طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

اختيار موضوع البحث وبناء مشكلة الدراسة

2024/10/28   الكاتب :د. يحيي سعد
عدد المشاهدات(227)

كيفية اختيار موضوع البحث وبناء مشكلة الدراسة بفعالية

تعد عملية اختيار موضوع البحث وتحديد مشكلة الدراسة من أهم وأول الخطوات التي تواجه الأكاديميين، الطلاب، والباحثين عند بدء مشوارهم البحثي. الاختيار السليم للموضوع ليس مجرد اختيار عشوائي؛ بل هو قرار استراتيجي يتطلب تفكيرًا عميقًا وتخطيطًا دقيقًا. هذا القرار له تأثير مباشر على نجاح البحث العلمي أو الأكاديمي، وقد يحدد مصيره سواء كان يستحق النشر والاعتراف به، أو ينتهي بلا فائدة.

في هذه المقالة، سنناقش أهمية اختيار موضوع البحث، خطوات اختيار موضوع البحث، وأخيرًا بناء مشكلة الدراسة بطريقة علمية منظمة. سنقدم نصائح عملية تستند إلى أفضل الممارسات في المجال الأكاديمي، مع الاهتمام بمتطلبات الباحثين المبتدئين وكذلك الأكاديميين ذوي الخبرة.

تعريف مشكلة البحث ومفهوما:

 

مشكلة البحث أو موضوع البحث هو "تساؤل يدور في ذهن الباحث حول موضوع غامض يحتاج إلى تفسير، وتمثل مشكلة البحث الموضوع الذي يختاره الباحث لإجراء البحث"، ومن خلال التعريف السابق يمكن توضيح مفهوم موضوع البحث أو مشكلة البحث على أنها:

  1. تنبع مشكلة البحث من شعور الباحث بحيرة وغموض تجاه موضوع محدد.
  2. مشكلة البحث إما سؤال يحتاج إلى توضيح أو إجابة أو موثق غامض يحتاج إلى تفسير وافٍ وكافٍ.
  3. قد يبدأ الباحث دراسته وليس في ذهنه سوى فكرة عامة أو شعور غامض بوجود مشكلة، بالتالي لا حرج من إعادة صياغة المشكلة بتقدم سير البحث ومرور الزمن.
  4. تزول مشكلة البحث بتفسيرها أو بإيجاد حل لها.

أهمية اختيار موضوع البحث:

 

اختيار موضوع البحث يعد خطوة رئيسة تؤثر في مسار البحث بأكمله. يشكل الموضوع الإطار الأساسي الذي سَيُبْنَى عليه البحث، ويساعد في تحديد نوعية البيانات المطلوبة، وطريقة التحليل، والأدوات التي سيتم استخدامها. وتبرز أهمية اختيار موضوع البحث بعناية ودقة في النقاط التالية:

  1. اختيار موضوع واضح ومحدد يعني أنك تعرف الطريق الذي تسير عليه منذ البداية. هذا يقلل من التشتت، ويحافظ على تركيزك خلال جميع مراحل البحث.
  2. الموضوع الذي يثير اهتمامك الشخصي يزيد من دافعيتك للعمل الجاد والمثابرة. البحث الطويل يتطلب شغفًا حقيقيًا، واهتمامًا عميقًا بالموضوع الذي تتناوله.
  3. موضوع البحث يؤثر في نوع الأدوات والمنهجيات التي ستستخدمها في جمع البيانات وتحليلها، مما يسهل توجيه جهودك البحثية في الاتجاه الصحيح.
  4. اختيار موضوع ذو أهمية يعني أن بحثك سيضيف إلى المعرفة الحالية في مجالك، مما يضمن الاعتراف بقيمة البحث وأثره العلمي.

 

يمكنك التعرف إلى كيفية صياغة تساؤلات البحث العلمي.

