يجب أن يبدأ تحديد حجم العينة بمجموعة من المراحل الهامة وأن يستوعب الباحث هذه المراحل والتي تتمثل في:
- أهداف الدراسة.
- الاعتبارات الأخلاقية والقانونية.
- طبيعة مجتمع الدراسة.
- الموارد المتاحة.
- اعتبارات تصميم البحث العلمي.
وبناءً على ذلك يجب تحديد ما إذا كان سيتم استخدام المنهج الثابت أو المنهج التتابعي في اختيار حجم العينة، وسوف نتناول بالشرح والتفسير هذه المبادئ التوجيهية لاختيار حجم عينة ممثلة لمجتمع الدراسة وهي:
أولاً: أهداف الدراسة:
- إذا كان أهداف الدراسة استكشافية أو ذات أهمية منخفضة أو كليهما يؤخذ في الاعتبار استخدام عينة ذات حجم صغير بدلاً من استخدام عينة ذات حجم كبير.
- إذا كان هدف الدراسة هو تقديم وصف للمجتمع أو تنبؤ أو تقييم أو تفسير فقد تكون هناك حاجة إلى استخدام عينة ذات حجم كبير نسبياً.
- كلما زادت أهمية الدراسة وكانت هناك حاجة لإجراء تحليلات تفصيلية للمجتمعات الفرعية وإدراج فئات نادرة أو ذات حجم صغير جداً في المجتمع في الدراسة كانت هناك حاجة لاستخدام عينة ذات حجم كبير.
ثانياً: الاعتبارات الأخلاقية:
- يجب أن يأخذ الباحث في الاعتبار العبء الذي يقع على المشاركين في الدراسة، كما يتعين على الباحث اختيار أصغر عينة من حيث الحجم والتي تكون ضرورية لتحقيق أهداف الدراسة.
- تفرض المشاركة في البحث عبئاً على المشاركين فيها وعلى الرغم من أن هذا العبء يكون أكبر في بعض البحوث مقارنة ببحوث أخرى فإنه ليس من الأخلاق تحميل المشاركين عبئاً لا ضرورة له.
- من وجهة النظر الأخلاقية فإن العينة تكون كبيرة جداً إذا كان عدد المشاركين أكثر من اللازم، وتكون العينة صغيرة جداً إذا لم تكن كبيرة بما يكفي للكشف عن التأثير المعنوي الذي يكون له أهمية عملية.
- قد تشير عينة ذات حجم كبير جداً إلى أن فروقاً صغيرة جداً ذات دلالة إحصائية قد لا تكون ذات معنى من الناحية العملية.
- لذلك يجب على الباحث اختيار أصغر عينة من حيث الحجم لتحقيق أهداف الدراسة.
ثالثاً: طبيعة مجتمع الدراسة:
هناك العديد من الخصائص التي تبرز المجتمع المستهدف ذات الصلة بتحديد حجم العينة وتشمل هذه الخصائص التالي:
1- حجم المجتمع (مجتمع الدراسة):
في المجتمعات الكبيرة الحجم لا يعتبر حجم المجتمع عاملاً مهماً في تحديد حجم العينة ومن الناحية الأخرى ففي المجتمعات الصغيرة الحجم يتعين على الباحث أن يؤخذ في الاعتبار حجم المجتمع عند تحديد حجم العينة الممثلة له.
2- تجانس أو تباين المجتمع:
كلما زاد تجانس المجتمع فيما يتعلق بالمتغيرات ذات الاهتمام تعين إعطاء المزيد من الاهتمام لاختيار عينة ذات حجم أصغر بدلاً من اختيار عينة ذات حجم أكبر وكلما زاد التباين بين المجتمع فيما يتعلق بالمتغيرات ذات الاهتمام ووجب إعطاء المزيد من الاهتمام لاختيار عينة ذات حجم أكبر بدلاً من اختيار عينة ذات حجم أصغر.
3- التوزيع المكاني للمجتمع:
نظراً للعلاقة بين التوزيع المكاني للمجتمع وتكلفة جمع البيانات فإنه كلما كان المجتمع أكثر انتشاراً تعين إعطاء مزيد من الاهتمام لاختيار عينة ذات حج أصغر بدلاً من اختيار عينة ذات حجم أكبر، حيث يؤثر التوزيع المكاني للمجتمع تأثيراً مهماً على تكلفة جمع بيانات الدراسة، ونتيجة لذلك يعتبر التوزيع المكاني للمجتمع عاملاً مهماً في تحديد حجم العينة، وحتى مع توافر التمويل فقد لا يكون استخدام العينة ذات حجم أكبر خياراً عند دراسة مجتمع منتشر جغرافياً على نطاق واسع.
رابعاً: الموارد المتاحة:
- كلما كان أحد الموارد محدوداً تعين إعطاء مزيد من الاهتمام لاختيار عينة ذات حجم أصغر بدلاً من اختيار عينة ذات حجم أكبر.
- عدد العناصر التي يتم اختيارها لمشروع بحثي ستكون محددة بواسطة الموارد المتاحة، كما أن هناك علاقة مباشرة بين ما هو متاح من الأموال والوقت والتسهيلات والموظفين المطلوبين لإجراء الدراسة وحجم العينة.
- سيكون تحديد عدد كبير من العناصر للمشاركة في الدراسة ضياعاً للجهد إذا لم تتوفر التسهيلات والموارد الأخرى لاستخدامها في الدراسة.
- إذا كان هناك حاجة للحصول على نتائج سريعة وفورية فإنه ليس وارداً استخدام عينة ذات حجم كبير في الدراسة فلابد أن يكون هناك توازن بين الموارد المتاحة وحجم العينة.
- من خلال استخدام اعتبارات الميزانية فقط فإن حجم العينة يمكن تحديده من خلال قسمة التمويل المتاح لجمع البيانات على متوسط تكلفة جمع البيانات لكل عنصر من عناصر العينة.
خامساً: اعتبارات تصميم البحث العلمي:
توجد العديد من العوامل التي تتعلق بتصميم البحث العلمي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تحديد حجم العينة والتي تشمل على (نوع تصميم البحث، تصميم تحليل البيانات، نوع تصميم العينة):
1- نوع تصميم البحث:
تحتاج تصميمات البحوث الكمية استخدام عينات ذات حجم أكبر من تصميمات البحوث النوعية، كما تحتاج تصميمات البحوث غير التجريبية استخدام عينات ذات أحجام أكبر من تصميمات البحوث التجريبية، كما تحتاج تصميمات البحوث الطولية استخدام عينات ذات أحجام أكبر من تصميمات البحوث العرضية.
2- تصميم تحليل البيانات:
يجب أن يتم تحديد حجم العينة مع الأخذ في الاعتبار مجموعة من النقاط الهامة التي تتمثل في الآتي:
- مفترضات الأسلوب (الإجراء) الإحصائي الذي سيتم استخدامه في الدراسة.
- تعقيد وكمية التفاصيل المطلوبة في تحليل البيانات.
- قوة العلاقة المتوقعة في دراسات العلاقات ومقدار الفرق بين الفئات في الدراسات المقارنة.
3- نوع تصميم العينة:
يختلف حجم العينة المطلوب باختلاف نوع تصميم العينة حيث يؤثر نوع تصميم العينة على العوامل المختلفة ذات الصلة بتحديد حجم العينة. وتفترض حسابات هامش الخطأ للتقديرات والفروق ذات الدلالة الإحصائية بين التقديرات استخدام العينة الاحتمالية. في حين أن مثل هذه الحسابات لا تكون ذات أهمية ما تم استخدام العينة غير الاحتمالية.