طلب خدمة
×

التفاصيل

المنهج التجريبي في البحث العلمي

2022/12/27   الكاتب :د. طارق العفيفي
عدد المشاهدات(4930)

المنهج التجريبي في البحث العلمي

 

 

 

المنهج التجريبي في البحث العلمي يتميز عن غيره من المناهج الأخرى، كونه لا يقتصر فقط على وصف الوضع الراهن للظاهرة أو الحدث، بل يتعداه إلى تدخل واضح ومقصود، بغرض إعادة تشكيل واقع الظاهرة أو الحدث، وذلك من خلال استخدام إجراءات أو إحداث تغييرات معينة، ومن ثم ملاحظة النتائج بدقة وتحليلها وتفسيرها.

هذا ويشمل المنهج التجريبي في البحث العلمي استقصاء العلاقات السببية بين المتغيرات المسؤولة عن تشكيل الظاهرة أو الحدث أو التأثير فيهما بشكل مباشرة أو غير مباشر، وذلك بغرض التعرف على أثر ودور كل متغير من هذه المتغيرات في هذا المجال، وفي سبيل ذلك يقوم الباحث بتكرار التجربة التي يقوم بها أكثر من مرة، وفي كل مرة  يركز على دراسة وملاحظة أثر عامل أو متغير معين، ويفترِض ثبات العوامل الأخرى.

لذلك حرص المقال الحالي على شرح وتفسير المنهج التجريبي في البحث العلمي من جوانب عدة، وذلك من خلال طرح مجموعة من النقاط الهامة، وهي:

  1. ما المنهج التجريبي في البحث العلمي؟.
  2. ما أسس المنهج التجريبي؟.
  3. أهم استخدامات المنهج التجريبي.
  4. ما خطوات تطبيق المنهج التجريبي في البحث العلمي؟.
  5. ما أنواع التجارب المستخدمة في المنهج التجريبي؟
  6. ما خصائص ومميزات المنهج التجريبي في البحث العلمي؟.
  7. ما أبرز عيوب المنهج التجريبي في البحث العلمي؟.

 

ما المنهج التجريبي في البحث العلمي؟

 

 

 

  1. المنهج التجريبي في البحث العلمي هو تغير متعمد ومضبوط للشروط المحددة للواقع أو الظاهرة، والتي تكون موضوعاً للدراسة، ومن ثم ملاحظة ما ينتج عن هذا التغيير من آثار في هذا الوقع أو الظاهرة.
  2. المنهج التجريبي في البحث العلمي هو الطريقة التي يقوم بها الباحث بتحديد مختلف الظروف والمتغيرات التي تظهر في التحري عن المعلومات، التي تخص ظاهرة ما. وكذلك السيطرة على مثل تلك الظروف والمتغيرات، ومن ثم القدرة على التحكم بها.
  3. يقوم المنهج التجريبي في البحث العلمي على التحكم بالظاهرة، ومن ثم إجراء بعض التغييرات على بعض المتغيرات التي تتعلق بالموضوع محل الدراسة بشكل منتظم، بغرض قياس تأثير هذا التغير على الظاهرة.
  4. المنهج التجريبي في البحث العلمي قائم على تثبيت جميع المتغيرات التي تؤثر في مشكلة البحث باستثناء متغير واحد محدد، تجري دراسة أثرة في هذه الظروف الجديدة. وهذا التغيير والضبط في ظروف الواقع يسمى بالتجربة.
  5. يعتبر المنهج التجريبي في البحث العلمي هو الأسلوب الذي تتمثل فيه معالم الطريقة العلمية الحديثة بشكلها الصحيح.

 

 

أسس المنهج التجريبي

 

يقوم المنهج التجريبي على الملاحظة الدقيقة والمضبوطة وفق خطة واضحة تحدد فيها المتغيرات المستقلة والتابعة، ولكي يتحقق ذلك لابد من مراعاة مجموعة من الأسس عند تطبيق مثل هذا المنهج وهي:

  1. ضرورة تحديد وتعريف دقيق لجميع العوامل التي تؤثر على المتغير التابع.
  2. ضبط محكم ودقيق لجميع العوامل المؤثر في المتغير التابع. وذلك من أجل التأكد من أن العامل المستقل  هو المسؤول عن النتائج التي تم التوصل إليها. وعلى الرغم من صعوبة المهمة إلا أنها ضرورية لضمان صحة وموضوعية النتائج وأهم العوامل التي ينبغي ضبطها هي العوامل التي ترتبط بالفوارق بين أفراد العينة وتلك التي تعود إلى إجراءات التجريب وأخيراً العوامل التي تعود لمؤثرات خارجية.
  3. تكرار التجربة ما أتاحت الفرصة وأمكن ذلك من أجل التأكد من صحة النتائج.

