خطوات كتابة الإطار النظري في البحوث التربوية

تُعَدّ خطوات كتابة الإطار النظري في البحوث التربوية من أهم العناصر الأساسية التي يجب على الباحث التربوي أن يكون على علم بها، حيث تساهم في توجيه الباحث وتحديد مسار موضوع الدراسة الذي هو بصدده، ونظرًا لأهمية هذه المرحلة حرصنا من خلال موقع دراسة لخدمات البحث العلمي والترجمة المعتمدة أن نتناول خطوات كتابة الإطار النظري في البحوث التربوية بشيء من التفصيل، وذلك من خلال التعرف على تعريف البحث التربوي وأهدافه وخصائصه، ومن ثم الانتقال إلى مفهوم الإطار النظري وأهمية الإطار النظري في البحث التربوي وأهم عناصره.

البحث التربوي هو فرع من فروع علم التربية، والذي يمتلك بنية تميزه عن أي فرع آخر أو أي بحث آخر من فروع العلوم الأخرى، والبحث التربوي هو نشاط يوجه نحو تنمية علم السلوك في المواقف التعليمية، كما هو أحد أنواع البحوث الموجهة في العادة إلى تطوير العملية التعليمية في كافة المجالات.

يعرف البحث التربوي على أنه أحد ميادين البحث العلمي المختلفة، الذي يسعى وفقًا لتسميته إلى التعرف على المشكلات التربوية وإيجاد الحلول المناسبة لها.

يسعى البحث التربوي من دراسة أي موضوع ما له علاقة بالمجال التربوي إلى تحقيق عدد من الهداف، وهذا ما انطبق على ضرورة التعرف على خطوات كتابة الإطار النظري في البحوث التربوية لتحقيق هذه الأهداف ومن أهمها:

1. الكشف عن المعرفة الجديدة، وذلك من خلال تقديم الحلول والبدائل التي تساعد في تعميق الفهم للأبعاد المختلفة للعملية التعليمية.
2. دراسة واقع النظم التربوية لمعرفة خصائصها، ومشكلاتها البارزة والمؤثرة، والعمل على تقديم الحلول المناسبة من أجل زيادة كفاءتها الداخلية والخارجية.
3. مساعدة الباحثين والمؤسسات التعليمية في تحديد فاعلية الطرق والأساليب المستخدمة في الدراسة، والعمل على تطويرها بما يتناسب مع المستجدات.
4. التدريب الجيد للباحثين على أخلاقيات البحث التربوي، في أثناء إعداد الأعمال الكتابية، ومن أمثلتها البحوث.
5. يهدف البحث التربوي إلى مساعدة التربويين على معرفة طبيعة الإنسانية، مما يترتب عليها سهولة التعامل الاجتماعي معها بصورة أفضل.

لمزيد من المعلومات عن ما  هو تعريف البحث التربوي

يتسم البحث التربوي بمجموعة من الخصائص والسمات، وهي في أيضًا صالحة لعدد من البحوث العلمية ذات توجهات أخرى ونذكر من أهمها:

1. يأخذ البحث التربوي وخطوات كتابة الإطار النظري فيه بخطوات الأسلوب العلمي، وكما هو متعارف عليه أنها تتم وفق خطة محددة، مما يجنب حدوث انتقال من خطوة إلى خطوة أخرى إلا بعد التأكد من سلامة الخطوات السابقة.
2. يمكن الاعتماد على نتائج البحث التربوي، بحيث لو تكرر إجراء البحث يمكن الوصول إلى النتائج نفسها تقريبًا، أي أن تتسم نتائج بصفة الثبات النسبي.
3. يؤسس البحث التربوي على جمع البيانات الشاملة للمحيط العام للمشكلة موضع البحث، حيث يحاول الباحث توظيف جميع العوامل المؤثرة في الموقف وبأخذ في الاعتبار جميع الاحتمالات.
4. توافر قدر كبير من الموضوعية، بحيث لا تتأثر بالآراء الشخصية للباحث كما أنه يتقبل آراء الآخرين.
5. توافر قدر مناسب من الجدة والابتكار، وهذه الخاصية على درجة كبيرة من الأهمية في البحوث العلمية والرسائل الجامعية.
6. مراحل خطوات كتابة الإطار النظري في البحوث التربوية لها نفس خطوات كتابة الإطار النظري في معظم التخصصات والمجالات العلمية الأخرى.

