طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

ما شروط كتابة مقدمة الرسالة العلمية؟

2025/11/02   الكاتب :د. بدر الغامدي
عدد المشاهدات(5)

كتابة مقدمة الرسالة العلمية

تُعَدّ مقدمة الرسالة العلمية البوابة التي يدخل منها القارئ إلى عالم البحث، فهي تقدّم السياق العام للدراسة وتوضّح المشكلة البحثية وأهميتها بطريقة أكاديمية رصينة. إن كتابة مقدمة قوية تتطلب قدرة على جذب اهتمام القارئ مع الالتزام بالمنهجية العلمية، من خلال عرض موجز لخلفية الموضوع وتحديد الفجوة البحثية التي يسعى الباحث إلى سدّها. كما ينبغي أن تتضمّن المقدمة أهداف الدراسة وتساؤلاتها بوضوح، مع إبراز القيمة العلمية المتوقعة.

إن الالتزام بشروط الكتابة الأكاديمية في هذه المرحلة يرسّخ مصداقية البحث ويُظهر كفاءة الباحث في التأسيس لمشروعه العلمي. في هذا المقال، نستعرض أهم شروط كتابة مقدمة الرسالة العلمية التي تضمن قوة البناء المعرفي وجاذبية الطرح منذ السطور الأولى.

ما مفهوم مقدمة الرسالة العلمية ووظيفتها؟

 

مقدمة الرسالة العلمية هي الجزء الافتتاحي من البحث الذي يعرّف القارئ بموضوع الدراسة وسياقها العام، ويُبرز دوافع الباحث لاختياره، ويُمهّد لعرض مشكلة البحث وأهدافه ومنهجه. وتتمثل وظيفتها في تهيئة القارئ لفهم مضمون الدراسة من خلال توضيح المشكلة، وأهميتها، وأهدافها، ومنهجها، وحدودها، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في بناء رسالة علمية متكاملة وواضحة الاتجاه.

ما مكونات مقدمة الرسالة العلمية الأساسية؟

 

تُعد مقدمة الرسالة العلمية البوابة الأولى التي يدخل منها القارئ إلى الدراسة، فهي تقدم له الصورة الكلية لموضوع البحث، وسياقه العلمي، وأهدافه، وحدوده. لذلك تُعد من أكثر الأجزاء أهمية في أي رسالة، لأنها تُظهر قدرة الباحث على عرض فكرته بطريقة منهجية متسلسلة تجمع بين الوضوح والعمق. وفيما يلي عرض لأهم المكونات الأساسية التي ينبغي أن تتضمنها مقدمة الرسالة العلمية:

1- تمهيد عام يضع البحث في سياقه العلمي

تبدأ المقدمة بفقرة تمهيدية تُبرز الخلفية العامة لموضوع البحث وتوضّح السياق الذي نشأت فيه الفكرة. يجب أن تُقدَّم هذه الفقرة بلغة أكاديمية دقيقة تشرح تطور المفهوم أو الظاهرة المدروسة، مع الإشارة إلى الاتجاهات العلمية السابقة دون الدخول في تفاصيل الدراسات.

2- عرض المشكلة البحثية وتحديدها بدقة

تُعد المشكلة البحثية محور المقدمة، فهي التي تبرر وجود الدراسة وتحدد مسارها. يجب صياغتها بلغة دقيقة وواضحة، بحيث تعبّر عن الفجوة العلمية أو التطبيقية التي يسعى البحث إلى سدّها. من المهم أن يتجنب الباحث الغموض أو العمومية في التعبير، وأن يبرز الجوانب التي تُظهر قصور الدراسات السابقة أو الحاجة إلى مقاربة جديدة للموضوع.

3- توضيح أهمية البحث ومبررات اختياره

بعد عرض المشكلة، يبيّن الباحث الأسباب التي دفعت لاختيار هذا الموضوع تحديدًا، سواء كانت علمية أو ميدانية أو تطبيقية. تُعرض الأهمية في بُعدين: الأول نظري يوضح القيمة العلمية للبحث وإسهامه في إثراء المعرفة، والثاني عملي يبرز فائدته للمؤسسات أو الأفراد أو صُنّاع القرار.

