هناك ثلاث طرق لجمع المعلومات في البحث النوعي تتمثل في (المقابلة، الملاحظة، دراسة الوثائق) وسوف يتم شرحها بالتفصيل كالآتي:
أولاً: المقابلة:
وتنقسم المقابلة إلى ثلاث أنواع وهي (المقابلة المنظمة، المقابلة غير المنظمة، المقابلة الجماعية):
المقابلة المنظمة: وهي التي يتلقى فيها جميع المشاركين نفس الأسئلة بنفس الترتيب والطريقة، ويكون دور الباحث محايداً، ويركز الباحث فيها على الإجابات العقلانية وليس الإجابات العاطفية.
المقابلة غير المنظمة: وهي عبارة عن مقابلة غير مقننة تتضمن أسئلة مفتوحة وعميقة، وهذا النوع من الأسئلة يُمَكن الباحث من فهم واستيعاب المشارك وملاحظة سلوكه دون إسقاط فرضيات الباحث السابقة أو تصنيفاته عليه.
المقابلة الجماعية: هي المقابلة التي يعمل فيها الباحث مع مجموعة من الناس في نفس الوقت، وفي هذا النوع يكون دور الباحث إدارة الحوار وتسهيل إجراءاته، وتقتصر مهمة الباحث فقط على تسجيل التفاعلات والسلوكيات بين الأفراد.
ثانياً: الملاحظة:
وتنقسم الملاحظة إلى نوعين وهما (الملاحظة الكمية، الملاحظة النوعية):
الملاحظة الكمية: يقوم الباحث بالملاحظة الكمية ويسعى من خلالها لجمع معلومات رقمية (كمية) غالباً عن طريق أداة جمع بيانات قد قام بإعدادها مسبقاً.
الملاحظة النوعية: فهي تعتبر أقل تنظيماً من السابقة، فالباحث لا يستخدم تصنيفات أو أنماط محددة أو قام بإعدادها سلفاً، بل يقوم الباحث بتسجيل ملاحظاته بشكل طبيعي ومفتوح، فيقوم بتسجيل كل ما يحدث على أرض الواقع كما هو.
وتستمر الملاحظة وجمع المعلومات حتى يحصل الباحث على ما يسمى بالتشبع النظري، وهي الحالة التي يشعر فيها الباحث أن الملاحظة لم تعد تأتي بمعلومات جديدة بل تكرر ما سبق.
ثالثاً: تحليل الوثائق:
تُعَد الوثائق والسجلات وغيرها مصدر هام للبحث النوعي حيث قد يدخل في تحليل الوثائق وبالأخص في بعض أنواع البحث النوعي مثل دراسة الصور والأعمال الحرفية اليدوية وكل ما يتعلق بثقافة وأنماط الحياة الاجتماعية.
الموثوقية (الصدق والثبات) في البحوث النوعية:
الصدق:
وهو الارتباط الممتد في الموقع والملاحظة المستمرة فيه للحصول على ملاحظات كافية ذات عمق كبير، ومن أهم الإجراءات هي (استخدام مصادر متعددة البيانات، استخدام ملاحظين متعددين، استخدام طرق متعددة لجمع البيانات).
الثبات:
هو توثيق إجراء الدراسة ويتضمن ما تم عمله من قِبَل الباحث ومتى ولماذا، عن طريق جمع المعلومات من المقابلات وأثناء الملاحظات والسجلات، وكيفية بناء الأسئلة من هذه البيانات وكيف يتم مراجعتها وبلورتها، والنتائج النهائية للدراسة، ومن ثم يقوم طرف آخر بفحص نتائج الدراسة باستخدام هذه البيانات لكي يقرر ما إذا كان من الممكن الوصول إلى نفس النتائج بطريقة منطقية عن طريق البيانات التي قام الباحث بجمعها أم لا.