كيفية كتابة المراجع في البحث العلمي

يتساءل العديد من الباحثين والطلاب عن كيفية كتابة المراجع في البحث العلمي وخصوصاً التي يستعينون بها في أبحاثهم العلمية كونها تساهم بشكل كبير في توفير المادة العلمية وإنجاز البحث العلمي، فالبحث العلمي المتميز تقاس كفاءته وجديته بمقدار تنوع المصادر والمراجع التي يستعين بها الباحث العلمي.

هذا وتختلف كيفية كتابة المراجع في البحث العلمي باختلاف الغرض منها فالبحث يحتاج المراجع في البحوث العلمية والبعض الآخر من أجل عمل ورقة بحثية للمشاركة في مؤتمر علمي أو تقديمها في مجلة علمية، أو لإلقاء محاضرة، وغيرها. ولذلك حرص المقال الحالي على توضيح كيفية كتابة المراجع في البحث العلمي وذلك من خلال النقاط التالية:

يعد كلًا من المصدر والمرجع في البحث العلمي من العناصر الرئيسة التي يستخدمها الباحث في دعم دراسته بالمعلومات والنظريات، والأدلة من بحوث وأدبيات سابقة، ـوعلى الرغم من تشابه المصطلحين، إلا أن هناك فرقًا بين المصدر والمرجع من حيث المعنى والاستخدام، وهذا ما سيتم توضيحه:

ما هي المصادر في البحث العلمي؟

المصادر في البحث العلمي هي الأقدم في المحتوى العلمي الخاص بموضوع ما والاستعانة بها في الرسائل والبحوث العلمية يعطي قيمة عالية، مما يجعل الرسالة العلمية سواء كانت ماجستير أو دكتوراه ذات ثِقَل علمي، ومن أهم أنواع المصادر في البحث العلمي:

1. المخطوطات القيمة التي لم يسبق نشرها والتي تحتوي على معلومات لا توجد فيما نشر من كتب.
2. الوثائق ومذكرات القادة والسادة عما يجري في الخفاء والتي لا يعرف أحد عنها سواهم.
3. الكتب التي عاصر مؤلفيها الحدث أو الموضوع المذكور، والتي تأخذها الكتب الحديثة كمرجعية علمية لها.

ما هي المراجع في البحث العلمي؟

المراجع في البحث العلمي هي كل ما تم الاستعانة به من معلومات أصلية من المصادر المتعددة ووضعها في مجلد جديد مع مراعاة أن تكون جميع المصادر مرتبطة بعنوان الكتاب، فالمرجع هو الكتاب الذي يأخذ معلوماته من المصادر السابقة له فيتناول موضوع أو أحد جوانب موضوع معين، ثم يبحث في أدق المسائل التي تخصه من خلال المصادر.

هناك فرق بين المصادر والمراجع في البحث العلمي يمكن توضيحها من خلال شرح خصائص وسمات كلًا من المصادر والمراجع:

1- المصادر:

1. هي كل كتاب تناول موضوعاً وعالجه معالجة شاملة دقيقة.
2. هي كل كتاب يبحث في علم من العلوم على وجه الشمول والتعمق، بحيث يصبح أصلاً لا يمكن للباحث في هذا العلم الاستغناء عنه.
3. يعتبر المصدر هو توثيق للأحداث التي عاصرها الكاتب في زمانه التي عاش فيه.
4. تتمثل المصادر في المخطوطات والوثائق والتفسيرات الأحاديث والقرآن مثل صحيح البخاري ومسلم؛ فإنهما مصدران في الحديث النبوي.

2- المراجع:

1. هي الكتاب الذي عالج موضوعاً أو جانب واحد من جوانب الموضوع.
2. تبحث في علم بعينه ولا يتصف بالشمولية، ولكنه يتصف بالخصوصية حيث يختص بأحد جوانب العلم وليس العلم كله
3. تعتبر امتداد للمعلومات التي قام بتوثيقها المصدر مروراً بالعديد من الأزمان
4. تتمثل في الكتب العلمية الحديثة والدراسات السابقة كالرسائل العلمية والبحوث العلمية المنشورة في المجلات العلمية.

تعرف إلى مقال شمولي يوضح بالأمثلة الفرق بين المصادر والمراجع.