4- صياغة أهداف البحث بشكل محدد وواضح

تُعد الأهداف ترجمة عملية للمشكلة البحثية، وهي التي تحدد ما يسعى الباحث إلى تحقيقه من دراسته. يجب أن تكون الأهداف واقعية، قابلة للقياس، ومنسجمة مع طبيعة المشكلة والمنهج المستخدم. وعادةً ما تُقسم إلى هدف عام وعدة أهداف فرعية تتيح توجيه عملية التحليل لاحقًا.

5- صياغة أسئلة البحث أو فرضياته

يتضمن هذا الجزء تحديد الأسئلة أو الفرضيات التي ستقود البحث. فإذا كانت الدراسة وصفية أو استكشافية تُستخدم الأسئلة، أما إذا كانت تجريبية أو ارتباطية فتُستخدم الفرضيات التي يمكن اختبارها إحصائيًا.

6- تحديد الحدود البحثية

الحدود تمثل الإطار الذي يُقيّد البحث ويضبطه منهجيًا. يوضّح الباحث في هذا الجزء الفترة الزمنية التي أجريت فيها الدراسة، والمكان الذي تم فيه التطبيق، والعينة أو الفئة المستهدفة، بالإضافة إلى الجوانب الموضوعية التي ركّز عليها البحث.

7- عرض هيكل الرسالة وتسلسل فصولها

يُفضَّل أن يختتم الباحث المقدمة بعرض موجز لبنية الرسالة، فيُبيّن عدد الفصول ومضمون كل فصل بشكل مختصر. هذا العرض يساعد القارئ على تكوين تصور عام عن تسلسل الأفكار ومنهجية البناء الأكاديمي للرسالة.

 

مقدمة الرسالة العلمية ليست مجرد افتتاحية شكلية، بل هي مرآة تعكس مستوى الباحث في التحليل والتنظيم والتفكير العلمي. فكل عنصر فيها يؤدي وظيفة محددة داخل البناء البحثي الكلي: من تحديد المشكلة إلى صياغة الأهداف وتوضيح الإطار العام.

 

ما شروط كتابة مقدمة الرسالة العلمية باحتراف؟

 

تُظهر المقدمة قدرة الباحث على صياغة المشكلة وعرض سياقها النظري والعملي بما يعكس وعيًا علميًا راسخًا وتقيدًا بمبادئ الأصالة والمنهجية. وكلما كانت المقدمة دقيقة وواضحة ومترابطة، ازدادت موثوقية الدراسة وتعززت قيمتها العلمية في ميدان التخصص، وكتابتها يجب أن تكون وفق شروط محددة وهي على النحو التالي:

1- وضوح المشكلة والسياق البحثي

يتطلب إعداد مقدمة احترافية تحديد المشكلة البحثية بدقة وربطها بسياقها العلمي والعملي، من خلال توضيح مُسبباتها وآثارها وحدودها، بما يُظهر أهمية معالجتها ويبرهن على ضرورتها في تقدم المعرفة داخل الحقل العلمي.

2- إبراز الفجوة البحثية بطرح منهجي

يرتكز بناء المقدمة على توضيح ما لم تتطرق إليه الدراسات السابقة بشكل كافٍ، وذلك بعرض مركز للفجوة البحثية التي تستهدف الرسالة سدّها. ويُعد هذا العنصر دليلاً على الابتكار والأصالة والتوجه البحثي المدروس.

3- تحديد الأهداف والاتجاه المنهجي

يجب أن تتضمن المقدمة عرضًا تحليليًا للأهداف الرئيسة التي تسعى الرسالة لتحقيقها، مع الإشارة إلى المنهج أو النهج العلمي الذي سيُعتمد في بلوغ هذه الأهداف، بما يعكس القدرة على المواءمة بين المشكلة والمنهج.

