يتضمن حساب حجم العينة من المجتمع عدداً من الخيارات الهامة والاعتبارات التي يجب على الباحثين مراعاتها عند تحديد حجم العينة وتتمثل هذه الاعتبارات في الآتي:
أولاً: أهداف الدراسة:
إذا كانت أهداف الدراسة استكشافية أو ذات أهمية منخفضة أو كليهما، يؤخذ في الاعتبار استخدام عينة ذات حجم صغير بدلاً من استخدام عينة ذات حجم كبيرة، وإذا كان هدف الدراسة هو تقديم وصف للمجتمع أو تنبؤ أو تقييم أو تفسير فقد تكون هناك حاجة إلى استخدام عينة ذات حجم كبير نسبياً، وبصفة عامة كلما زادت أهمية الدراسة كانت هناك الحاجة لإجراء تحليلات تفصيلية للمجتمعات الفرعية، وإدراج فئات نادرة أو ذات حجم صغير جداً في المجتمع في الدراسة كانت هناك حاجة لاستخدام عينة ذات حجم كبير.
ثانياً: الاعتبارات الأخلاقية:
يجب على الباحث أن يأخذ بعين الاعتبار العبء الذي يقع على المشاركين في الدراسة، ويتعين عليه اختيار أصغر عينة من حيث الحجم والتي تكون ضرورية بتحقيق أهداف الدراسة، حيث إن المشاركة في البحث تفرض عبئاً على المشاركين فيها، وعلى الرغم من أن هذا العبء يكون أكبر في بعض البحوث مقارنةً ببحوث أخرى، فإنه ليس من الأخلاق تحميل المشاركين عبئاً لا لزوم له.
ومن وجهة النظر الأخلاقية فإن العينة تكون كبيرة جداً إذا كان عدد المشاركين أكثر من اللازم، وتكون العينة صغيرة جداً إذا لم تكن كبيرة بما يكفي للكشف عن التأثير المعنوي الذي يكون له أهمية عملية، ويجب على الباحث أن يقوم باختيار أصغر عينة من حيث الحجم لتحقق أهداف الدراسة.
ثالثاً: طبيعة مجتمع الدراسة:
توجد العديد من خصائص المجتمع المستهدف ذات الصلة بتحديد العينة وتشتمل هذه الخصائص على الآتي:
1- حجم المجتمع:
في المجتمعات كبيرة الحجم لا يعتبر حجم المجتمع عاملاً مهماً في تحديد حجم العينة ومن ناحية أخرى في المجتمعات صغيرة الحجم بتعين أن يؤخذ في الاعتبار حجم المجتمع عند تحديد حجم العينة.
2- تباين المجتمع:
كلما زاد تجانس المجتمع فيما يتعلق بالمتغيرات ذات الاهتمام، كان من الضروري إعطاء المزيد من الاهتمام لاختيار عينة ذات حجم أصغر بدلاً من اختيار عينة ذات حجم أكبر، وكلما زاد تباين المجتمع فيما يتعلق بالمتغيرات ذات الاهتمام، كان من الضروري إعطاء المزيد من الاهتمام لاختيار عينة ذات حجم أكبر بدلاً من اختيار عينة ذات حجم أصغر.
3- التوزيع المكاني للمجتمع:
نظراً للعلاقة بين التوزيع المكاني للمجتمع وتكلفة جمع البيانات، فإنه كلما كان المجتمع أكثر انتشاراً تعين إعطاء المزيد من الاهتمام لاختيار عينة ذات حجم أصغر بدلاً من اختيار عينة ذات حجم أكبر، وذلك من منطلق أن التوزيع المكاني للمجتمع له تأثير كبير على تكلفة جمع بيانات الدراسة ونتيجة لذلك يعتبر التوزيع المكاني للمجتمع عاملاً مهماً في تحديد حجم العينة.
رابعاً: الموارد المتاحة:
يجب على الباحث أن يعلم جيداً أنه كلما كان أحد الموارد محدوداً تعين إعطاء مزيد من الاهتمام لاختيار عينة ذات حجم أصغر بدلاً من اختيار عينة ذات حجم أكبر، إن عدد العناصر التي سيتم اختيارها لمشروع بحثي تتوقف على الموارد المتاحة، وتوجد علاقة مباشرة بين ما هو متاح من الأموال والوقت والتسهيلات وغيرها من الموارد المطلوبة لإجراء الدراسة وحجم العينة، فإذا لم تتوفر التسهيلات والموارد اللازمة سيكون اختيار عدد كبير من حجم العينة ضياعاً للوقت والجهد.
خامساً: اعتبارات تصميم البحث العلمي:
توجد العديد من العوامل المتعلقة بتصميم البحث يجب وضعها بعين الاعتبار عند تحدي حجم العينة، وتشتمل هذه العوامل على ما يلي:
1- نوع تصميم البحث:
يجب على الباحث أن يعلم جيداً أن تصميمات البحوث المختلفة تؤثر بشكل كبير على تحديد حجم العينة، حيث تحتاج تصميمات البحوث الكمية استخدام عينات ذات أحجام أكبر من تصميمات البحوث النوعية، وتحتاج تصميمات البحوث غير التجريبية استخدام عينات ذات أحجام أكبر من تصميمات البحوث التجريبية، وتحتاج تصميمات البحوث الطولية استخدام عينات ذات أحجام أكبر من تصميمات البحوث العرضية.
2- تصميم تحليل البيانات:
يجب على الباحث عند تحديد حجم العينة يجب أن يضع في اعتباره مجموعة من النقاط وهي:
- مفترضات الأسلوب الإحصائي الذي سيتم استخدامه في الدراسة.
- تعقيد وكمية التفاصيل المطلوبة في تحليل البيانات.
- قوة العلاقة المتوقعة في دراسات العلاقات ومقدار الفرق بين الفئات في الدراسات المقارنة.
- أن الأساليب الإحصائية تختلف اختلافاً كبيراً من ناحية متطلباتها فيما يتعلق بحجم العينة، وسيؤثر انتهاك الباحث أو عدم استيفاء البيانات لمفترضات الأساليب الإحصائية التي سيستخدمها في تحليل البيانات والمتعلقة بحجم العينة على الصدق الداخلي للدراسة.
- إن التحليلات الإحصائية المعقدة والتي تتضمن عدداً كبيراً من المتغيرات وتشتمل على إجراء تحليلات تفصيلية للمجموعات الفرعية تتطلب استخدام عينات ذات أحجام أكبر من غيرها من التحليلات الأخرى.
- سوف تؤثر قوة العلاقة التي يتم تحليلها أيضاً على حجم العينة المطلوب للدراسة، وبصفة عامة عندما يكون من المتوقع وجود علاقات قوية، يكون استخدام عينة ذات حجم أصغر كافياً للكشف عن هذه العلاقات.
3- نوع تصميم العينة:
يختلف حجم العينة المطلوب باختلاف نوع تصميم العينة حيث يؤثر نوع تصميم العينة على العوامل المختلفة ذات الصلة بتحديد حجم العينة، وتفترض حسابات هامش الخطأ للتقديرات والفروق ذات الدلالة الإحصائية بين التقديرات استخدام العينة الاحتمالية في حين أن مثل هذه الحسابات لا تكون ذات أهمية إذا ما تم استخدام العينة غير الاحتمالية.