.