أهم استخدامات المنهج التجريبي

 

 

 

من أبرز المجالات والموضوعات التي تستخدم المنهج التجريبي ما يلي:

  1. دراسة الظواهر الفيزيائية.
  2. دراسات العلوم الطبيعية.
  3. مجال العلوم القانونية والإدارية.
  4. البحوث والدراسات التي تتعلق بظاهرة علاقة القانون بالحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والجغرافيا.
  5. دراسات العلوم الجنائية التي تتعلق بظاهرة الجريمة، من حيث أسبابها ومظاهرها وعوامل الوقاية منها.
  6. تفسير الظواهر والمشاكل القانونية والإدارية والتنبؤ بها علمياً والتحكم فيها وحلها واستخدامها، لتحقيق المصلحة العامة بكفاية وبطريقة علمية صحيحة.
  7. يستخدم بعض الأحيان في دراسات العلوم التربوية.

أهم استخدامات المنهج التجريبي

ما خطوات تطبيق المنهج التجريبي في البحث العلمي؟

 

 

 

    يمكن القول بأن المنهج التجريبي في البحث العلمي يختلف عن غيره من المناهج في خطوات البحث والتي تشمل إلى جانب تحديد المشكلة وصياغة الفروض، وهي ما يلي:

  1. تصميم واختيار التجربة.
  2. إجراء التجربة وتنفيذها.

 

أولاً: تصميم واختيار التجربة:

  1. يقصد بالتجربة هنا هي مجموعة من الإجراءات المنظمة والمقصودة التي سيتدخل من خلالها الباحث في إعادة تشكيل واقع الحدث أو الظاهرة محل البحث. وبالتالي الوصول إلى نتائج تثبت الفروض أو تنفيها.
  2. يتطلب تصميم التجربة درجة عالية من المهارة والكفاءة، لأنه يتوجب على الباحث فيها حصر جميع العوامل والمتغيرات ذات العلاقة بالظاهرة المدروسة. وكذلك تحديد العامل المستقل المراد التعرف على دوره وتأثيره في الظاهرة، ومن ثم ضبط العوامل الأخرى.
  3. يشتمل تصميم التجربة على تحديد مكان وزمان إجرائها وتجهيز واضح لوسائل قياس النتائج واختبار صدقها.

 

ثانياً: إجراء التجربة وتنفيذها:

في حالة تطبيق المنهج التجريبي لابد من تحديد نوعين من المتغيرات بشكل دقيق وواضح، وهما (المتغير المستقل، والتغير التابع):

المتغير المستقل:

  • يقصد به العامل الذي يريد الباحث قياس مدى تأثيره في الظاهرة محل الدراسة وعادةً ما يعرف باسم المتغير أو العامل التجريبي.

 

المتغير التابع (مشكلة الدراسة):

  1. هذا المتغير هو نتاج تأثير العامل المستقل في الظاهرة. وعادةً ما يقوم  الباحث بصياغة فرضيته، محاولاً إيجاد علاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع، ولكي يتمكن الباحث من اختبار وجود هذه العلاقة أو عدم وجودها، لابد له من استبعاد وضبط تأثير العوامل الأخرى على الظاهرة قيد الدراسة لكي يتيح المجال للعامل المستقل وحده بالتأثير على المتغير التابع.
  2. قد يتأثر المتغير التابع بالعديد من العوامل الخارجية وبإجراءات تنفيذ التجربة، لذلك لابد للباحث من ضبط العوامل وتحييدها ومنع تأثيرها على العامل التابع، لكي يستطيع تحقيق نتائج دقيقة وصحيحة.

 

ما أنواع التجارب المستخدمة في المنهج التجريبي؟

 

 

 

تتعدد التجارب التي يتم استخدامها في المنهج التجريبي، وسنقوم بتلخيصها إلى ثلاث مجموعات رئيسية، وهي كالتالي:

  1. التجارب المخبرية.
  2. التجارب الميدانية.
  3. التجارب التمثيلية.

 

أولاً: التجارب المخبرية

  1. يتم إجراؤها في بيئة خاصة مصطنعة تختلف عن البيئة الطبيعية الأصلية للظاهرة، بحيث يحاول الباحث توفير ظروف أجواء، يستطيع من خلالها التحكم في المتغيرات المستقلة بشكل يساعد على إعطاء نتائج كمية ودقيقة.
  2. يحدث في مثل هذه التجارب عزل الظاهرة أو الحدث المدروس عن تأثير العوامل الخارجية.
  3. إمكانية تكرار التجربة في مثل هذا النوع أكثر من مرة وبنفس الشروط.

