تمثل تصميمات الحالة الواحدة إحدى أكثر الأساليب التجريبية حساسية، لأنها تعتمد على القياس المتكرر، والاستقرار الزمني، والمقارنة داخل الفرد الواحد. ولذلك فإن أي خطأ منهجي صغير قد يؤدي إلى تشويه النتائج أو إضعاف الصدق الداخلي للتجربة. فيما يلي أبرز هذه الأخطاء:
1- ضعف خط الأساس وعدم التأكد من استقراره
من أبرز الأخطاء البدء بالتدخل قبل التأكد من ثبات السلوك في خط الأساس، مما يجعل أي تغير لاحق غير قابل للإرجاع للتدخل نفسه. ويؤدي هذا الخطأ إلى تداخل العوامل المؤثرة وفقدان القدرة على الاستدلال السببي.
2- تغيّر أدوات القياس خلال فترة الدراسة
يقع بعض الباحثين في خطأ استخدام أدوات مختلفة في مراحل مختلفة، أو تعديل طريقة التسجيل بدون مبرر. ويؤدي هذا إلى إدخال تحيزات في البيانات تجعل المقارنة بين المراحل غير دقيقة.
3- عدم الالتزام بالتسجيل المتكرر والمستمر
الإهمال في القياس المنتظم أو وجود فترات زمنية غير متساوية بين التسجيلات يجعل السلوك غير قابل للتحليل البصري أو التحليل الإحصائي. وتُعدّ هذه المشكلة من أكثر العوامل التي تضعف قوة الدليل في هذا التصميم.
4- إغفال العوامل السياقية وتأثير البيئة
قد يتغير السلوك بسبب ظروف خارجية مثل تغيّر المعلم، أو ضغط الصف، أو أحداث طارئة. عدم تسجيل هذه العوامل يجعل الباحث يفسر التغير على أنه ناتج عن التدخل بينما هو في الحقيقة ناتج عن متغيرات دخيلة.
5- تدخل الباحث أو المعلم في السلوك دون ضبط
في بعض الدراسات، يقوم الباحث بتقديم تعزيزات أو توجيهات إضافية خارج إطار التدخل المحدد، مما يخلق أثرًا غير مضبوط. هذا النوع من التدخلات غير المرصودة يضعف الصدق الداخلي ويشوّه أثر البرنامج التجريبي.
6- عدم تكرار المراحل أو غياب نموذج العكسية
يكتفي بعض الباحثين بتطبيق نموذج A-B فقط دون تكراره أو إعادته، مما يجعل الاستنتاج ضعيفًا، لأن وجود تغير في مرحلة واحدة لا يكفي لإثبات التأثير التجريبي. تكرار المراحل أو استخدام العكسية يعزّز القدرة على تفسير النتائج.
7- الاعتماد على التحليل الوصفي دون تحليل بصري دقيق
يتجاهل بعض الباحثين أهم عنصر في هذا التصميم: تحليل الرسوم البيانية. ويؤدي الاكتفاء بوصف عام للبيانات إلى إغفال التغيرات الدقيقة في الاتجاه أو المستوى أو التشتت.
8- عدم تحديد معايير التوقف أو الاكتفاء بجولات قصيرة
قد يوقف الباحث التجربة قبل الوصول إلى استقرار واضح، أو قبل اكتمال أثر التدخل، مما يجعل النتائج غير ناضجة أو غير قابلة للتفسير.
يتطلب استخدام هذا التصميم التزامًا صارمًا بالقياس المنتظم والاستقرار الزمني لضمان نتائج صادقة وموثوقة في الدراسات التربوية والسلوكية، لكي يتمكن الباحث من تجنب الوقوع في الأخطاء الشائعة وتطبيق التصميم بصورة أفضل.