طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

مناهج البحث في علم النفس المعرفي

2024/10/01   الكاتب :د. بدر الغامدي
عدد المشاهدات(274)

كيفية اختيار منهج البحث في علم النفس المعرفي

 

هناك كثير من المنهج البحث العلمي التي تختلف باختلاف طبيعة موضوع البحث وتخصص الباحث، ولفروع علم النفس المختلفة خصوصياتها فيما يتعلق بمناهج البحث التي تصلح لدراسة ظواهرها، فمن مناهج البحث التي تستخدم في دراسة علم النفس المعرفي المنهج الوصفي القائم على أساس وصف الظواهر في الحاضر بأشكاله المختلفة إلى المنهج التجريبي القائم على أساس ضبط المتغيرات التجريبية والتحكم بها في ظروف محددة وبتصاميم تجريبية تسمح بأحداث الظاهرة وقياس النتائج المترتبة عليها.

لذلك حرصنا في دراسة من خلال المقال الحالي على توضيح أهم مناهج البحث في علم النفس المعرفي وأكثرها شيوعًا واستخدامًا بين جمهور الباحثين، وذلك من خلال تناول أهم مسلمات والافتراضات التي يجب أن تتوافر في عالم النفس المعرفي بالإضافة إلى توضيح أهداف البحث في علم النفس المعرفي، وصولًا إلى توضيح أكثر مناهج البحث استخدامًا، لدراسة علم النفس المعرفي.

ما هو منهج علم النفس المعرفي؟

 

منهج علم النفس المعرفي هو "أسلوب يعتمد على نحو أساسي على النظرية التجريبية التي تهدف إلى فهم العمليات العقلية من خلال التجارب المضبوطة، كما يركز المنهج على كيفية استقبال المعلومات ومعالجتها وتخزينها واستخدامها من قبل العقل البشري، ذلك من خلال تطبيق التجارب والدراسات المختبرية لفهم كيفية عمل الذاكرة، الانتباه، حل المشكلات، والتعلم".

كيفية دراسة الظواهر المعرفية:

 

لا يمكن دراسة الظواهر المعرفية بالطرق المباشرة لأنها غير قابلة للملاحظة الخارجية، بل تعتمد غالبًا على التقارير الذاتية للمفحوصين لوف أو تقدير التغيرات التي تحدث على سلوكهم بعد المرور بخبرة معرفية محددة. هذه المحددات جعلت من البحث العلمي عملية شاقة وصعبة خصوصًا أن الباحثين في علم النفس المعرفي يتعاملون مع عقلية متطورة، وعلى درجة عالية من التعقيد.

 

ما مسلمات البحث في علم النفس المعرفي:

 

يرتكز البحث النفسي المعرفي على عدة مسلمات أو افتراضات بحثية لا بد لعالم النفس المعرفي من إدراكها وهي:

  1. إن العلميات المعرفية حقيقة لا بد من التعامل معها، وهي عمليات منظمة تتطلب البحث في طبيعتها وأهميتها وخصائصها وتفاعلها مع العمليات الأخرى.
  2. ضرورة اعتماد البحث النفسي المعرفي على التقارير الذاتية للمفحوصين من خلال وسائل الاختبارات والمقاييس النفسية والملاحظات الفردية الذاتية للمفحوصين.
  3. ضرورة أن تحقق المعرفة العلمية خلال دراسة العمليات المعرفية فوائد تنعكس على حياة الفرد والمجتمع والتفاعل القائم بين أعضاء المجتمع.
  4. عدم الاعتماد الكلي على المواقف المخبرية البحثية، وذلك لعدم تشابهها مع المواقف الطبيعية في الحياة العامة حيث يجب على الأبحاث في علم النفس المعرفي أن تكون ممثلة لطريقة تفكير الناس في الحياة العامة.
  5. يمكن دراسة الظاهرة المعرفية بطريقة نفسية بحتة أو من خلال دراسة أسسها البيولوجية.

 

لا يفوتك مقال شمولي عن أهم مناهج البحث في علم النفس.

أهداف البحث في علم النفس المعرفي:

 

البحث العلمي في مجال علم النفس المعرفي كغيره من العلوم الأخرى، يهدف إلى تحقيق أهداف العلم الثلاثة، وهي الفهم، والتنبؤ، والضبط، وهذه الأهداف تساعد تحقيق التالي في علم النفس المعرفي:

  1. التوصل إلى النظريات العلمية والمبادئ والقوانين التي تفسر الظواهر والعمليات المعرفية، كمعرفة أسباب محدودية الذاكرة القصيرة عند الإنسان، ويمثل هذا (هدف الفهم).
  2. التنبؤ بحدوث الظواهر المعرفية وبقدرات الأفراد وإمكانياتهم في ظل ظروف ومثيرات معينة كالتنبؤ بقدر الفرد على التذكر بعد تعرضه لدرجات عالية من الإزعاج (هدف التنبؤ).
  3. المساهمة في ضبط وتوجيه الوظائف والعمليات المعرفية في مواقف التفاعل والتعلم والتكيف المختلفة كتعليم الطلبة إستراتيجية تعمل على تحسين التذكر لديهم (هدف الضبط والتحكم).

