يمثّل الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في الكتابة الأكاديمية جزءًا من معايير النزاهة العلمية، إذ تسمح الجامعات بمجموعة من المهام التي تُعد مسانِدة للعمل البحثي دون أن تحلّ محل التفكير العلمي للباحث ومن أبرز هذه المهام:
1- دعم البحث عن المصادر العلمية وتنظيمها
يسمح باستخدام الأدوات الذكية للعثور على الدراسات السابقة، وتصنيفها موضوعيًا، واستخلاص الكلمات المفتاحية. ولكن يتطلب الأمر قراءة الباحث للمصادر الأصلية وتحليلها بنفسه، لأن هذا الجزء يمثل جوهر العمل العلمي.
2- تلخيص النصوص الطويلة دون صياغة محتوى بديل
يجوز استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد ملخص أولي يساعد الباحث على فهم المادة بسرعة. لكن يجب ألا يعتمد الباحث على هذه الملخصات في كتابة الإطار النظري، بل يعيد صياغة الأفكار بأسلوبه الخاص اعتمادًا على النص الأصلي.
3- تحسين اللغة وتحرير الأسلوب
يُسمح باستخدام الأدوات الذكية في التدقيق اللغوي وتبسيط الأسلوب وتنسيق الجمل، بشرط ألا يتضمن ذلك إضافة أفكار جديدة أو تغييرًا في المعنى العلمي. ويُعد هذا الاستخدام امتدادًا لمهام التحرير اللغوي المتعارف عليها في الكتابة الأكاديمية.
4- تنظيم الهيكل العام للكتابة
يمكن للأدوات الذكية اقتراح عناوين فرعية أو ترتيب أفكار، دون إنتاج محتوى علمي كامل. ويظل الهيكل المقترح قابلًا للتعديل من الباحث، مما يحافظ على استقلالية التصميم الفكري للنص.
5- اقتراح طرق تحليل أو أدوات منهجية دون تنفيذها
يسمح للذكاء الاصطناعي بتقديم مقترحات منهجية أو نماذج تحليلية إذا طلب الباحث ذلك، بشرط أن يراجع هذه الاقتراحات ويقرر بنفسه مدى ملاءمتها للدراسة. ولا يجوز الاعتماد على الأداة في اتخاذ القرار المنهجي مباشرة.
6- دعم التحليل الإحصائي في الجانب الفني
يجوز استخدام الأدوات الذكية لإجراء العمليات الحسابية، واختيار الاختبارات المناسبة، وتنظيم الجداول. ومع ذلك، يبقى تفسير النتائج وربطها بالنظرية من مسؤولية الباحث وحده.
7- توليد الأسئلة الأولية للمقابلات أو الاستبيانات
يمكن للأدوات الذكية المساعدة في صياغة أسئلة أولية، لكن يجب على الباحث مراجعتها وتعديلها لضمان ملاءمتها للسياق العلمي وعدم احتوائها على تحيز منهجي.
يتضح أن المهام المسموح بها عند استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة الأكاديمية متعددة. ويضمن هذا التوازن بينها الحفاظ على أصالة عمل الباحث، مع الاستفادة من القدرات التقنية للأدوات الذكية بطريقة أخلاقية ومنضبطة.