يُعرف الإطار النظري في البحوث التربوية بأنه المجموعة المنظِّمة من المفاهيم والنظريات والنماذج المعرفية المرتبطة بموضوع البحث التي توجّه تفسير وتحليل البيانات، وفهم المشكلة وتحليلها بشكل أكثر دقة وعمق وتنظّم الثراء الفكري للبحوث.

 يعمل الإطار النظري في البحث التربوي على توجيه البحث العلمي، ويساعد على وضع الفروض التي تدعم التوجيهات الأساسية للدراسة، وأيضًا على تحديد المتغيرات المرتبطة وتأثيرها على الظواهر المدروسة، كما يعمل على تحديد العلاقات الداخلية والخارجية بين العناصر.

يوفر الإطار النظري للبحث التربوي جملة من الأدوات الفكرية التي تساعد الباحث في تحليل البيانات ووضع الاستنتاجات والتوصيات بشكل أكثر دقة وصحة.

أهمية الإطار النظري في البحوث التربوية تكمن في دوره الحيوي في توجيه البحث وتحديد توجهاته النظرية، ويمكن تحديد أهمية الإطار النظري في البحوث التربوية من خلال النقاط التالية:

1. تعزيز البحث بأسس نظرية يستنبط منها الباحث وجهات نظر متقدمة.
2. يعتبر الإطار النظري أساسًا لنجاح البحث التربوي وتميزه عن غيره من الدراسات.
3. يساهم الإطار النظري في توجيه الباحث وتمكينه من فهم أبعاد الظاهرة، وتحليلها وتفسيرها بشكل دقيق وعميق.
4. يساعد الإطار النظري على تأطير الدراسة، وتحديد مسارها، كما يوفر الإطار النظري الأسس والقواعد النظرية، والنماذج المفاهيمية التي تسهم في تحديد المفاهيم الرئيسية.
5. يساهم في دراسة العلاقات المفترضة بين المتغيرات المختلفة للبحث، وذلك من خلال  تصميم منهجية الدراسة، واختيار الأدوات المناسبة لجمع المادة العلمية.
6. يساعد الإطار النظري الباحث على توجيه الاهتمام نحو العوامل المتعلقة بالظواهر المستقبلية المتوقعة لدراسته.
7. يساعد الإطار النظري في توجيه وتفسير النتائج مع توضيح العوامل المؤثرة فيها، بالإضافة إلى توجيه الأبحاث السابقة المتعلقة بالمجال الذي يدرسه الباحث.
8. يساعد الإطار النظري في استعراض الأدبيات العلمي، وتحليل النظريات والنتائج السابقة.

تعمل أهداف الإطار النظري في البحوث التربوية على توجيه عملية البحث وتوجيه الانتباه نحو الجوانب الأساسية والهامة، كما تساهم في تحديد الأفكار الرئيسية والمفاهيم الأساسية المرتبطة بالظاهرة المدروسة.  وذلك من خلال:

1. مساعدة الباحث على تنمية مهارة القراءة مع القدرة على توثيق المراجع في البحث العلمي.

2. تمكين الباحث من جمع المادة العلمية وتوثيقها وتقديمها بلغة مفهومة للآخرين.

3. المساهمة في إثراء المجال المعرفي بالمعلومات الحديثة الموثوقة.

4. العمل على توجيه الباحث نحو جمع وتفسير البيانات المتعلقة ببحثه العلمي.

5. تدريب الباحثين على التفكير المنطقي، وطرح وقبول أفكار الآخرين بطريقة علمية موضوعية.

6. تحديد علاقة البحث العلمي بالنظريات والبحوث السابقة.

7. طرح القضايا والمشكلات التي لها صلة مباشرة بالبحث العلمي.

