تنبع الفروق الجوهرية بين البحث الإجرائي والورقة البحثية من اختلاف الغاية والسياق والمنهجية والجمهور المستهدف. فبينما يُوجَّه البحث الإجرائي لمعالجة مشكلات عملية في سياق محدد، تهدف الورقة البحثية إلى إنتاج معرفة علمية قابلة للتعميم والنقاش الأكاديمي الأوسع، ويمكن توضيح الفروق الجوهرية بنهما من خلال الآتي:
1- الغاية من البحث
يركّز البحث الإجرائي على تحسين الممارسة المهنية أو حل مشكلة واقعية محددة داخل مؤسسة أو بيئة معينة. أما الورقة البحثية فتهدف إلى الإسهام في المعرفة العلمية عبر اختبار فرضيات أو تحليل ظواهر ضمن إطار نظري أوسع.
2- طبيعة السياق التطبيقي
ينفَّذ البحث الإجرائي داخل سياق عملي مباشر يكون فيه الباحث جزءًا من المشكلة أو البيئة المدروسة. في المقابل، تُجرى الورقة البحثية غالبًا في سياق أكاديمي يتطلب مسافة منهجية بين الباحث والظاهرة محل الدراسة.
4- المنهجية وتصميم الدراسة
يعتمد البحث الإجرائي على دورات متكررة من التخطيط والتنفيذ والملاحظة والتقويم، ويتميز بالمرونة والتكيف مع الواقع. أما الورقة البحثية فتتبع تصميمًا منهجيًا أكثر ثباتًا يلتزم بضوابط صارمة للتحليل والتفسير.
5- قابلية التعميم
تكون نتائج البحث الإجرائي محدودة التعميم لأنها مرتبطة بسياق محدد ومشكلة بعينها. في المقابل، تسعى الورقة البحثية إلى تقديم نتائج قابلة للنقاش والتطبيق في سياقات متعددة ضمن حدود المنهج المستخدم.
6- جمهور المستفيدين
يخاطب البحث الإجرائي الممارسين وأصحاب القرار في البيئة التطبيقية المباشرة. بينما تستهدف الورقة البحثية المجتمع الأكاديمي من باحثين ومحررين ومحكّمين علميين.
7- شكل المخرجات العلمية
تُقدَّم مخرجات البحث الإجرائي غالبًا في تقارير داخلية أو دراسات تطبيقية تهدف إلى تحسين الأداء. أما الورقة البحثية فتُنشر في مجلات علمية محكّمة وفق معايير نشر محددة.
يُعد فهم هذه الفروق أمرًا أساسيًا لاختيار نوع البحث المناسب، وضمان توظيفه بطريقة تخدم الهدف العلمي أو التطبيقي المنشود دون خلط منهجي.