صدق نتائج البحث
يعتبر الصدق من أهم أعمدة
نجاح البحث العلمي وذلك باعتباره أهم اختبار لقياس النتائج البحثية بدقة فائقة
لتوفير نتائج صحيحة ويمكن الاعتماد عليها والتي تفيد البحث وتسهم في تعزيز البحث
العلمي. لذا فقد عمد المقال الحالي إلى تناول الصدق، صدق المحتوي، الصدق البنائي
والصدق التنبؤي.
الصدق في البحث العلمي
المقصود بالصدق هو إلى
إلي أي درجة يقيس الاختيار ما وضع لقياسه، وعندما نتكلم عن الصدق لا نكتفي بالقول
أن هذا الاختبار صادق أو غير صادق. ولكن يجب أن نسأل أنفسنا صادق لماذا
ولمن فالاختبار الصادق في الرياضيات لا يعني أنه صادق في قياس الشخصية،
والصادق في قياس اللغة لدى لصف التاسع غير صادق لقياس مستوى الصف الثالث ثانوي
مثلا. والصدق نوعان: المنطقي ومنه صدق المحتوى والآخر هو
الصدق التجريبي ومنه الصدق التنبؤي والبنائي.
صدق المحتوى في البحث العلمي
ويعني الدرجة التي يقيس
بها الاختبار المحتوى المراد قياسه. ويتطلب صدق المحتوى شيئان هما: صدق الفقرات
وصدق المعاينة. ويهتم صدق الفقرات في هل فقرات الاختيار تمثل المحتوى أم لا؟ أما
صدق المعاينة فيهتم فيما إذا كانت عينة الاختبار شاملة للمحتوى أم لا؟. ويشير
مصطلح الصدق الظاهري إلى الدرجة التي يقيس بها ما يفترض قياسه وهو إجراء أولي
لاختيار المقياس وصدق المحتوي هام في الاختيارات التحصيلية. والعلامات على
الاختبار لا تعكس بدقة تحصيل الطالب إذا لم تقيس ما يفترض أن يتعلمه الطالب، ويبدو
أن صدق المحتوى يشكل مشكلة في كثير من الدراسات البحثية فكثير من الدراسات يجري
تصميمها لمقارنة فعالية طريقتين أو أكثر في التعليم لشيء واحد.
الصدق البنائي في البحث العلمي
نلجأ إلى الصدق البنائي
عندما نريد أن نقيس مفاهيم معينة والمقصود بالمفاهيم البنائية. المفاهيم التي نصف
رؤيتها أو سماعها أو لمسها مثل مفهوم الذكاء أو مفهوم تقدير الذات. فالشخص الذي
يبني الاختبار يمكن أن يتوقع أن الطالب الذي لديه تقدير ذات عالي يمكن أن يدافع عن
نفسه إذا تعرض لوقف ناقد، فالعلاقة بين مفهوم الشخص عن نفسه أو تقديره لذاته مع
سلوكه هو ما ينظر إليه على أنه صدق بنائي، أو صدق المفهوم.
الصدق التنبؤي في البحث العلمي
المقصود بالصدق التنبؤي،
هو أن يكون هناك علاقة بين الاختبار والسلوك الحقيقي الذي نريد التنبؤ به. فإذا
كانت نتائج الاختبار يمكن توقعها في التنبؤ بالسلوك أو الأداء، فإن الباحث يستطيع
تقييم الصدق التنبؤي عن طريق الربط بين الأداء على الاختبار والسلوك.
ونستطيع القول أن اختبار
التفكير الناقد يمتاز بصدق تنبؤي، إذا استطاع أن يتنبأ بقدرة الطالب علي أن يفكر
تفكيرا ناقدا في المستقبل، ويقاس الصدق التنبؤي بمقارنة علامات الفرد على اختبار
معين بآرائه في المستقبل. وقد اشتقت كلمة الصدق من الكلمة اليونانية وتعني القوة.
وتشير إلى الدرجة التي يمكن بواسطتها عمل استنتاجات من نتائج الدراسات أو البحوث،
والغاية من الدقة يتضمن مفهومين هما:
- أن
الباحث يريد أن يكون ثقة بأن النتائج المستخدمة في البحث هي للحالات التي يجري
ملاحظتها.
- أن
النتائج لا تعزى إلى عوامل غير واردة في الدراسة وهذا بدوره يعكس الصدق الداخلي
إما الجانب الأخر والمتعلق بالتصميم فهو ما نطلق عليه الصدق الخارجي.
إذن يشير الصدق الداخلي
إلى الدرجة التي تكون فيها النتيجة التي نحصل عليها هي وظيفة العوامل التي نقيسها
أو نلاحظها في الدراسة.
ومن العوامل التي تهدد الصدق الداخلي ما
يلي:
1- التاريخ: ويشير
إلى الحوادث التي تؤثر على نتائج الدراسة فهذه الحوادث يمكن أن تحدث قبل الدراسة
أو أثناء الدراسة.
2- النضج: وهذا
يتعلق بالتغيرات التي تطرأ على المفحوصين خلال عملية الدراسة والتي تؤثر على نتيجة
الدراسة. وقد تكون هذه التغيرات بيولوجية أو نفسية كمواد التعلم مثلا.
3- الاختبارات: ويعزي
ذلك إلى تأثير الاختبارات السابقة على اللاحقة. إذ أن الاختبار لا يقيس فقط تأثير
المعالجة بل كذلك أثر الاختبارات السابقة.
4- أدوات
الدراسة: وهذا
الأمر يتعلق بعدم استقرار أدوات القياس. أي التغيرات التي تحصل على أدوات القياس
أثناء عملية الدراسة.
5- الانحدار
الإحصائي: وهذا
المصطلح يشير إلى ميل العلامات المتطرفة إلى التحرك نحو الوسط.
6- الفقدان: ويشير
هذا المصطلح إلى فقدان بعض المفحوصين من الدراسة. كانسحاب بعضهم مثلا. إن عملية
الفقد هذه تؤثر على الصدق الداخلي.
7- الاختيار: والمقصود
أن الجماعات المدروسة يمكن أن تمتلك خصائص متباينة وأن هذا التباين يؤثر على نتيجة
الدراسة مثل اختلاف العمر، والجنس وكل هذه الأمور يمكن أن تؤثر على الصدق الداخلي.
أما العوامل التي تهدد الصدق الخارجي فهي:
1- تأثير
القياس مثل تأثير الاختبار السابق علي اللاحق.
2- المعالجة
المضاعفة: وتشير إلى أن المشاركين في الدراسة يتلقون أكثر من معالجة.
3- التفاعل
بين خصائص المفحوصين وبعض جوانب المعالجة وقد يعزى ذلك إلى الخبرات السابقة،
والتعلم وخصائص الشخصية. وحتى تكون النتيجة صادقه ويمكن إلى الخبرات السابقة،
والتعلم وخصائص الشخصية، وحتى تكون النتيجة صادقة ويمكن تقييمها على مجتمع واسع لا
بد أن يمثلك هذا المجتمع لنفسر الخصائص، والخبرات عندما نختار العينة.
4- تأثيرات المجرب ، قد يكون للشخص الذي
يقوم بالتجربة تأثير على نتائجها.
5- تحديد
المتغيرات وهذا يعتمد على مدى وصف وتعريف متغيرات الدراسة بدقة.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
الضامن، منذر. (2007). أساسيات
البحث العلمي. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.