خطوات اختيار موضوع البحث:

 

اختيار موضوع البحث ليس مهمة سهلة، ويتطلب الالتزام ببعض الخطوات المنهجية لضمان أن الموضوع المختار ملائم ومفيد. فيما يلي خطوات عملية تساعدك في اختيار موضوع البحث بفعالية:

أولًا:  تحديد اهتماماتك البحثية:

ابدأ بتحديد المجالات التي تثير اهتمامك الشخصي والأكاديمي. اسأل نفسك:

  1. ما الموضوعات التي تثير فضولي؟
  2. هل هناك قضايا شعرت بأن الأدبيات السابقة لم تغطها على نحوٍ كافٍ؟
  3. ما هي الاتجاهات الحديثة التي تشكل تحديًا في مجالي الأكاديمي؟

الاختيار الجيد يبدأ من اهتمامك الشخصي، لأنك ستقضي شهورًا، وربما سنوات، في هذا البحث. فكلما كان الموضوع قريبًا من اهتماماتك، زادت فرص النجاح والاستمتاع بالعملية البحثية.

ثانيًا: مراجعة الأدبيات السابقة:

بعد تحديد بعض المجالات التي تثير اهتمامك، تأتي مرحلة مراجعة الأدبيات. الهدف هنا هو:

  1. استكشاف ما تم بحثه بالفعل في المجال.
  2. تحديد الفجوات أو القضايا التي لم تُدرس على نحوٍ كافٍ.
  3. ملاحظة ما إذا كان موضوعك مكررًا أو جديدًا.

الأدبيات السابقة تشكل الأساس الذي ستبني عليه بحثك. لذا، تأكد من دراسة الأبحاث الحديثة والمقالات الأكاديمية المتاحة لتكوين فكرة واضحة عن الاتجاهات الحالية.

ثالثًا: تحليل الفجوات البحثية:

البحث الجيد يعتمد على معالجة الفجوات البحثية الموجودة في الأدبيات. الفجوة البحثية تعني وجود منطقة لم يتم دراستها بما يكفي أو أن الأدلة الموجودة حولها متناقضة. لتحليل هذه الفجوات، عليك أن تسأل:

  1. ما الأسئلة التي لم تُجاب عليها في الدراسات السابقة؟
  2. هل هناك مفاهيم جديدة أو تغييرات في المجتمع أو التكنولوجيا لم تُدرس بعد؟

الفجوة البحثية الجيدة يجب أن تكون قابلة للتحقيق، وتستحق الدراسة، ويمكن أن تكون فجوة نظرية، أو منهجية، أو جغرافية، أو حتى مشكلة عملية في المجتمع.

رابعًا: قياس قابلية تطبيق موضوع البحث وأهميته:

قبل الالتزام بأي موضوع، عليك التأكد من إمكانية تحقيقه. الجدوى تشمل كثيرًا من العوامل، مثل:

  1. الموارد المتاحة: هل لديك إمكانية الوصول إلى المصادر والمراجع والبيانات التي تحتاج إليها؟
  2. الإطار الزمني: هل يمكنك إنجاز البحث في الوقت المتاح لك؟
  3. المتطلبات المادية: هل يتطلب البحث تمويلًا أو معدات قد تكون صعبة الوصول؟

بمجرد التأكد من أن الموضوع قابل للتحقيق، يمكنك الانتقال إلى الخطوات التالية.

خامسًا: التشاور مع الأساتذة والمشرفين:

التحدث مع أساتذتك أو المشرفين الأكاديميين يعد خطوة حاسمة. يمكنهم تقديم إرشادات مهمة بناءً على خبراتهم الطويلة، وتقديم وجهات نظر قد لا تكون قد فكرت فيها. هذا التشاور يمكن أن يساعد في تعديل موضوعك بحيث يكون أكثر تركيزًا أو أكثر قابلية للتنفيذ.

 

إذا كنت مهتمًا أكثر إليك دليل إعداد البحوث الميدانية.

بناء مشكلة الدراسة بشكل فعّال:

 

مشكلة الدراسة هي السؤال الرئيسي الذي يسعى البحث للإجابة عليه. تحديد مشكلة البحث بشكل واضح ودقيق يساعد في توجيه البحث بأكمله. بناء مشكلة الدراسة يتطلب التفكير المنهجي واستنادًا إلى الفجوات البحثية.

ما هي مشكلة الدراسة؟

مشكلة الدراسة هي التساؤل المركزي الذي يسعى الباحث للإجابة عليه. يمكن أن تكون مشكلة الدراسة نتيجة:

  1. فجوة في المعرفة: حيث توجد منطقة لم يتم بحثها بعمق.
  2. قضية عملية أو اجتماعية: تتطلب حلولًا أو تفسيرًا.
  3. تناقضات في الأدبيات: تتطلب إعادة النظر والتحقيق.