4- بيان الأهمية العلمية والتطبيقية

تمثل الأهمية البحثية عنصرًا محوريًا في إقناع القارئ بقيمة الدراسة، إذ تتناول ما ستقدمه الرسالة من إضافة معرفية أو حلول تطبيقية، مع ربطها باحتياجات المؤسسات العلمية أو المجتمعية.

5- ترابط الهيكل وبناء تسلسل منطقي

يتطلب أسلوب المقدمة تناسقًا لغويًا ومنهجيًا يربط فقراتها بوضوح، مع تجنب الإطالة غير المبررة. ويظهر ذلك في انتقال منطقي بين المشكلة والسياق والأهداف، دون تكرار أو معلومات خارج نطاق الموضوع.

6- ضبط المفاهيم والمصطلحات بدقة

يُبرز استخدام المصطلحات العلمية الموثوقة والمحددة مرجعية الباحث التخصصية ويُسهم في تجنب اللبس المفاهيمي. ويُفضّل أن تتم الإشارة للمفاهيم الأساسية التي سيُبنى عليها الإطار الفكري للدراسة.

7- الاستناد إلى أدبيات حديثة وموثوقة

الاستناد إلى مصادر علمية رصينة وحديثة يعكس قوة البناء المعرفي، ويعزز مكانة الباحث الأكاديمية وفق معايير E-E-A-T التي تُشدد على الموثوقية والتخصص والدليل العلمي الحديث.

 

يمكن القول إن مقدمة الرسالة العلمية الاحترافية هي بناء تحليلي متماسك يربط بين المشكلة والفجوة البحثية والمنهج والأهمية، ويُظهر قدرة الباحث على صياغة مسار بحثي منضبط يسهم في تطوير المعرفة العلمية وتحقيق أثر حقيقي في مجاله التخصصي.

 

ما الخطوات العملية لكتابة مقدمة الرسالة العلمية؟

 

تتطلب كتابة مقدمة الرسالة العلمية اتباع خطوات منهجية مدروسة تضمن بناءً أكاديميًا متماسكًا يعكس وعي الباحث بالسياق العلمي وإحكامه لمرتكزات الدراسة. فالمقدمة ليست استهلالًا لغويًا فحسب، بل إطارًا تأسيسيًا يُمهّد لفصول الرسالة ويوجه القارئ نحو منطلقات البحث وأبعاده. ولذلك فإن الالتزام بالخطوات التحليلية التالية في كتابة مقدمة الرسالة العلمية يحقق التوازن بين الدقة العلمية والعمق المعرفي:

1- صياغة مدخل مفاهيمي يعرّف بسياق الموضوع

تبدأ الكتابة بطرح خلفية مركّزة حول موضوع البحث، تُبرز السياق النظري أو الواقعي الذي تنطلق منه الدراسة، وتُظهر التطورات أو الإشكاليات التي قادت إلى طرح الموضوع، مع الحفاظ على الطابع التحليلي لا السردي.

2- تحديد المشكلة البحثية بطريقة دقيقة

تعتمد الخطوة التالية على صياغة المشكلة صياغةً واضحة تُبيّن ما يحتاج إلى كشف أو تفسير أو حل. ويجب أن تكون المشكلة محددة في متغيراتها ومجالها العلمي والزمني، بطريقة تبرهن على أهميتها في الحقل المعرفي.

3- كشف الفجوة البحثية بأسلوب مختصر ومقنع

يتم استعراض ما تناولته الدراسات السابقة ذات الصلة، ثم تحديد ما لم تتم معالجته بعد، وذلك لتوضيح الفجوة المعرفية التي يستهدف البحث سدّها. ويجب أن يكون الطرح قائمًا على تحليل لا على استعراض سردي مطوّل.

4- عرض الأهداف البحثية واتجاه الدراسة

ينبغي توضيح ما تسعى الدراسة إلى تحقيقه عبر مجموعة أهداف منسجمة مع المشكلة ومحكومة بقابليتها للبحث، مع الإشارة المختصرة إلى النهج المنهجي العام الذي سيُعتمد في معالجتها.