 

ثانياً: التجارب الميدانية:

  1. يتم في مثل هذا النوع من التجارب الجمع ما بين البيئة الطبيعية للظاهرة المدروسة والبيئة المخبرية، من خلال توفير شروط معينة تساعد الباحث على التحكم في متغيرات الدراسة.
  2. التجارب الميدانية هي أقرب إلى الواقع من التجارب المخبرية، ولكنها أقل منها مستوى في مجال القدرة على ضبط المتغيرات والتحكم بها.
  3. إن النتائج تكون أقل دقة، خصوصاً وأن العوامل الخارجية  في التجارب الميدانية يكون لها دور هام في مجال التأثير على متغيرات الدراسة.

 

ثالثاً: التجارب التمثيلية:

  1. هذه التجارب تجرى في وضع تمثيلي غير حقيقي، ولكنه يكون مشابهاً لوضع أو موقف معين في الحياة الواقعية.
  2. التجارب التمثيلية تتم في أجواء مصطنعة وخاصة، ولكنها قريبة ومشابهة للواقع. وفي مثل هذا النوع من التجارب لا يستطيع الباحث التحكم في جميع متغيرات الدراسة. حيث يضبط الباحث بعضها، ويترك البعض الآخر، إما عن قصد أو نتيجة عدم قدرته على ضبطها.
  3. يستخدم في التجارب التمثيلية مجموعات معالجة تتكون من مجموعة أشخاص يحاولون تمثيل مجموعة معينة من الناس في الحياة الواقعية.

 

ما هي خصائص ومميزات المنهج التجريبي في البحث العلمي؟

 

 

 

يعتبر المنهج التجريبي في البحث العلمي من أكثر مناهج البحث العلمي كفاءة ودقة. وهذا يرتبط بمجموعة من الخصائص والمميزات التي يتميز ويتمتع بها هذا المنهج، ولعل من أهمها الآتي:

  1. يسمح بتكرار التجربة في ظل نفس الظروف مما يساعد على تكرارها من جانب الباحث نفسه أو، باحثين آخرين من أجل التأكد من صحة النتائج.
  2. دقة النتائج التي يمكن التوصل إليها بتطبيق هذا المنهج، فتعامل الباحث مع عامل واحد وتثبيت العوامل الأخرى يساعده كثيراً في اكتشاف العلاقات السببية بين المتغيرات بسرعة ودقة أكثر، مما لو حدث التجريب في ظل شروط لا يمكن التحكم بها.

 

ما هي أبرز عيوب المنهج التجريبي في البحث العلمي

 

 

 

على الرغم من وجود خصائص ومميزات هامة للمنهج التجريبي، إلا أن هناك بعض المآخذ عليه نظراً للصعوبات والمعوقات التي تواجه تطبيقه واستخدامه في البحث العلمي، ومن أهم هذه المآخذ ما يلي:

  1. قد ينجم عن المنهج التجريبي بعض التحيز سواء كان من الباحث نفسه أو من الأشخاص التي تجرى عليهم التجربة، وبالأخص إذا كان هؤلاء الأشخاص يعرفون مسبقاً هدف التجربة. الأمر الذي يجعلهم يتكلفون في سلوكهم، ويبتعدون عن سلوكهم الطبيعي. هذا وبالنسبة للباحث فإنه يؤثر ويتأثر بالتجربة بشكل قد ينعكس على النتائج.
  2. صعوبة التحكم في جميع المتغيرات والعوامل التي تؤثر في الظاهرة أو الحدث نظراً لصعوبة حصرها وتحديدها.
  3. إن المنهج التجريبي هو منهج مقيد واصطناعي؛ لأنه يتم في ظروف غير طبيعية، وقد تختلف هذه الظروف باختلاف الباحثين وباختلاف الأشخاص الذين تجرى عليهم التجربة.

 

المنهج التجريبي في البحث العلمي pdf

 

 

 

للحصول على مزيد من المعلومات عن المنهج التجريبي في البحث العلمي يمكنك الاطلاع والتحميل المباشر للمنهج التجريبي في البحث العلمي كنسخة إلكترونية pdf من خلال الرابط التالي: (اضغط هنا).

فيديو توضيحي عن المنهج التجريبي في البحث العلمي

 

 

 

 

مراجع للاستزادة

 

عليان، ربحي مصطفى. (2004). البحث العلمي أسسه مناهجه وأساليبه إجراءاته. بين الأفكار الدولية. الأردن.

المحمودي، محمد سرحان علي. (2019). مناهج البحث العلمي. الطبعة الثالثة. دار الكتب. صنعاء

 

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

المزيد

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 00966555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 00966560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - +1 (438) 701-4408

المزيد
شارك:

جميع الحقوق محفوظة لموقع دراسة ©2017