يمكن تقسم إجراءات تنفيذ البحث النوعي إلى أربعة مراحل وهي كالآتي:
المرحلة الأولى: دخول الميدان والحصول على الرواة:
عندما يجري الباحث بحثاً نوعياً فإنه يتطلب شهوداً على التفاعلات الاجتماعية التي تهم الدراسة والتي تتعلق بها، كما يجب ممارسة دور في تلك التفاعلات بشكل لا يؤثر في أدوار الممارسين أو يغير من تصرفاتهم.
المرحلة الثانية: إجراء الملاحظة الميدانية:
لا يسمح البحث الميداني بتسجيل جميع التفاعلات في المشهد الاجتماعي لتعقيدات المشهد ولدقة تفاعلاته التي لا يستطيع المشاهد حصرها جميعاً، كما يحتاج الباحث لخبرة طويلة في البحث النوعي لتطوير المهارات اللازمة لاختيار ما يحسن مشاهدته.
المرحلة الثالثة: تحديد المتغيرات في البحث النوعي:
عند قيام الباحث بدراسة كمية فإن أول ما يقوم به هو تحديد المتغيرات وتحديد سبل وطرق قياسها، أما في البحوث النوعية فليس هناك إلا الأسئلة، لذلك يجب على الباحث أن يختار تلك الجوانب التي يريد دراستها، حيث يجب أن يحدد ما يريد دراسته وما يريد ملاحظته من التصرفات التي قد تعبر عن الجوانب الأعمق في حياة المجتمع، كما أن هذه العملية تعني تحديد المتغيرات التي لها الأحقية بالدراسة وأيضاً ملاحظة أنماط السلوك التي تعبر عن تلك المتغيرات.
المرحلة الرابعة: تسجيل المعلومات والبيانات:
هناك اختلاف بين ما تتم ملاحظته من بحث نوعي لآخر كما يختلف ما تتم ملاحظته من وقت لآخر خلال نفس البحث، وفي بعض الأحيان يلجأ الباحثون إلى ملاحظات طولية، حيث يقوم بمتابعة تطورات الأحداث عبر الزمن أو قد يلجأ لدراسات عرضية، لذلك يجب على الباحث أن يجعل ملاحظاته شمولية، وقد يتطلب الأمر منه أن يعيش في المجتمع طوال فترة البحث، كذلك إذا كان يملك الباحث السيطرة على متى وأين يجري مقابلاته، يجب عليه أن يقرر طبيعة الأسئلة التي يطرحها عليهم، كما يجب على الباحث استناداً لأهداف بحثه أن يحدد من هم الذي يحتاج إجراء المقابلات معهم كما يجب أن يتصف أسلوب الحوار بالمودة والأدب والابتعاد عن التحيز والرسمية.
ولتسجيل المعلومات والبيانات يجب على الباحث أن يسجل هذه المعلومات تسجيلاً صوتياً أو يقوم بتدوينها، وعلى الرغم من أن التسجيل الصوتي يبدو أسرع للوهلة الأولى، إلا أن تفريغ المعلومات من المسجل الصوتي تستغرق ستة أضعاف زمن التسجيل الصوتي، كما يجب أن يراعي الباحث وضع عناوين على هذه التسجيلات ويرقمها.
المرحلة الخامسة: تحليل المعلومات:
يجب على الباحث أن يربط بين الملاحظات المنفصلة بحيث يضع هذه الملاحظات ضمن إطار مفاهيمي واسع يضم هذه الملاحظات بطريقة متكاملة، فيحاول الباحث أن يضع أجزاء المعلومات جنب الأجزاء التي تناسبها لترسم صورة منطقية وافية، ويستطيع الباحث على أساس هذه الصورة المتكاملة أن يقدم تقريراً شاملاً عن نتائج الدراسة توصف فيه الأحداث والعلاقات، أو توضع الافتراضات حسب ما يقتضي الحال، كما يستطيع أن يحلل المعلومات أو ما قاله الناس من سرد قصص وروايات عن طريق الصور والأشكال إذا أمكن.