5- بيان الأهمية العلمية والعملية للدراسة

تشمل هذه الخطوة توضيح الفائدة العلمية التي ستضيفها الرسالة للمجال التخصصي، وما يمكن أن تقدمه من حلول أو مقترحات تطبيقية تسهم في تحسين الممارسات أو توسيع المعرفة.

6- بناء تسلسل مترابط لفقرات المقدمة

يتطلب ذلك الربط المنطقي بين عناصر المقدمة من الخلفية إلى المشكلة ثم الفجوة والأهداف والأهمية، بما يعكس منهجية متماسكة، مع تجنب التفاصيل التي ستُناقش لاحقًا داخل الفصول الرئيسة.

7- ضبط المفاهيم الأولية بدقة ومرجعية

ينبغي تحديد المصطلحات الجوهرية أو المتغيرات الأساسية ذات الصلة بالبحث، لتعزيز الاتفاق المفاهيمي وتجنب الغموض، مع الاستناد إلى مصادر علمية رصينة وحديثة.

 

تُبنى مقدمة الرسالة العلمية من خلال خطوات مترابطة تؤسس لهوية البحث العلمية، وتُثبت قدرة الباحث على صياغة مشكلة معرفية أصيلة، وتبرير معالجتها بطريقة منهجية تُسهم في تطوير المعرفة وإثراء النقاش الأكاديمي في مجال التخصص.

مثال تطبيقي لمقدمة رسالة علمية ناجحة

 

يشهد التعليم المعاصر تحولات جوهرية في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، الذي فرض على المؤسسات التربوية إعادة النظر في أساليب التعليم التقليدية وتبنّي نماذج قائمة على التعلم الذاتي والتكامل الرقمي. لقد أصبح المتعلم اليوم محور العملية التعليمية، وأضحى تطوير مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات هدفًا مركزيًا في جميع المراحل الدراسية. وفي هذا السياق، برز الاهتمام العالمي باستخدام التعلم القائم على المشاريع بوصفه أحد الاتجاهات التربوية الحديثة التي تجمع بين النظرية والتطبيق، وتعزز من استقلالية الطالب ومشاركته الفاعلة في بناء المعرفة.

 

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على أثر التعلم القائم على المشاريع في تنمية مهارات التفكير الإبداعي والتحصيل الأكاديمي لدى طلاب المرحلة الثانوية، وذلك من خلال تطبيق برنامج تدريبي مصمم وفق مبادئ هذا النموذج. ويتفرع عن هذا الهدف العام عدد من الأهداف الفرعية مثل: قياس درجة التحسن في مكونات التفكير الإبداعي (الطلاقة، والمرونة، والأصالة)، وتحليل الفروق بين المجموعات التجريبية والضابطة. وتتمثل مشكلة البحث في التساؤل الرئيس الآتي: ما أثر استخدام استراتيجية التعلم القائم على المشاريع في تنمية التفكير الإبداعي والتحصيل الأكاديمي لدى طلاب المرحلة الثانوية؟

 

تعتمد الدراسة المنهج التجريبي شبه التجريبي الذي يقوم على تطبيق البرنامج على مجموعة من الطلاب ومقارنته بنتائج مجموعة ضابطة لم تتعرض للتجربة. كما ستُستخدم أداة لقياس التفكير الإبداعي تم إعدادها والتحقق من صدقها وثباتها، إلى جانب اختبار تحصيلي لقياس أثر البرنامج على التحصيل العلمي. وسيُجرى التحليل الإحصائي باستخدام برنامج SPSS لاختبار الفرضيات ومناقشة النتائج في ضوء الأدبيات السابقة.

