تُعد المقابلة أحد أدوات جمع البيانات الأساسية في البحوث النوعية، وتُستخدم أيضًا في بعض الدراسات الكمية التي تتطلب تفاعلًا مباشرًا مع المبحوثين. وتتميز المقابلة بقدرتها على جمع بيانات غنية ومعمقة حول الاتجاهات والدوافع والخبرات الشخصية. غير أن فعاليتها تعتمد بدرجة كبيرة على حسن تصميمها، بما يضمن تحقيق أهداف البحث بدقة. وفيما يلي الخطوات الأساسية لتصميم المقابلة في البحث العلمي.
1- تحديد أهداف المقابلة
أول خطوة في التصميم هي تحديد ما يسعى الباحث إلى معرفته من خلال المقابلة. تساعد هذه الخطوة في رسم الإطار العام للمحتوى، وصياغة الأسئلة التي تتوافق مع الفرضيات أو أسئلة البحث.
2- اختيار نوع المقابلة المناسب
تُصنّف المقابلات إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- المقابلة المقننة (المنظمة): تعتمد على أسئلة مغلقة ومعدة مسبقًا، وتُستخدم في الدراسات الكمية.
- المقابلة شبه المنظمة: تجمع بين الأسئلة المحددة ومرونة الحوار، وتُستخدم في البحوث النوعية.
- المقابلة غير المقننة (العميقة): مفتوحة بالكامل، وتتيح للباحث استكشاف آراء وتجارب المشاركين بحرية.
3- تحديد الفئة المستهدفة من المقابلة
يُحدَّد المشاركون بناءً على قدرتهم على تقديم بيانات غنية ومرتبطة بموضوع البحث. يجب أن يكون اختيارهم مقصودًا (عينة قصدية) في البحوث النوعية، أو عشوائيًا في بعض الدراسات الكمية التي تشمل مقابلات.
4- إعداد دليل المقابلة
يتضمن دليل المقابلة قائمة بالأسئلة الأساسية والفرعية، مرتبة وفق محاور البحث. يجب أن تكون الأسئلة:
- واضحة ومباشرة
- خالية من التوجيه أو التحيّز
- مرنة بدرجة تسمح بالتوسع عند الحاجة
5- اختبار دليل المقابلة (التجريب المسبق)
قبل التطبيق الفعلي، يُفضل إجراء مقابلات تجريبية مع عدد محدود من المشاركين لتقييم:
- مدى فهم الأسئلة
- ملاءمة ترتيبها
- الزمن المستغرق في الحوار
ثم تُعدّل الأسئلة بناءً على الملاحظات.
6- تحديد أسلوب تسجيل البيانات
على الباحث أن يُحدّد وسيلة مناسبة لتوثيق المعلومات، سواء بالتسجيل الصوتي، أو تدوين الملاحظات يدويًا. ويجب الحصول على موافقة مسبقة من المشارك إذا تم استخدام أجهزة تسجيل.
7- الاعتبارات الأخلاقية
ينبغي توضيح طبيعة المشاركة، والحصول على موافقة مستنيرة من المشاركين، مع الالتزام التام بسرية المعلومات وعدم استخدام البيانات إلا لأغراض البحث العلمي.
8- تنظيم البيئة المناسبة للمقابلة
يُفضّل أن تُجرى المقابلة في مكان هادئ ومريح، يتيح للمشارك التعبير بحرية وأمان. كما يُراعى عامل الوقت والاحترام المتبادل في العلاقة بين الباحث والمشارك.
9- مراجعة وتفريغ البيانات بعد المقابلة
بعد الانتهاء من المقابلات، يقوم الباحث بتفريغ المحتوى وإعادة قراءته بدقة تمهيدًا لتحليله باستخدام أساليب التحليل النوعي أو الكمي.