التحليل المختلط هو نهج بحثي يجمع بين الأساليب الكمية والنوعية في دراسة واحدة، مما يسمح بالاستفادة من مزايا كل منهما. يتم اللجوء إليه عندما تكون طبيعة الظاهرة البحثية معقدة بحيث لا يكفي أحد النهجين منفردًا لتفسيرها. ويُستخدم هذا النوع من التحليل في العديد من المواقف البحثية التي تتطلب فهماً عميقًا وشاملاً، ولأسباب عديدة ومن أهمها:
1- عند الحاجة إلى فهم شامل للظاهرة
يُستخدم التحليل المختلط عندما يسعى الباحث إلى تفسير الظاهرة من منظور كمي يصفها بالأرقام، ومن منظور نوعي يكشف عن المعاني والتجارب الإنسانية المرتبطة بها. الجمع بين الاثنين يوفر رؤية أكثر شمولية.
2- عندما تكون البيانات النوعية غير كافية وحدها
في بعض الحالات، توفر المقابلات أو الملاحظات نظرة عميقة، لكنها لا تقدم أدلة كمية تقوي النتائج. هنا يتم إدخال البيانات الكمية لدعم التفسيرات النوعية وجعلها أكثر إقناعًا.
3- عند الحاجة إلى التحقق المتبادل
يُستخدم التحليل المختلط للتحقق من صحة النتائج من خلال مقارنة ما توصلت إليه البيانات الكمية مع ما كشفته البيانات النوعية. هذا يعزز مصداقية البحث وموثوقية استنتاجاته.
4- عندما تتطلب الأسئلة البحثية مستويات متعددة من التحليل
بعض الأسئلة لا يكفي للإجابة عنها إحصاءات أو أوصاف فقط، بل تحتاج إلى تفسيرات معمقة. على سبيل المثال: دراسة أسباب تدني التحصيل قد تبدأ باستبيان كمي ثم تُعمّق بمقابلات نوعية.
5- الدراسات التربوية والاجتماعية المعقدة
يُستخدم بكثرة في المجالات التي ترتبط بالإنسان، حيث تكون الظواهر متعددة الأبعاد. فالتحليل المختلط يساعد في دمج الأرقام التي تشرح الاتجاهات العامة مع الشهادات التي تكشف الدوافع الفردية.
6- عند تقييم البرامج أو السياسات
في تقييم فعالية برنامج أو سياسة معينة، يمكن للباحث أن يستخدم الأساليب الكمية لقياس النتائج الموضوعية، والأساليب النوعية لفهم آراء المستفيدين وتجاربهم.
7- عندما يسعى الباحث لبناء أو اختبار نظرية
قد يبدأ الباحث بتحليل نوعي لتوليد فرضيات أو نظرية، ثم يتبعها بتحليل كمي لاختبارها. أو العكس، يبدأ بتحليل كمي ثم يستخدم النوعي لتفسير النتائج غير المتوقعة.
8- عند وجود فجوة بين النتائج والواقع
أحيانًا تكشف البيانات الكمية عن نتائج لا تفسر سلوك المشاركين بشكل كامل. في هذه الحالة، يستخدم الباحث التحليل النوعي لفهم ما وراء الأرقام وسد الفجوة التفسيرية.
9- عند الرغبة في تعزيز دقة التعميم
التحليل الكمي يتيح تعميم النتائج على عينات كبيرة، بينما التحليل النوعي يركز على العمق. الجمع بينهما يساعد على الحصول على نتائج دقيقة يمكن تعميمها مع فهم السياق بوضوح.
10- الأبحاث متعددة التخصصات
في الدراسات التي تجمع بين مجالات مختلفة مثل التعليم والصحة أو الاقتصاد وعلم النفس، يكون التحليل المختلط مفيدًا لأنه يسمح بمراعاة جوانب كمية ونوعية في الوقت ذاته.