 

تقتصر الدراسة على طلاب الصف الثاني الثانوي في إحدى المدارس الحكومية بمدينة الرياض خلال الفصل الدراسي الثاني من العام 2025م، ويُحدد نطاقها الموضوعي في تحليل أثر التعلم القائم على المشاريع على التفكير الإبداعي والتحصيل الأكاديمي دون التطرق إلى المتغيرات النفسية أو الاجتماعية الأخرى. كما تقتصر الحدود البشرية على عينة مكوّنة من (80) طالبًا يتم توزيعهم عشوائيًا على المجموعتين التجريبية والضابطة.

 

تستخدم الدراسة المصطلحات الرئيسة التالية:

التعلم القائم على المشاريع: طريقة تدريسية يتم فيها توجيه الطلاب لإنجاز مشروع عملي واقعي يتطلب البحث والتعاون والتطبيق.

التفكير الإبداعي: القدرة على توليد أفكار جديدة وأصيلة لحل المشكلات أو التعبير عن المفاهيم بطرق غير تقليدية.

التحصيل الأكاديمي: مقدار ما يكتسبه الطالب من معارف ومهارات تقاس باختبارات معيارية بعد فترة من التعلم المنظم.

تتكوّن الرسالة من خمسة فصول مترابطة:

  1. الفصل الأول يتناول الإطار العام للبحث من حيث المشكلة، والأهداف، والأهمية، والمنهج.
  2. الفصل الثاني يتناول الدراسات السابقة والإطار النظري.
  3. الفصل الثالث يعرض منهجية البحث وأدواته.
  4. الفصل الرابع يقدم التحليل الإحصائي للبيانات ومناقشة النتائج.
  5. أما الفصل الخامس فيعرض التوصيات والمقترحات المستقبلية.

 

يتضح من نماذج مقدمة البحث أن المقدمة الناجحة تُبنى على منطق علمي متسلسل يبدأ من عرض السياق العام للموضوع، ثم تحديد الفجوة والمشكلة، فبيان الأهمية والأهداف، وتحديد المنهج والحدود والمفاهيم، وصولًا إلى عرض هيكل الرسالة.

ما الأخطاء الشائعة في كتابة مقدمة الرسالة العلمية؟

 

تمثل مقدمة الرسالة العلمية حجر الأساس في تقييم جودة العمل البحثي ومصداقيته، لكن العديد من الباحثين يقعون في أخطاء منهجية تؤثر سلبًا على اتساقها العلمي ودورها التمهيدي. وتكمن أهمية تفادي هذه الأخطاء في الحفاظ على ترابط المقدمة مع الفصول اللاحقة وتقديم صورة واضحة عن منطلقات الدراسة وقيمتها العلمية، فيما يلي عرض لأبرز هذه الأخطاء عند كتابة مقدمة الرسالة العلمية:

1- استخدام سرد لغوي إنشائي دون أساس تحليلي

تظهر بعض المقدمات بصياغات عامة تعتمد على المبالغة في الوصف دون تحديد العناصر البحثية الجوهرية، مما يفقد المقدمة وظيفتها العلمية كإطار تحليلي يمهّد لمناقشة المشكلة ويُبرز الحاجة الحقيقية للبحث.

2- غموض المشكلة وضعف تحديدها

يقع الباحث في خطأ الامتناع عن صياغة المشكلة بشكل دقيق، أو استبدالها بقضايا واسعة لا يمكن بحثها، وهو ما يؤدي إلى ضبابية في تحديد الأهداف والمنهج وتوجيه الدراسة نحو مسار غير منضبط.

3- إغفال الفجوة البحثية أو طرحها بشكل غير مقنع

قد تُعرض الدراسات السابقة دون تحليل يُظهر أوجه النقص أو التناقض أو الحاجة إلى مزيد من البحث، ما يضعف مبرر الدراسة ويجعلها فاقدة للابتكار أو الإضافة العلمية.

4- استطراد معلوماتي خارج نطاق الموضوع

يُلاحظ أحيانًا توسع الباحث في ذكر تفاصيل تاريخية أو نظرية لا ترتبط مباشرة بالمشكلة، أو تعيد عرض محتوى الإطار النظري، ما يفقد المقدمة عنصر التركيز ويجعلها مزدحمة وغير موجهة.