منهجية علم النفس المعرفي:

 

يجب على علم النفس المعرفي كغيره من العلوم أن يحقق شرطين أساسين ليصبح علمًا قائمًا بذاته وهما:

  1. أن يطبق مناهج البحث العلمي ليصل إلى المبادئ والنظريات العلمية التي تحقق فهم العمليات المعرفية، وتسمح بممارسة التنبؤ والضبط كأهداف للعلم، وتوفر مجال خاص من الظواهر التي يبحث فيها، ولا يشارك العلوم الأخرى بها.
  2. أصبح من الواضح أن لعلم النفس المعرفي مجالاته وموضوعاته الخاصة به- وهي العمليات المعرفية- مما يعني أنه يحقق الشرط الثاني،  إذا يجدر الإشارة إلى أن تداخل العلوم المختلفة في دراسة بعض الظواهر المعرفية كاللغة والذكاء الاصطناعي وغيرها لا يفسد استقلالية العلم.

 

اطلع على مقال رائع عن مدارس علم النفس.

طبيعة النظرية في علم النفس المعرفي وخصائصها:

 

أجمع علماء النفس المعرفي على أن النظرية في دراسات علم النفس المعرفي هي "نسق أو نظام يسعى إلى تحقيق فهم لمختلف الظواهر المعرفية، ويسمح لنا باختيار التنبؤات حولها، ويتم بناء النظرية في علم النفس المعرفي وفق الخطوات التالية:

  1. جمع البيانات من خلال الملاحظة أو التقرير الذاتي للأفراد.
  2. صياغة التنبؤات بناء على الملاحظات السابقة.
  3. اختبار التنبؤات بالتجريب أو التقرير الذاتي للمفحوصين.

خصائص النظرية في علم النفس المعرفي:

يمكن استخلاص خصائص النظرية في علم النفس المعرفي من خلال الآتي:

  1. النظرية هي نسق أو نظام يسمح لما باختبار التنبؤات.
  2. النظرية يتم التوصل إليها من خلال جمع البيانات واختبارها بالطرق الإحصائية المناسبة.
  3. النظرية المعرفية تبنى على أساس السلوك الظاهري للفرد أو تقريره الذاتي عما يجري داخله.
  4. لا توجد طريقة لاختبار ما إذا كانت النظرية تصف ما يجري داخل الفرد على وجه اليقين المطلق حتى مع صحة التنبؤ.
  5. النظرية المعرفية بحاجة إلى تعديل وتكرار للتأكد من صدقها التنبؤي ولإزالة أثر الصدفة في تفسير البيانات أو جمعها.

مناهج البحث في علم النفس العرفي:

 

بعد الاطلاع على طبيعة النظرية في علم النفس المعرفي، فإن هناك قابلية لاستخدام بعض المناهج التقليدية ثم أن هناك قابلية لاستخدام بعض المناهج الخاصة بعلم النفس المعرفي، التي يمكن إيجازها بالمناهج والأساليب التالية:

منهج الاستبطان:

يتمثل بمحاولة وصف العمليات الشعورية والتفكيرية لما يجري داخل الإنسان، وذلك من خلال تحديد خبرة معرفية محددة والطلب من المفحوص أن يصف بدقة وموضوعية عناصر هذه الخبرة. والاستبطان منهج سهل التطبيق فهو لا يتطلب خصائص شخصية أو تعليمية محددة من المفحوصين، كما يسمح بتحليل الخبرات إلى عناصر جزئية يعمل الباحث من خلالها على تركيب الصور الكلية.

صعوبات تطبيق منهج الاستبطان:

يواجه منهج الاستبطان صعوبات عديدة منها:

  1. صعوبة تجزئة الحدث أو الخبرة لأن الخبرة قد تكون معقدة ومركبة يصعب تجزئتها أو التركيز عليها.
  2. يتأثر الاستبطان بمدى موضوعية المفحوص وصدقه ودقته في وصف خبراته حيث إن من الصعب على الباحث التأكد من ذلك.

المنهج التجريبي:

يتضمن المنهج التجريبي القيام بسلسلة من الإجراءات المخبرية والميدانية التي تسمح بالتحكم بالعوامل المستقلة وقياس العوامل التابعة، وضبط العوامل الدخيلة التي يمكن أن تؤثر في نتائج التجربة، والتجريب غالبًا ما يكون ناجحًا عندما يستخدم قانون أو مبدأ محدد تم استنتاجه من خلال الملاحظة أو التقرير الذاتي للأفراد:

شروط التجريب الجيد:

من شروط التجريب الجيد الآتي:

  1. الاختيار العشوائي للعينات، ومن ثم توزيعها عشوائيًا على مجموعات الدراسة.
  2. يجب أن يتوفر على الأقل مجموعة تجريبية تخضع لأثر العامل المستقل ومجموعة ضابط تترك غالبًا في وضعها الطبيعي.
  3. التأكد أن الباحث قادر على التحكم بالعامل المستقل، وقادر على قياس العامل التابع، ويستطيع التحكم بالعوامل الخارجية بقدر من الموضوعية.

