يعتمد نموذج جامعة ألبرتا في المقترحات البحثية على بنية منهجية تهدف إلى تقييم جاهزية الباحث وقدرته على صياغة مشروع علمي أصيل قابل للتنفيذ. ويستند هذا النموذج إلى عرض مركز للمشكلة، والإطار النظري، والمنهجية، مع توضيح القيمة العلمية والجدوى. ويُعد هذا التنظيم شرطًا أساسيًا لضمان اتساق المقترح مع معايير البحث الدولي، وذلك على النحو التالي:
1- صياغة عنوان بحث محدد ودقيق
يبدأ المقترح بعنوان يعكس بوضوح نطاق الدراسة ومتغيراتها الأساسية، ويجب أن يكون مركزًا وقابلًا للضبط المنهجي. وتُعد دقة العنوان مؤشرًا على وضوح المشكلة وإمكان تحديد اتجاهات البحث منذ البداية.
2- تقديم خلفية علمية موجزة
يقدّم الباحث سياقًا عامًا يوضح الإطار المعرفي للموضوع، ويبيّن الموقع الذي يشغله داخل الحقل العلمي. ويسمح هذا العرض للمقيمين بفهم أهمية البحث وارتباطه بالقضايا النظرية أو التطبيقية المطروحة.
3- تحديد مشكلة البحث وصياغتها بدقة
يُبرز هذا الجزء الفجوة العلمية التي يسعى البحث إلى معالجتها، مع توضيح أسباب اختيار المشكلة وحدودها. ويُقيّم المقيمون مدى قابلية المشكلة للدراسة وإمكان صياغتها في أسئلة أو فرضيات واضحة.
4- تحديد أسئلة البحث أو فرضياته
يتطلب النموذج صياغة أسئلة تدخل مباشرة في صلب المشكلة أو وضع فرضيات قابلة للاختبار. ويجب أن تعكس هذه الصياغة العلاقة بين المتغيرات وتوضح الاتجاه التحليلي الذي سيتخذه الباحث.
5- عرض موجز للدراسات السابقة
يتضمن المقترح قراءة نقدية مختصرة للأدبيات الأساسية، مع إبراز الثغرات التي لم تُعالج بعد، وإظهار موقع البحث بينها. ويهدف هذا العرض إلى دعم منطقية المشكلة وتوضيح أصالة المقاربة المقترحة.
6- تحديد المنهجية وإجراءات جمع البيانات
يشرح الباحث المنهج المعتمد، والعينة، والأداة، وخطوات التحليل. ويُعد هذا الجزء جوهريًا في مقترح جامعة ألبرتا لأنه يكشف عن قدرة الباحث على تصميم خطة قابلة للتطبيق وفق معايير الدقة العلمية.
7- إبراز الإسهام العلمي المتوقع
يُختصر في هذا الجزء ما يتوقع أن يقدمه البحث من إضافة للمعرفة أو للتطبيقات العملية، مع توضيح القيمة النظرية أو المنهجية. ويُعد هذا التحديد معيارًا مهمًا في تقييم أهمية المشروع البحثي.
8- خطة العمل والجدول الزمني
يعرض الباحث جدولًا زمنيًا يوضح مراحل الإنجاز بدءًا من جمع الأدبيات وصولًا إلى كتابة النتائج. ويقوّم المقيمون واقعية هذا الجدول ومدى انسجامه مع متطلبات البحث.
يتضح أن المقترح البحثي وفق نموذج جامعة ألبرتا يقوم على عناصر منهجية. ويتيح هذا النموذج تقييمًا شاملًا لجودة الفكرة ومدى جاهزيتها للتحول إلى مشروع علمي قابل للتطبيق ضمن معايير البحث الجامعي المتقدم.