يُعدّ التحقق من تصنيف المجلات العلمية خطوة أساسية لضمان النشر في منابر أكاديمية موثوقة. فمع ازدياد عدد المجلات المفتوحة وانتشار المجلات الزائفة، أصبح من الضروري أن يمتلك الباحث وعيًا نقديًا يمكنه من التحقق من صحة فهرسة المجلة وتصنيفها في قواعد البيانات العالمية، وعلى رأسها Scopus ومنصة SCImago Journal Rank (SJR)، وذلك من خلال الخطوات التالية:
أولًا: تحديد بيانات المجلة بدقة
تبدأ عملية التحقق بجمع المعلومات الدقيقة حول المجلة، مثل اسمها الكامل، ورقم ISSN، ودار النشر، والتخصص الدقيق الذي تغطيه. هذه البيانات تُعد مفتاح البحث الصحيح وتمنع الالتباس بين المجلات المتشابهة في الاسم. كما ينبغي اعتماد المعلومات من الموقع الرسمي للمجلة فقط، لأن بعض المجلات الزائفة تقلّد أسماء مجلات رصينة لخداع الباحثين.
ثانيًا: البحث في قاعدة بيانات Scopus
يقوم الباحث بالدخول إلى منصة المجلات في Scopus واستخدام خاصية البحث باسم المجلة أو رقم ISSN. عند ظهور المجلة في النتائج، تظهر معها معلومات دقيقة مثل دار النشر، والمجال العلمي، وسنوات الفهرسة. أما إذا لم تظهر في النتائج، فهذا يعني أنها غير مفهرسة فعليًا. ويُستحسن التأكد أيضًا من حالة الفهرسة الحالية، لأن بعض المجلات قد تُزال من Scopus بعد فترة من إدراجها.
ثالثًا: استخدام منصة SCImago (SJR)
توفّر منصة SJR بيانات تفصيلية حول المجلات المفهرسة في Scopus، وتشمل تصنيف الربع (Q1–Q4)، ومؤشر SJR، ومعدل الاستشهادات، وعدد المقالات المنشورة سنويًا. بعد إدخال اسم المجلة، يمكن للباحث معرفة موقعها داخل تخصصها الدقيق، مما يساعد على تقدير مكانتها الأكاديمية الحقيقية.
رابعًا: تحليل المؤشرات التصنيفية
يُفهم التصنيف الربعي للمجلات على النحو الآتي:
- Q1: مجلات ذات تأثير مرتفع وتحكيم صارم.
- Q2: مجلات متقدمة وموثوقة في مجالها.
- Q3: مجلات متوسطة التأثير.
- Q4: مجلات ذات انتشار محدود.
يُظهر ارتفاع مؤشر SJR أو CiteScore قوة المجلة من حيث الاستشهادات العلمية، غير أن المقارنة بين المجلات يجب أن تتم داخل نفس التخصص، لأن معدلات الاستشهاد تختلف بين الحقول العلمية.
خامسًا: التحقق من استمرارية الفهرسة
ينبغي مراجعة المدة الزمنية التي كانت فيها المجلة مفهرسة، إذ قد تتوقف بعض المجلات عن الفهرسة لأسباب تتعلق بجودة التحكيم أو بالممارسات التحريرية. إذا توقفت الفهرسة عند سنة معينة، فهذا يعني أن المجلة لم تعد مدرجة حاليًا، حتى وإن كانت مفهرسة في السابق.
سادسًا: مطابقة المعلومات مع الموقع الرسمي للمجلة
بعد الحصول على بيانات الفهرسة من Scopus وSJR، يُنصح بمقارنتها مع المعلومات المنشورة في الموقع الرسمي للمجلة. فالمجلات الموثوقة تضع عادة بيانات الفهرسة وتحدّثها بانتظام. أما المجلات التي تُخفي هذه المعلومات أو تضع بيانات غير دقيقة، فهي غالبًا غير مفهرسة أو تسعى إلى تضليل الباحثين.
سابعًا: الحذر من المجلات الزائفة
تنتشر مجلات مزيفة تدّعي الفهرسة في Scopus، وتستخدم عناوين إلكترونية مشابهة للمجلات الأصلية. لذلك يجب الحذر من أي مجلة تطلب رسوم نشر قبل عملية التحكيم، أو تعد بالقبول السريع، أو ترسل دعوات عامة عبر البريد الإلكتروني.
التحقق من تصنيف المجلات في Scopus وSJR ليس إجراءً شكليًا، بل هو ممارسة علمية تحافظ على نزاهة البحث الأكاديمي وجودته. فالمجلة الموثوقة هي التي تستوفي معايير الفهرسة العالمية وتلتزم بتحكيم علمي صارم وشفاف.