5- ضعف الربط المنهجي بين عناصر المقدمة

يُبرز هذا الخطأ في عدم وجود تسلسل منطقي بين الخلفية والمشكلة والفجوة والأهداف، بحيث تظهر فقرات المقدمة كأجزاء مفككة لا يجمعها خيط بحثي واضح.

6- الاعتماد على مراجع قديمة أو غير موثوقة

استخدام مصادر ضعيفة أو بعيدة زمنيًا عن تطور الموضوع يُضعف مصداقية الطرح ويقلل من استيفاء معايير التوثيق الأكاديمية التي تلزم الباحثين الاعتماد على مصادر حديثة موثوقة.

7- الإطالة المفرطة أو الاختصار المخل

تؤدي الإطالة إلى تكرار غير مبرر، بينما يؤدي الاختصار الشديد إلى إغفال عناصر أساسية. ويتطلب الاتزان تقديرًا منهجيًا لمقدار التفاصيل اللازمة لتهيئة القارئ دون استباق محتوى الفصول.

 

ختامًا، فإن تجنب الأخطاء الشائعة في مقدمة الرسالة العلمية يضمن للباحث تقديم مدخل منهجي رصين، ويُعزز الثقة في جودة الدراسة ويهيئ بيئة بحثية متماسكة تُسهِم في تحقيق أهداف الرسالة وإظهار قيمتها العلمية الحقيقية.

نصائح الخبراء لكتابة مقدمة قوية وجذابة

 

تمثّل مقدمة الرسالة العلمية حجر الأساس الذي تتحدد من خلاله ملامح الرسالة واتجاهاتها العلمية. ومن هنا تركز الأدبيات والمنهجيات الأكاديمية على ضرورة صياغتها بدقة وعمق وجاذبية تجمع بين التحليل والابتكار والموثوقية، وذلك من خلال مجموعة من النصائح والإرشادات العملية المستندة إلى خبرات المحكّمين والمختصين في مجال البحث العلمي، وهي على النحو التالي:

1- البدء بخلفية علمية تُظهر تطور المشكلة وأهميتها

يشدد الخبراء على البدء بمدخل ذكي يعرض السياق العلمي أو العملي الذي تنشأ فيه المشكلة، مع إبراز التحولات أو الإشكالات التي تبرر أهمية تناول الموضوع. ويُعد هذا الطرح مؤشرًا على قدرة الباحث على الوعي بتاريخ المشكلة وامتداداتها النظرية.

2- صياغة مشكلة البحث بتركيز وعمق

المشكلة هي نواة البحث؛ لذلك يجب صياغتها بعبارات دقيقة تعكس ما يجب كشفه أو تفسيره أو تحسينه. كلما كانت المشكلة محددة وضيقة الأبعاد، كانت الأهداف أكثر وضوحًا والمنهج أكثر إحكامًا، وهو ما ينعكس إيجابًا على مصداقية بناء المقدمة.

3- تقديم تحليل نقدي للفجوة البحثية

يؤكد المختصون أن عرض الدراسات السابقة دون تحليل يُعد خطأ منهجيًا شائعًا. المطلوب هو إبراز المساحات التي لم تُعالج بعد أو التي ما زالت تحتاج إلى تطوير بحثي، حيث يشكّل كشف الفجوة البحثية تبريرًا أصيلًا لميلاد الدراسة وأهميتها.

4- تحديد الأهداف والفرضيات بشكل مترابط

توصي معايير التقييم بأن تُبنى الأهداف على أساس منطقي متسق مع المشكلة، مع الإشارة إلى الفرضيات أو التساؤلات بصورة تعكس وعي الباحث بمسار المعالجة والتحليل، دون استباق تفصيلات فصول الرسالة.