المشكلة الجيدة هي التي تكون واضحة، محددة، وقابلة للبحث. من دون تحديد واضح لمشكلة الدراسة، سيصبح البحث عشوائيًا، ويفتقر إلى التوجيه.

 

لا يفوتك مقال رائع عن إشكالية ومشكلة البحث العلمي والفرق بينهما.

 

خطوات بناء مشكلة الدراسة:

 

عند بناء مشكلة الدراسة بطريقة فعالة يجب على الباحث اتباع مجموعة من الخطوات المنهجية، تتمثل في:

1- تحليل الأدبيات الحالية:

ابدأ بمراجعة شاملة للأبحاث والدراسات السابقة. استهدف تحديد الفجوات البحثية والتناقضات التي لم تجد حلولًا بعد. تحليل الأدبيات يساعدك في فهم الخلفية النظرية للمشكلة التي تنوي دراستها.

2- تحديد الفجوة البحثية:

بعد تحليل الأدبيات، حدد الفجوة البحثية التي ستشكل أساس مشكلتك. على سبيل المثال:

  1. هل هناك سؤال لم تتم الإجابة عليه بالكامل؟
  2. هل هناك تناقضات في النتائج التي تستحق إعادة النظر؟
  3. هل تغيرت الظروف الاجتماعية أو التكنولوجية وتحتاج إلى دراسة جديدة؟

3- صياغة سؤال البحث:

سؤال البحث هو النسخة المركزة من مشكلة الدراسة. يجب أن يكون السؤال:

  1. محددًا: يجب ألا يكون واسعًا جدًا أو غامضًا.
  2. قابلاً للبحث: يجب أن يكون بالإمكان جمع بيانات للإجابة عليه.
  3. قابل للقياس: يجب أن يكون ممكنًا التحقق من إجابته بناءً على الأدلة.

4- فرضيات البحث:

بعد صياغة السؤال البحثي، يمكنك وضع فرضيات أو تساؤلات بحثية. الفرضيات هي تخمينات مبدئية تستند إلى الأدبيات السابقة، وتحدد توقعاتك بشأن نتائج البحث. الفرضيات الجيدة تساعد في توجيه الدراسة وتجعل من الأسهل اختبار نظرياتك.

أهمية صياغة مشكلة البحث بشكل دقيق:

 

صياغة مشكلة البحث بشكل سليم لها أهمية كبيرة لأنها تؤثر على جميع جوانب الدراسة، بدءًا من جمع البيانات وصولًا إلى تحليل النتائج. إذا كانت المشكلة واضحة ومحددة، سيصبح البحث أكثر تركيزًا ومنظمًا، مما يزيد من جودة الدراسة ونوعية النتائج.

 

اطلع على نموذج مشكلة البحث.

نصائح عملية لاختيار موضوع وبناء مشكلة بحثية ناجحة:

 

  1. اختيار موضوع واسع جدًا يمكن أن يؤدي إلى التشتت وعدم القدرة على تقديم نتائج واضحة. حاول التركيز على جزء محدد من الموضوع.
  2. من الجيد اختيار موضوع جديد ومبتكر، ولكن تأكد من أن لديك القدرة على تنفيذه بناءً على الموارد المتاحة والإطار الزمني المحدد.
  3. قبل الالتزام الكامل بالموضوع، حاول كتابة مقترح بحثي قصير (من 2 إلى 3 صفحات) لاختبار مدى وضوح الموضوع ومشكلة البحث. هذا سيساعدك على تحديد النقاط الضعيفة أو الحاجة إلى تعديل العنوان أو المشكلة.
  4. لا تتردد في التشاور مع زملائك أو باحثين آخرين في مجال تخصصك للحصول على آرائهم حول موضوع البحث ومشكلة الدراسة.