 

تعرف إلى خصائص المنهج التجريبي في البحث العلمي.

 

خاتمة المقال:

 

بنهاية المقال نكون قد تناولنا بالشرح كيفية دراسة الظواهر المعرفية وطبيعة النظرية في علم النفس المعرفي مع توضيح لأهم خصائصها التي تعكس مدى أهمية دراسة علم النفس المعرفي، ومدى مشاركته في كثير من الدراسات الخاصة بالعلوم الأخرى، مع توضيح لأهم المناهج المتخصصة في دراسة علم النفس المعرفي، نرجو من الله أن يكون هذا المقال نافعًا لجميع الباحثين وطلاب الدراسات العليا من ينتمون إلى تخصص علم النفس.

مراجع المقال:

 

العتوم، عدنان. (2012). علم النفس المعرفي النظرية والتطبيق (ط3). دار المسيرة.

هل تجد صعوبة في إعداد خطة البحث الخاصة بك؟



نقدم لك الحل المثالي! خدماتنا مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتك الأكاديمية، وتهدف إلى مساعدتك في إعداد خطة بحث متميزة تضعك في مقدمة المنافسين وتدعم نجاحك العلمي.

"
نجاح بحثك يبدأ من هنا!": دع فريق الخبراء لدينا يساعدك في إعداد خطة بحث دقيقة وشاملة. [تفاصيل الخدمة].

لطلب الخدمة مباشرةً يمكنك التواصل معنا عبر الواتس اب، كما يمكنك الاطلاع على آراء العملاء بخصوص خدمات شركة دراسة، والاطلاع على نماذج خطط بحثية سابقة من أعمالنا مع حفظ حقوق الملكية الفكرية.

هل تجد صعوبة في إعداد خطة البحث الخاصة بك؟

ما هي مناهج البحث في علم النفس المعرفي التجريبي؟

  • علم النفس المعرفي التجريبي يعتمد بشكل رئيسي على المنهج التجريبي الذي يستخدم التجارب لضبط المتغيرات وفهم كيفية تأثيرها على العمليات المعرفية. أهم مناهج البحث المستخدمة تشمل:
  • 1. التجارب المخبرية: يتم فيها التحكم في المتغيرات المستقلة لقياس تأثيرها على المتغيرات التابعة، مثل تجارب الذاكرة والانتباه.
  • 2. التصميم التجريبي بين المجموعات: يتم تقسيم المشاركين إلى مجموعات تختلف في المتغير المستقل، لمقارنة نتائجهم.
  • 3. التصميم التجريبي داخل المجموعات: يتم تعريض نفس المجموعة لأكثر من حالة تجريبية لدراسة التغييرات في الأداء.
  • 4. البحوث العصبية: باستخدام تقنيات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) وتخطيط كهربية الدماغ (EEG) لدراسة النشاط العصبي المرتبط بالعمليات المعرفية.
  • ما هي مناهج البحث المستخدمة في المنهج المعرفي؟

  • المناهج المستخدمة في المنهج المعرفي تشمل عدة طرق، منها:
  • 1. المنهج التجريبي: كما ذكرنا، هو الأكثر شيوعاً في دراسة العمليات المعرفية.
  • 2. المنهج الوصفي: يركز على وصف العمليات المعرفية كما تحدث بشكل طبيعي دون تدخل الباحث.
  • 3. المنهج المقارن: يستخدم للمقارنة بين سلوكيات الأفراد أو المجموعات في مواقف مختلفة لفهم العمليات المعرفية.
  • 4. المنهج الطولي: يتتبع نفس الأفراد على مدى فترة زمنية طويلة لدراسة تطور العمليات المعرفية مع مرور الوقت.
  • ما هي مناهج البحث في علم النفس؟

  • في علم النفس بشكل عام، تشمل المناهج الرئيسية:
  • 1. المنهج التجريبي: يعتمد على التحكم في المتغيرات واستخدام التجارب المضبوطة.
  • 2. المنهج الوصفي: يصف الظواهر النفسية كما هي دون تدخل، مثل دراسات الحالة والاستطلاعات.
  • 3. المنهج التاريخي: يدرس تطور السلوك أو الظواهر النفسية عبر الزمن من خلال الوثائق والأحداث الماضية.
  • 4. المنهج المقارن: يقارن بين سلوكيات الأفراد أو المجموعات في سياقات مختلفة.
  • 5. المنهج الطولي: يتتبع نفس الأفراد أو المجموعات على مدى فترة طويلة لدراسة التغييرات النفسية مع الوقت.
  • التعليقات


    الأقسام

    أحدث المقالات

    الأكثر مشاهدة

    خدمات المركز

    نبذة عنا

    تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

    اتصل بنا

    فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

    فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

    فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

    شارك:

    عضو فى

    معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

    دفع آمن من خلال

    Visa Mastercard Myfatoorah Mada