الدراسات السابقة تُعدّ ركيزة أساسية في أي بحث علمي، إذ تُسهم في بناء الخلفية النظرية، وتحديد الفجوة البحثية، وتوجيه الباحث في اختيار المنهج والأدوات. لكن كثيرًا من الباحثين المبتدئين يتساءلون: أين يجب أن توضع الدراسات السابقة في الرسالة؟ إليك الإجابة المنهجية:
1- في البحوث ذات الهيكل التقليدي (خماسي الفصول)
في الغالب، توضع الدراسات السابقة في فصل مستقل (الفصل الثاني)، تحت عنوان الدراسات السابقة، بعد فصل مشكلة البحث وقبل فصل المنهجية.
هذا الفصل يتضمن عرضًا تحليليًا لأهم الدراسات ذات العلاقة، مع بيان أوجه الاتفاق والاختلاف بينها وبين الدراسة الحالية، وتحديد الفجوة التي تسعى الدراسة لسدّها.
2- في بعض التخصصات تُدمج الدراسات ضمن الإطار النظري
في بعض الكليات أو الجامعات (خاصة في العلوم الاجتماعية والتربوية)، يُسمح للباحث بدمج مراجعة الدراسات السابقة ضمن الإطار النظري في فصل واحد مشترك، غالبًا بعنوان: الإطار النظري والدراسات السابقة.
يُراعى في هذه الحالة الفصل الواضح بين المفاهيم والنظريات من جهة، وبين النتائج والتصاميم المستخدمة في الدراسات السابقة من جهة أخرى.
3- في البحوث النوعية أو المقالات العلمية
في الدراسات النوعية أو المقالات المنشورة في مجلات علمية، قد توزّع الدراسات السابقة داخل المقدمة أو في قسم خاص ضمن المراجعة الأدبية، دون أن تُخصَّص لها وحدة مستقلة.
المعيار هنا هو الربط التحليلي، وليس الشكل الثابت، إذ تُستخدم الدراسات لتبرير اختيار المنهج أو تحليل الإطار الثقافي للظاهرة المدروسة.
4- في أطروحات الدكتوراه ذات الهيكل المتقدم
في بعض رسائل الدكتوراه، وخاصة التي تعتمد منهجية متقدمة قد يُخصَّص فصل موسّع لمراجعة الأدبيات يُدمج فيه التحليل النظري والنقدي للدراسات السابقة، وقد يتبع بفصل مستقل لمقارنة النتائج السابقة بالدراسة الحالية.