يمكن تقسيم المراجع في البحث العلمي إلى قسمين رئيسين وهما:

1. المراجع المباشرة هي التي تعطي الباحث العلمي المعلومات بطريقة مباشرة كالموسوعات والدوريات الصادرة عن الجهات الرسمة والكتب المترجمة
2. المراجع غير المباشرة هي التي تشير للباحث العلمي إلى المصدر الذي يمكنه من خلال استخلاص المعلومات التي يحتاجها، وهي في الأغلب تتمثل في البحوث والدراسات العلمية السابقة التي استعانت بمجموعة من المراجع المصادر وتنسبها إلى مصادرها.

أهمية المراجع في البحث العلمي:

تتمثل أهمية الاستعانة بالمراجع في البحث العلمي في النقاط التالية:

1. تكمن أهمية مصادر ومراجع البحث العلمي في أنها المواطن التي يحتاجها الباحث العلمي لإثراء وإتمام بحثه العلمي بشكل دقيق ومنهجي.
2. تجيب المراجع في البحث العلمي على جميع الأسئلة التي طرحها الباحثون في أبحاثهم العلمية.
3. تعطي قيمة للبحث وتشير إلى مدى إدراك الباحث العلمي لخبرته في مجال البحث العلمي.
4. يتم الاعتماد عليها في حل القضايا والمشكلات المطروحة بشكل دقيق.
5. تعتبر المصادر والمراجع في البحث العلمي همزة وصل بين الماضي والحاضر.
6. من خلال المصادر والمراجع نستطيع التعرف على مدى التنمية البشرية في جميع المجالات.
7. توضح المصادر والمراجع في البحث العلمي مدى حداثة المعلومات التي يستند إليها الباحث العلمي.
8. تنمية المعرفة من خلال تراكم المعلومات وإيجازها.
9. المصادر والمراجع وسيلة غير مباشرة لتبادل الثقافات بين شعوب العالم.

اطلع على مقال يوضح أهمية المصدر في كتابة البحث العلمي.

التوثيق في البحث العلمي هو العملية التي نقوم من خلالها بنسبة النص المُقتبس أو الشاهد إلى صاحبه إي إلى المرجع/ المصدر الذي تم نقل المعلومة منه ويكون ذلك بأكثر من طريقة، كما يعرف أيضاً على أنه إثبات مصادر المعلومات وإرجاعها إلى أصحابها توخياً الأمانة العلمية واعترافاً بجهد الآخرين وحقوقهم العلمية.

أهمية التوثيق في البحث العلمي:

للتوثيق أهمية كبيرة في البحث العلمي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

1. هو الركيزة الحقيقية التي يعتمد عليها الباحثون في البحث عن الحقيقة.
2. يعد حلقة الوصل التي تصل ما بين الحاضر والماضي..
3. من خلاله نتعرف على مدى التطورات التي استحدثت في المجتمع في جميع مجالاته.
4. هو بمثابة المستند الصحيح المحكم المؤكد الذي يؤخذ به على وجه الدقة والصحة والواقع والحقيقة كما كانت وكما هي.
5. يساهم في تعزيز مصداقية البحث العلمي وصحة المعلومات التي يحتوي عليها.
6. يحافظ على حقوق المؤلفين الأصليين ونسبة النص المقتبس إليهم.

مقال رائع عن أهمية مراجعة توثيق المصادر والمراجع.

تتضمن أنواع التوثيق في البحث العلمي ثلاثة أنواع رئيسية وهي:

أولاً: التوثيق في متن البحث:

يجوز استخدام صيغة الفعل الماضي والفعل المضارع التام عند الإشارة للدراسات السابقة ويتم بطريقة مباشرة بعد النقل الحرفي أو النقل بالمعنى في سياق البحث.

ثانياً: التوثيق باستخدام الحاشية (الهوامش):

وهي تتضمن جميع المصادر التي استعان بها الباحث في بحثه.

ثالثاً: التوثيق في نهاية الدراسة:

وهي ما يطلق عليها قائمة المصادر والمراجع ومن الضروري على الباحث أن تكون جميع المعلومات الخاصة بكل مصدر صحيحة.

تختلف كيفية كتابة المراجع في البحث العلمي باختلاف الآلية المتبعة ونوعية عملية التوثيق فهناك أنواع متعددة منها:

1. التوثيق حسب طريقة (APA7).
2. التوثيق حسب طريقة (MLA).
3. التوثيق حسب طريقة شيكاغو.

