يُعدّ التمييز بين الهوامش والمراجع ضرورة منهجية في إعداد البحث العلمي، إذ يُظهر كل منهما وظيفة توثيقية مختلفة داخل بنية الدراسة. ويساعد عرض أمثلة تطبيقية على توضيح كيفية استخدام كل عنصر وفق السياق العلمي الصحيح، بما يحقق الاتساق ويحفظ الحقوق الفكرية للمصادر المعتمدة، كالأمثلة التالية:
1- مثال تطبيقي للهوامش داخل النص
عند مناقشة مفهوم محدد مثل التنمر الإلكتروني يمكن للباحث أن يضع رقمًا صغيرًا بجانب المصطلح للإشارة إلى توضيح إضافي في أسفل الصفحة. وقد يحتوي الهامش على شرح اصطلاحي مختصر مثل:
يتضمن مصطلح التنمر الإلكتروني مجموعة من الممارسات العدوانية التي تُمارس عبر الوسائط الرقمية ضد أفراد أو مجموعات دون مبرر.
هذا المثال يوضح أن الهامش هنا يؤدي وظيفة تفسيرية دون الدخول في توثيق تفصيلي للمصدر، لأنه لا يرتبط مباشرة بفكرة جوهرية تحتاج إلى إسناد كامل.
2- مثال تطبيقي لهوامش التوثيق الجزئي
في حال تضمين اقتباس مباشر قصير داخل الفصل، يمكن وضع إشارة في الهامش تتضمن اسم الباحث وسنة النشر ورقم الصفحة فقط مثل:
الكاتب: العلي (2022)، ص 75.
هذا الاستخدام يبيّن أن الهامش قد يحتوي على توثيق مختصر يعزز قابلية التحقق دون ذكر كامل بيانات المصدر في هذا الموضع، ويُستكمل لاحقًا في قائمة المراجع.
3 مثال تطبيقي لقائمة المراجع في نهاية البحث
في نهاية الرسالة تُعرض جميع المصادر التي تم الاستناد إليها بصياغة ببليوغرافية كاملة. مثال مرجعي كامل للمصدر السابق:
العلي، محمد. (2022). التنمر الإلكتروني وأثره على طلاب المرحلة الثانوية. الرياض: دار المعرفة.
هنا تُذكر جميع المعلومات الضرورية لتعقب المصدر: اسم المؤلف، سنة النشر، عنوان الكتاب بخط مميز، مكان النشر، الجهة الناشرة.
مقارنة تطبيقية بين المثالين
يتضح من الأمثلة أن الهامش يأتي مرتبطًا بنقطة محددة في النص، ويبقى دوره إما توضيحيًا أو إسناديًا محدودًا، بينما تُقدّم قائمة المراجع توثيقًا شاملًا ومنظمًا لجميع مصادر البحث. كما أن الهوامش لا تُعد بديلًا عن المراجع ولا تغني عنها، إذ إن الأولى تخدم غرضًا تفسيريًا محليًا، والثانية تؤدي الوظيفة التوثيقية الرئيسة التي يستند إليها البناء المعرفي للدراسة.
الاستخدام الدقيق للأمثلة التطبيقية يُظهر أن الهوامش تُعنى بمعلومات جزئية تُسند النص في مواضعه، بينما المراجع تُشكّل المرجعية النهائية للمصادر، وتُعد مؤشرًا مهمًا على جودة التوثيق ورصانة البحث العلمي.