لا يفوتك مقال شمولي عن أهمية الإطار النظري في البحث العلمي

يتكون الإطار النظري في البحوث التربوية من عناصر محددة تساعد على توجيه الدراسة وتحديد اتجاهها، حيث تشمل هذه العناصر الآتي:

1. المفاهيم الأساسية التي تستند إليها الدراسة، بالإضافة إلى تحديد وتسمية كافة المتغيرات ذات الصلة بموضوع البحث.
2. النظريات والمفاهيم التي يبنى عليها الإطار النظري في البحث التربوي للتعرف على نوع العلاقة التي تربط بين جميع متغيرات البحث.
3. يجب أن يتضمن الإطار النظري تصميمًا يعكس هيكلية البحث وأهدافه، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في نجاح البحث التربوي وفهم الظواهر التربوية بشكل أعمق.
4. يشمل الإطار النظري تحديدًا دقيقًا لأنواع المتغيرات، واتجاه العلاقة بين جميع المتغيرات في البحث، وفقًا للمراجع والأدبيات والدراسات السابقة المتاحة وذات الصلة بالمشكلة البحثية.
5. تعد الدراسات السابقة من أهم مكونات الإطار النظري في البحوث التربوية، ومن خلالها يكتب الباحث جميع الدراسات السابقة العربية والأجنبية ذات صلة بموضوعه البحثي أو أحد جوانبه.
6. يتضمن الإطار النظري نظرة تحليلية ناقدة لجميع الدراسات والأدبيات السابقة سواء بالاتفاق او الاختلاف أو استنباط الحجج والبراهين التي تثبت صحة رأيه ووجهة نظر الباحث.

يمكنك الاطلاع على ما هو الإطار النظري في البحث وما هي مكوناته

لكي تتمكن من كتابة الإطار النظري في البحث التربوي يجب أن تتبع الشروط التالية:

1. يجب أن يكون الإطار النظري محافظا على التنسيق والإطار الأكاديمي العام للدراسة، بحيث لا يخرج البحث التربوي عن شكله المتعارف عليه.
2. يجب أن يشمل الإطار النظري للدراسة إطارًا منهجية مكتملًا وشمولي ومترابط بين عناصره.
3. من الضروري توضيح كافة المتغيرات التي يتناولها البحث التربوي مع تضمين نماذج نظرية أو نظريات ذات صلة بالموضوع.
4. التأكد من السلامة اللغوية والإملائية للجمل والعبارات وتجنب الوقوع في الأخطاء الإملائية في الكتابة.
5. توثيق كافة المعلومات والنظريات التي قمت بالاستعانة بها في كتابة الإطار النظري لبحثك التربوي مما يعكس سعة اطلاعك على الأدبيات والدراسات السابقة.
6. عند كتابة جزء الدراسات السابقة في الإطار النظري يجب عرضها بطريقة منهجية علمية سليمة سواء بترتيبها حسب الأهمية أو الترتيب الزمني من الأحدث للأقدم ونبدأ بالدراسات العربية ثم الأجنبية.

إليك مقال شمولي عن كيفية كتابة الإطار النظري وتوثيق معلومات البحث

يتطلب إعداد نموذج الإطار النظري في البحوث التربوية الانتباه إلى عدة معايير أساسية، منها:

1. تحديد مشكلة البحث بوضوح وتحديد الأهداف التي يسعى الإطار النظري لتحقيقها.
2. جمع المعلومات والبيانات اللازمة لإنشاء الإطار النظري.
3. تحليل المعلومات بغرض فهم العلاقات والمفاهيم المتعلقة بالموضوع واستنباط المفاهيم الأساسية التي سيتم الاعتماد عليها، يجب تحديد النظريات المناسبة للدراسة وبناء الإطار النظري بطريقة منطقية ومنظمة لضمان تكاملها.
4. اعتماد خطوات واضحة ومراحل منطقية لتصميم الإطار النظري بشكل شامل ومتكامل.
5. الالتزام بتوثيق المعلومات المقتبسة بطريقة معتمدة وتوحيدها في جميع أجزاء البحوث التربوية

تحميل نموذج إطار نظري جاهز

يتكون الإطار النظري في البحث التربوي من عدة مكونات أساسية تساهم في توجيه الدراسة وتحديد المتغيرات المراد دراستها، حيث تشمل هذه العناصر:

أولًا: إدراج المفاهيم الأساسية:

ضرورة إدراج مفاهيم واضحة ومحددة تساهم في إبراز أهمية الموضوع المدروس وتوضيح الأفكار التي سيتم التركيز عليها في الإطار النظري، ويجب أن تكون المفاهيم مرتبطة بالمجال التربوي وموضوع الدراسة  وتعكس الجوانب الأساسية التي يهتم بها الباحث في دراسته.

