يتميز البحث الإجرائي عن البحوث الأخرى بالخصائص الآتية:
البحث الإجرائي بحث واقعي:
يركز على مشكلات عملية تواجه العاملين، وربما تفرض عليهم، مشكلات من واقع الممارسة اليومية داخل الصفوف والمدارس. إن دوافع هذا النوع من البحوث عادة ما تنبع من داخل المهنة ومن صلب الممارسة.
البحث الإجرائي بحث محدد ومحلي:
يتعامل مع ظاهرة معينة ويركز على حالات محددة في الزمان والمكان، وهو محلي من حيث اهتمام الباحثين الذي يتأثر بخصوصية المواقف التعليمية في الفصول وداخل المدرسة، كما يتأثر بخصوصية البيئة والظروف المحيطة واحتياجات المجتمعات المحلية.
إن البحث الإجرائي يتعامل مع مشكلات تظهر في بيئات معينة وظروف محددة وليس ظواهر وإشكاليات بحثية عامة.
البحث الإجرائي بحث تشاركي:
يمكن أن ينجزه معلم واحد لكن عادة ما ينجزه بتعاون مع زملائه وبمشاركة الطلاب وأولياء أمورهم، كما يمكن أن يشترك فيه أكثر من معلم في إطار فريق عمل. ويمكن أن يقوم به مدير المؤسسة بتعاون مع المعلمين والإداريين.. ومن هنا يأتي الطابع التعاوني للبحث الإجرائي.
البحث الإجرائي بحث عملي تطبيقي:
مع ضرورة التمييز بينه وبين البحث العلمي التطبيقي، لأن التطبيق في البحث الإجرائي لا يعني تطبيق نظريات أو فحص إمكانية تطبيقها، بل يعني وضع إجراءات وتطبيقها واستخلاص النتائج وتوظيفها بشكل مباشر في اتخاذ القرار وحل المشكلة.
وإذا كان البحث التطبيقي يركز على اختبار النظريات والأساليب وتعميم النتائج مع التقيد بخطوات البحث العلمي، فإن البحث الإجرائي في المقابل يطبق بدوره المنحى العلمي لكن لغاية حل المشاكل العملية والتي تحدث في مواقف خاصة، في حين لا يدعي البحث العلمي التطبيقي أنه موجه لحل مشكلات تربوية خاصة.
البحث الإجرائي نوع من الاستقصاء:
يتشخص أساسا في استقراء وملاحظة وتتبع مستمر لما يحفل به واقع النشاط التربوي، ولما يحدث خلال النشاط اليومي داخل الفصول والمدارس.
وهو نوع من التأمل:
أي التفكير العميق وإعادة التفكير ومراجعة الذات والحوار والنقاش، الذي يرافق في العادة خطوات البحث الإجرائي.