أن أهمية الإطار النظري في البحث العلمي تكمن في الهدف الأساسي منه الذي يتمثل في إجراء عملية تقييم لأهم ما توصلت إليه الدراسات السابقة في موضوع محدد (أحد جوانب موضوع الدراسة أو المشكلة البحثية)، ويجب على الباحث أن يهتم في الأول على ما سوف تنتج دراسته من معارف سوف تضاف على ما هو معلوم فعلياً.
هذا وعرض الإطار النظري في البحث له أهمية كبيرة إذ من شأنه مساعدة الباحث على تحديد المناهج أو الأدوات التي يمكن أن يستعين بها في العملية البحثية التي هو بصددها.
وتعد كلاً من النظريات وربطها بمتغيرات البحث العلمي والاطلاع على الدراسات السابقة من الركائز الأساسية وتعكس مدى أهمية الإطار النظري في البحث العلمي يمكن أن نعرض أهمية كلاً منها في البحث العلمي من خلال الآتي:
أولاً: أهمية الاطلاع على الدراسات السابقة والأدبيات :
إن مراجعة الباحث للدراسات السابقة والأدبيات والبحوث التي ترتبط بموضوع البحث لها فوائد عديدة للباحث والتي تعكس بدورها مدى أهمية الإطار النظري في البحث العلمي، ويمكن أن يتم إيجازها في مجموعة من النقاط وهي:
- يستطيع الباحث بلورة مشكلة البحث التي قام باختيارها وتحديد أبعادها بشكل أكثر وضوحاً، حيث يمكن عن طريق اطلاع الباحث على البحوث السابقة أن يتأكد من عدم تناول مشكلة بحثه من قبل باحثين آخرين.
- يستطيع الباحث أن يضع الدراسة الحالية التي هو بصددها في مكانها التاريخي أو الزمني المناسب بين البحوث والدراسات السابقة المماثلة لها، حيث يعمد الباحثون إلى مقارنة الطريقة التي ارتبطت بها دراساتهم الحالية بالدراسات السابقة، وماذا سوف تضيف للمعرفة أو مجال تخصصه.
- تساهم مراجعة الدراسات السابقة بشكل كبير في تزويد الباحث بالعديد من الأفكار الجديدة والإجراءات التي يمكن أن يستفيد منها في بحثه، حيث يمكن للبحوث والدراسات السابقة أن تساعد الباحث في التعرف على أي من مناهج البحث أكثر فائدة لدراسته أو اختيار أداة أو وسيلة أو تصميم أداة لجمع المعلومات والبيانات ذات صلة بالدراسة.
- تساعد الباحث في تجنب السلبيات والعقبات التي وقع فيها الباحثون الذين سبقوه في أبحاثهم السابقة، بالإضافة إلى التعرف على الوسائل التي اتبعوها في معالجة هذه السلبيات وتجاوز هذه العقبات.
- تساهم بشكل كبير في استكمال الجوانب التي وقفت عندها البحوث السابقة، حيث تساهم الدراسات والبحوث السابقة في الكشف عن نتائج وحقائق غير مكتملة، والتي تجذب انتباه الباحثين عند التفكير في مشروع البحث.
ثانياً: أهمية النظريات وربطها بمتغيرات البحث العلمي
يمكن توضيح أهمية الإطار النظري في البحث العلمي من خلالها ضرورة عرض النظريات وربطها بكافة متغيرات البحث والتي له فوائد متعددة يمكن توضيحها من خلال الآتي:
- تساهم بشكل كبير في تنظيم وترتيب أفكار الباحث وتعمل على ضبط مفاهيمه وتخلصه من كل شيء يتنافى مع المنطق.
- يتعرف الباحث من خلالها على المعطيات التي على أساسها تم تناول القضايا والأفكار والفروض والقوانين التي لها علاقة بموضوع الدراسة والبحث، ومن ثم الربط بين القضايا والقوانين التي أثارتها هذه النظريات وبين أهداف وفروض بحثه العلمي.
- توفر للباحث إمكانية إضافة جديد في مجال بحثة وصياغة قوانين ونظريات كما سبق لغيره، على الرغم من أنه يمكن أن لا يكون هذا هدف من أهداف الباحث.
- تعتبر النظريات إطاراً مرجعيا للباحث يتحكم بها ويحتكم إليها في العديد من القضايا والظواهر والمواقف والإشكاليات التي تجعل البعض بين مؤيد ومعارض لهذه النظريات.
تُعَد النظريات مصادر علمية ومعرفية تساهم بشكل كبير في تفسير التاريخ والسياسة والعلاقات الاجتماعية والإنسانية، وأيضاً تفسير الظواهر الطبيعية.