تُعد مشكلة البحث من أهم عناصر الخطة البحثية، إذ تُشكّل نقطة الانطلاق التي يبني عليها الباحث أهدافه، وفرضياته، ومنهجه. ولا تكتمل القيمة العلمية للبحث دون صياغة دقيقة لمشكلته، تُعبّر عن فجوة بحثية قابلة للدراسة. فيما يلي الخطوات الأساسية لصياغة مشكلة البحث بطريقة علمية.
1- تحديد مجال الدراسة العام
يبدأ الباحث باختيار المجال العلمي أو التخصص الذي يندرج ضمنه موضوع البحث، كالتربية أو الصحة أو الاقتصاد، لتضييق نطاق التفكير نحو مشكلة محددة.
2- رصد الظواهر أو القضايا ذات الأهمية
يقوم الباحث بملاحظة ما يثير الانتباه من ظواهر أو قضايا إشكالية في الميدان، سواء من خلال خبراته، أو الميدان العملي، أو من نتائج دراسات سابقة.
3- مراجعة الأدبيات والدراسات السابقة
يتوجب على الباحث تحليل ما تم إنجازه علمياً في نفس المجال، وتحديد الثغرات أو التناقضات أو النقاط التي لم تُعالج بعمق، مما يساعده على بلورة مشكلة أصيلة.
4- تحديد الفجوة البحثية
ينبغي أن تستند مشكلة البحث إلى فجوة معرفية واضحة، لم تُتناول أو لم تُحسم نتائجها في الدراسات السابقة، وتكون ذات صلة واقعية أو تطبيقية.
5- تحديد أبعاد المشكلة
يجب تحليل المشكلة من حيث المتغيرات الرئيسة المرتبطة بها، والبيئة أو السياق الذي تنتمي إليه، ومدى انتشارها أو خطورتها، لتحديد نطاقها بدقة.
6- صياغة المشكلة بصيغة تقريرية أو استفهامية
يُصاغ نص المشكلة إما في شكل طرح وصفي (تقريري) يُبرز موضع الغموض أو التناقض، أو في شكل سؤال رئيس يساعد في توجيه البحث نحو الحل أو التفسير.
7- استخدام لغة علمية دقيقة
تُكتب المشكلة بلغة واضحة، خالية من التعميمات، وتستخدم مصطلحات علمية متخصصة ومفهومة في مجال الدراسة، دون مبالغة أو غموض.
8- اختبار قابلية المشكلة للدراسة
ينبغي أن تكون المشكلة قابلة للتحقيق من خلال البحث، أي أنها قابلة للقياس أو الفحص أو التحليل، ضمن الوقت والإمكانات المتاحة.
9- ربط المشكلة بالأهداف والأسئلة
تُصاغ المشكلة بحيث تنسجم مع أهداف البحث وتساؤلاته، وأن تُمهّد لفرضياته أو متغيراته الأساسية، بما يضمن اتساق البناء البحثي بأكمله.