ثانيًا: عرض الأدبيات والدراسات السابقة:

1. يشمل الأدب المرجعي جميع الدراسات والأبحاث التي تم نشرها سابقًا وتتعلق بالمجال التربوي والمفاهيم المحددة  التي تم ذكرها في العنصر الأول.
2. يجب استعراض الأدبيات والدراسات السابقة بهدف فهمها واستخلاص المعلومات المهمة للدراسة الحالية.
3. يُعد مراجعة الدراسات السابقة وسيلة لتحديد الفجوات المعرفية والفرص التي يمكن استغلالها في البحث الحالي. يتطلب استعراض الأدب المرجعي التوجه إلى المصادر الموثوقة وتحليل الأبحاث بشكل نقدي لتحقيق الفائدة القصوى من هذه العملية.

ثالثًا: تنظيم عناصر وجوانب الإطار النظري:

1. ضرورة  تنظيم المفاهيم المحددة سابقًا وترتيبها بطريقة منطقية ومتسقة بما ينعكس إيجابياً على العرض المنطقي لعناصر وخصائص موضوع الدراسة والمتغيرات.
2. يتعين كتابة الإطار النظري بشكل يساهم في فهم القراء للموضوع ويساعدهم على إنشاء صلات واضحة بين المفاهيم المختلفة.
3. يمكن استخدام الأطروحات والتفصيلات النظرية من الأدب المرجعي في تطوير الإطار النظري.
4. يجب أن يكون الإطار النظري متكاملًا ويعكس معرفة الباحث بالمجال التربوي ومساهمته الأصلية في هذا المجال.

اطلع على عناوين بحوث مقترحة في الإدارة التربوية

تقييم الإطار النظري في البحوث التربوية يعتبر خطوة أساسية لضمان جودة البحث وصلابته، ويجب عن تقييم الإطار النظري في البحث التربوي اتباع الآتي:

1. يجب أن يكون التقييم مبنيًا على معايير واضحة ومحدَّدة تساعد الباحث التربوي على تحليل الإطار النظري بشكل شامل.
2. يُنصح بمراجعة الأهداف والمفاهيم المستخدمة في الإطار النظري، وتقييم توافقها مع موضوع البحث وأهدافه.
3. يجب النظر في دقة  عرض الإطار النظري واستخلاص النتائج منه.
4. التأكد من دقة ووضوح المفاهيم المستخدمة، واتساقها مع أهداف البحث، حيث يجب تقييم قدرة الإطار النظري على توجيه البحث وتفسير النتائج بشكل منطقي ومتسق.
5. التأكد من تأصيل النماذج النظرية المستخدمة وتقييم مدى تطبيقها السليم في سياق البحث.
6. تقييم مدى التوازن بين النظريات المختلفة واختيار الأنسب لسياق البحث، حيث يحتاج الباحث أيضًا إلى الاهتمام بتحليل الفجوات أو النقاط الضعيفة في الإطار النظري وتوضيح كيفية تجاوزها.
7.  كما يُنصح أيضًا بتوضيح علاقة الإطار النظري بالمنهجية المستخدمة في البحث وضبطها بشكل يعزِّز دقة وجودة الدراسة.

1. تعرف على مفهوم الإطار النظري في البحث وأهم مكوناته
2. أهم نصائح إعداد الإطار النظري
3. كيفية إعداد الإطار النظري في البحث
4. تعرف على أهم معايير إعداد الإطار النظري الناجح

حمودات، ثابت. (2021). الأطر النظرية والدراسات السابقة/ المنهج التاريخي في التربية الدينية. جامعة الموصل.

Lederman.,N., G. (2017). What is a theoretical framework? A Practical Answer. Journal of Science Teacher Education, 26 (7), 593- 597