أخطاء شائعة يجب تجنبها عند اختيار موضوع البحث وبناء مشكلة الدراسة:

 

يقع كثير من الباحثين في مجموعة من الأخطاء عند اختيار موضوع البحث وبناء مشكلة الدراسة نذكر منها:

  1. يجب أن يكون الموضوع ذو أهمية في المجال الأكاديمي أو العلمي الذي تعمل فيه. اختر موضوعًا له علاقة بما يجري حاليًا في مجالك.
  2. مشكلة البحث الغامضة أو غير المحددة يمكن أن تؤدي إلى فشل البحث. تأكد من أن المشكلة واضحة، محددة، وقابلة للبحث.
  3. تجاهل الفجوات البحثية في الأدبيات السابقة يمكن أن يؤدي إلى تكرار الأبحاث أو تقديم نتائج غير مبتكرة.

الخاتمة

 

اختيار موضوع البحث وبناء مشكلة الدراسة هما نقطتا البداية لأي مشروع بحثي ناجح. هذه الخطوات ليست مجرد إجراءات شكلية، بل هي حجر الأساس الذي يبنى عليه البحث العلمي بأكمله. من خلال اتباع الخطوات المذكورة أعلاه والتركيز على الفجوات البحثية، يمكنك اختيار موضوع يثير الاهتمام ويقدم إضافة حقيقية للمعرفة.

مراجع  المقال:

 

المحمودي، محمد سرحان علي. (2019). مناهج البحث العلمي. ط3. دار الكتب.

الجادري، عدنان وقنديلجي، عامر وبني هاني، عبد الرازق وأبو زينه، فريد. (2006). مناهج البحث العلمي الكتاب الأول أساسيات البحث العلمي.  مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع.

عليان، ربحي مصطفى. (2008). البحث العلمي أسسه مناهجه وأساليبه إجراءاته. بيت الأفكار الدولية.

الدليمي، عصام حسن وصالح، علي عبد الرحيم، (2014). البحث العلمي أسسه ومناهجه. دار الرضوان للنشر والتوزيع.

كيف يتم اختيار موضوع الدراسة؟

  • يتم اختيار موضوع الدراسة بناءً على اهتمام الباحث وشغفه بالمجال، وتوفر المراجع والمصادر المتعلقة به، وأهمية الموضوع في حل مشكلة أو تلبية حاجة معينة في المجتمع أو المجال العلمي. كما يفضل أن يكون الموضوع محددًا وقابلًا للبحث ضمن الإمكانيات المتاحة والمدة الزمنية المتوفرة.
  • كيف أكتب سبب اختيار موضوع البحث؟

  • لكتابة سبب اختيار موضوع البحث، يجب توضيح أهمية الموضوع ومدى إسهامه في تطوير المعرفة العلمية، وذكر الفجوات البحثية التي يسعى البحث إلى سدها. يمكن أيضًا الإشارة إلى دوافع شخصية مثل الاهتمام بالموضوع أو الخبرة السابقة في مجاله، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الفائدة العملية للبحث.
  • كيف يتم صياغة مشكلة الدراسة؟

  • لصياغة مشكلة الدراسة، يجب تحديد الفجوة أو التحدي الذي يواجه مجال الدراسة ويحتاج إلى استكشاف أو حل. تبدأ الصياغة عادةً بأسئلة مثل "ما هو تأثير...؟" أو "كيف يمكن تحسين...؟"، ويجب أن تكون واضحة ومحددة وتبرز الأهمية والهدف من البحث، مع الإشارة إلى المجال الزمني والمكاني إذا كان ذلك مناسبًا.
  • كيف يتم اختيار المشكلة البحثية؟

  • يتم اختيار المشكلة البحثية من خلال دراسة الأدبيات السابقة وتحليل الفجوات العلمية القائمة، والاستماع إلى احتياجات المجتمع أو التحديات العملية في المجال المعني. يجب أن تكون المشكلة قابلة للبحث وتوفير بيانات عنها، وأيضًا ذات أهمية تسهم في تطوير المعرفة أو تحسين الممارسات في مجال معين.
  • التعليقات


    الأقسام

    أحدث المقالات

    الأكثر مشاهدة

    خدمات المركز

    نبذة عنا

    تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

    اتصل بنا

    فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

    فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

    فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

    شارك:

    عضو فى

    معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

    دفع آمن من خلال

    Visa Mastercard Myfatoorah Mada