رغم الأهمية الكبرى لمقدمة البحث ودورها في توجيه القارئ نحو مضمون الدراسة، إلا أن العديد من الباحثين، وخصوصًا المبتدئين، يقعون في أخطاء منهجية أو أسلوبية تقلّل من فاعلية المقدمة وتُضعف تأثيرها العلمي. وتفادي هذه الأخطاء يُعدّ خطوة أولى نحو كتابة مقدمة متينة ومنسجمة مع معايير البحث الأكاديمي، ومن أهم هذه الأخطاء وأكثرها شيوعًا:
أولًا: الأخطاء النحوية والإملائية.
يخطئ الباحثين كثيرًا في استخدام أدوات الترقيم بشكل صحيح، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي، الذي بدوره يحد من تعليم الباحث كتابة اللغة العربية الصحيحة. أيضًا استخدام الأزمنة غير المناسبة للمجلات العلمية. من الممكن إيجاد مجلة تفضل زمن الماضي التام، ومجلة آخري تفضل زمن المضارع التام. لذلك نوصي جميع الباحثين باختيار المجلة المناسبة وقراءة العديد من البحوث المنشورة، لتفادي الأخطاء النحوية في اللغة الإنجليزية أو العربية.
ثانيًا: استعجال الباحثين في الحديث عن المشكلة بدون إبراز أهميته
يركز الباحثون بشكل متكرر على مشكلة الدراسة وعدم التمهيد بشكل كافٍ في الحديث عن الموضوع. وأيضًا تناول مواضيع ليس لها علاقة بالمشكلة الرئيسية للبحث. مما يمنح المراجع او محرر المجلة مجالٍ لرفض المقدمة او التعليق عليها.
ثالثًا: الخلط بين أهمية الدراسة وأهدافها.
يعتبر الخلط بين الأهمية وفائدة البحث خطأ شائع، بسبب قلة خبرة الباحثين في قراءة البحوث العلمية بشكل دقيق. الأهمية توضح سبب إجراء الدراسة والفوائد التي يمكن أن تتحقق منها، بينما الأهداف تشرح ما يسعى الباحث لتحقيقه من خلال البحث. من المهم أن يميز الباحث بينهما ليكون البحث أكثر وضوحًا وتركيزًا.
رابعًا: الإفراط في التفاصيل
يشرع كل الباحثين في زيادة المحتوي بغرض استطالة البحث، مما يعطي فرصة كبيرة إلى الابتعاد عن مشكلة البحث الرئيسية وإعطاء معلومات غير ضرورية، مما يفقد الباحث اهتمامه بالقراءة وشغفة في استكمال قراءة البحث.
خامسًا: وضع أسئلة في البحث
يعتمد الكثير من الباحثين في وضع أسئلة مغلقة وعدم الإجابه عليها، وهذا يعطي انطباعًا سيئً، وقد يكون سبب رئيسي في رفض البحث للنشر في المجلات المحكمة. فالبحث العلمي يفترض أن يجاوب على الأسئلة ولا يطرح أسئلة. وأيضًا طرح الأسئلة البحثية في بداية البحث وعدم الإجابه عليها بشكل مباشر يعتبر من الأخطاء التي قد تؤدي إلى تشويش الباحثين. من المهم أن يتم تقديم الأسئلة البحثية بشكل دقيق ومحدد وفي إطار زماني ومكاني، ثم العمل على الإجابات في إطار المنهجية المستخدمة.