5- الالتزام بلغة علمية رصينة ومفاهيم دقيقة

يعتمد بناء المقدمة الاحترافية على لغة أكاديمية محكمة، تتجنب العمومية والإنشاء، وتوظف أدوات الربط لإحكام الترابط المنهجي بين عناصر المقدمة. كما يُشدد على تعريف المفاهيم الأولية عند الحاجة لتفادي اللبس العلمي.

6- توثيق الأدبيات الحديثة وذات الصلة المباشرة

الاستناد إلى مصادر رصينة وحديثة يُعد شرطًا أساسيًا يعكس الاطلاع المستمر للباحث. وكلما كانت المراجع مرتبطة مباشرة بالمشكلة، ازدادت قوة التبرير الأكاديمي لها.

7- الحفاظ على التوازن بين الجاذبية والمنهجية

ينصح الخبراء بأن تكون الفقرة الافتتاحية جذابة علميًا دون مبالغة، مع إنهاء المقدمة بتمهيد يوضح هيكل الرسالة وتسلسل فصولها، بما يمهّد لانتقال سلس نحو المحتوى التفصيلي دون كشف تفصيلي مفرط.

8- تجنب الإطالة غير المبررة مع اكتمال العناصر الأساسية

يتحقق الاتزان في كتابة المقدمة عبر تقديم معلومات كافية لتكوين رؤية واضحة عن البحث، دون تكرار أو استطراد في النظريات أو الدراسات التي ستُناقش لاحقًا في الإطار النظري.

 

كتابة مقدمة قوية وجذابة ليست مهمة لغوية فحسب، بل هي ممارسة منهجية تتطلب رؤية بحثية ناضجة وقدرة على الربط بين عناصر الدراسة بوضوح واتساق.

شركة دراسة… لأن القرار الأكاديمي الصحيح يبدأ من استشارة علمية موثوقة.

 

في رحلة البحث العلمي والدراسات العليا، القرار الأكاديمي السليم يصنع الفرق بين النجاح والتشتت. في شركة دراسة، نقدم خدمة الاستشارات الأكاديمية بخبرة تمتد لأكثر من 20 عامًا لمساعدة الطلاب والباحثين وأعضاء هيئة التدريس على اتخاذ قرارات علمية مدروسة تدعم أهدافهم الأكاديمية. من اختيار التخصص الأنسب، إلى إعداد المقترحات البحثية وخطط الدراسة، نُقدّم لك استشارة مبنية على تحليل أكاديمي دقيق ومنهج علمي موثوق، يُمكّنك من السير بثقة نحو القبول والتميّز الأكاديمي.

  1. فريق أكاديمي متخصص يضم نخبة من الخبراء والاستشاريين في مختلف التخصصات العلمية.
  2. رؤية علمية شاملة تساعدك على اتخاذ قرارات أكاديمية دقيقة وواضحة.
  3. استشارات مخصصة تتوافق مع متطلبات الجامعات المحلية والدولية.
  4. دعم مستمر من بداية الفكرة وحتى تحقيق النتائج الأكاديمية المرجوة.
  5. خبرة معتمدة في توجيه الباحثين نحو مسار أكاديمي ناجح وفعّال.

 

لا تترك مستقبلك الأكاديمي للصدفة، تواصل مع شركة دراسة اليوم:

الواتس اب (+966555026526)

إرسال بريد إلكتروني إلى: ([email protected])

احصل على استشارة علمية موثوقة تُرشدك إلى القرار الصحيح وتضعك بثقة على طريق النجاح الأكاديمي.

شركة دراسة… لأن القرار الأكاديمي الصحيح يبدأ من استشارة علمية موثوقة.

الفريق الأكاديمي يقدم لك استشارات أكاديمية تُبنى على منهج علمي وتحليل دقيق لاحتياجاتك.