أمثلة على كيفية كتابة المراجع في البحث العلمي حسب طريقة (APA7):

توثيق الكتاب: اسم المؤلف. (تاريخ النشر). عنوان الكتاب بالمائل. رقم الطبعة. الناشر.

مثال (1) : الربيعة، عبد العزيز بن عبد الرحمن.(2012). البحث العلمي حقيقته ومصادره ومادته ومناهجه وكتابته وطباعته ومناقشته، الجزء الأول. الطبعة السادسة. مكتبة العبيكان.

توثيق مقال أو بحث في مجلة: اسم الباحث. (تاريخ النشر). عنوان المقال أو البحث. عنوان المجلة بالمائل. رقم المجلد بالمائل (رقم العدد). الصفحات من وإلى.

مثال (2): مريامة، بريشي وخليدة، مهرية. (2020). طرائق التوثيق العلمي APA, MLA, CBE وطريقة شيكاغو، مجلة العلوم الإنسانية، مج4 (4)، 61- 71.

لا يفوتك مقال يوضح طريقة كتابة المراجع في البحث مقارنة بين Apa وهارفارد.

يتم اختيار المراجع في البحث العلمي وفقاً لمجموعة من الآليات والخطوات، الأمر الذي يتطلب خبرة كافية في كيفية البحث داخل محركات البحث والمكتبات الجامعية ومن أهم هذه الخطوات الآتي:

1- البحث في محركات البحث المختلفة:

هي البحث عبر شبكة الإنترنت وهي العملية الأكثر شيوعاً واستخداماً بين الطلاب والباحثين، ولكن تختلف درجة الوصول إلى المعلومة من باحث إلى آخر فهي تتوقف على طبيعة ومهارة استخدام محركات البحث وكيفية الحصول على المراجع منها.

2- البحث في محركات البحث الأكاديمية:

 فالاكتفاء بمحركات البحث العادية لن يكون كافياً وخصوصاً إذا كان البحث العلمي يتضمن موضوع أكاديمي محدد، مما يجعل الباحث يتطرق إلى استخدام محركات البحث الخاصة بالمواضيع الأكاديمية مثل جوجل سكولار (Google Schoolar).

3- البحث في الموسوعات العامة:

 فهناك العديد من الموسوعات ودوائر المعارف المختلفة والتي تشمل جميع التخصصات العلمية والتي تحتوي على الكثير من المراجع العلمية التي يمكن للباحثين الاستفادة منها في العديد من الموضوعات.

4- البحث في الموسوعات المتخصصة:

يلجأ إليها الباحثين إذا كانت الموسوعات العالمة لا تمتلك كافة المعلومات الدقيقة الخاصة ببعض الأبحاث العلمية، مما يدفعهم للبحث في هذا النوع من الموسوعات، ولكل موسوعة منها مجالها وتخصصها التي تنتمي إليه، فعلى سبيل المثال هناك موسوعات تهتم بالموضوعات الاجتماعية والتي تضم العديد من الأبحاث الاجتماعية. وأيضاً موسوعات أخرى تهتم بموضوعات الرعاية الصحية وغيرها من التخصصات الأخرى.

5- البحث في الكتب:

يفضل بعض الباحثين المواقع الإلكترونية والمقالات البسيطة باعتبارها تقدم أفضل المراجع العلمية، إلا أن الكتب تحتوي على العديد من المعلومات المفيدة، والتي قد لا يجدها الكثير في المواقع الإلكترونية، مما يجعل الكتب محل اهتمام فئة كبيرة من الباحثين والطلاب.

يمكن تحميل دليل عن كيفية كتابة المراجع في البحث العلمي وتوثيقها سواء في متن البحث أو في قائمة المراجع والمصادر في نهاية البحث وفقاً لأسلوب (APA7).

1. كيفية كتابة المراجع في نهاية البحث.
2. كيفية توثيق المراجع وفق أسلوب فانكوفر.
3. دليل شيكاغو في التوثيق العلمي.
4. رومنة المراجع.
5. ما الفرق بين المراجع والمصادر في البحث العلمي.

مريامة، بريشي وخليدة، مهرية. (2020). طرائق التوثيق العلمي APA, MLA, CBE  وطريقة شيكاغو، مجلة العلوم الإنسانية، مج4 (4)، 61- 71.

عبيدات، ذوقان وعدس، عبدالرحمن وعبدالحق، كايد(2001). البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه. الطبعة السابعة. مزيدة ومعدلة. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.