 

الاستشارة الأكاديمية ليست مجرد توجيه، بل فن في قراءة المسار العلمي وفهم الأهداف البحثية بعمق واحتراف. في شركة دراسة، يقدّم الفريق الأكاديمي استشارات أكاديمية مصمّمة خصيصًا لتلبية احتياجات كل طالب وباحث، وفق تحليل علمي دقيق ومنهجية أكاديمية متكاملة. نحن نعمل على مساعدتك في اتخاذ قراراتك الأكاديمية بثقة، من اختيار التخصص والجامعة المناسبة، إلى إعداد خطة البحث وتحديد المسار العلمي الأمثل لتحقيق طموحك الأكاديمي.

آراء العملاء:

 

قصص عملائنا تعكس قيمة ما نقدمه؛ فقد أكد أحد طلاب الدكتوراه أن استشارته مع خبراء دراسة كانت نقطة التحول التي جعلته يعيد صياغة أسئلة بحثه بطريقة منهجية أقنعَت لجنة الإشراف. مثل هذه الشهادات تختصر رسالتنا: نوجّه الباحثين ليتحدثوا بلغة الأكاديميين بثقة.

الخاتمة:

 

يتضح أن الالتزام بـ شروط كتابة مقدمة الرسالة العلمية يمثل خطوة محورية تعكس نضج الباحث وقدرته على عرض موضوعه بوضوح ومنهجية رصينة. فالمقدمة ليست مجرد تمهيد للبحث، بل هي مساحة منظمة تُظهر أهمية المشكلة البحثية وتربطها بسياق معرفي قائم، مع توضيح الأهداف والأسئلة بصورة دقيقة. كما يسهم أسلوب الكتابة الأكاديمي في ترسيخ الموثوقية وجذب القارئ للاطلاع على بقية فصول الرسالة.

المراجع:

 

Cuschieri, S., Grech, V., & Savona-Ventura, C. (2018). WASP (Write a Scientific Paper): How to write a scientific thesis. Early human development, 127, 101-105.‏

Krumsvik, R. J. (2022). Academic writing in scientific journals versus doctoral theses: The article-based thesis and the synopsis. Nordic Journal of Digital Literacy, (2), 78-94.

ما هي شروط كتابة مقدمة البحث العلمي؟

  • يجب أن تكون المقدمة واضحة ومباشرة، تُعرّف بالموضوع وتبرز أهميته وسياقه العلمي، وتُمهّد لمشكلة البحث دون إطالة، مع صياغة قوية تجذب القارئ وتظهر فهم الباحث للمجال الذي يدرسه.
  • ما هي شروط المقدمة؟

  • يشترط أن تتضمن خلفية علمية موجزة، وأن ترتبط عناصرها ببعضها منطقيًا، وأن تنتهي بتوضيح المشكلة أو الانتقال إليها بسلاسة، مع تجنب التفاصيل الزائدة التي تنتمي للفصول اللاحقة.
  • ما الذي تكتبه في مقدمة الرسالة؟

  • يُكتب تعريف بالموضوع، وشرح موجز لأبرز مفاهيمه، وعرضًا لأهميته وما يدفع لدراسته، ثم الإشارة بشكل تمهيدي لأهداف البحث وحدوده، دون الدخول في تفاصيل المنهجية أو النتائج.
  • ما هي مقدمة الرسالة العلمية؟

  • هي الباب الأول في الرسالة الذي يقدم للقارئ خلفية تمهيدية عن الظاهرة المدروسة، وتوضيح مبررات اختيارها، وتحديد الإطار العام للدراسة، بما يجعل القارئ مهيأً لفهم بقية فصول الرسالة بشكل متسلسل وواضح.
  • التعليقات


    الأقسام

    أحدث المقالات

    الأكثر مشاهدة

    خدمات المركز

    نبذة عنا

    تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

    اتصل بنا

    فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

    فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

    فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

    شارك:

    عضو فى

    معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

    دفع آمن من خلال

    Visa Mastercard Myfatoorah Mada

    موافقة على استخدام ملفات الارتباط

    يستخدم هذا الموقع ملفات الارتباط (Cookies) لتحسين تجربتك أثناء التصفح، ولمساعدتنا في تحليل أداء الموقع.