تعتبر عناصر المنهج التجريبي الثلاثة (الملاحظة، والتجربة، والفرض) من أفضل خطوات البحث العلمي، لأنها تعتمد بالأساس الأول على الملاحظة والتجربة العلمية لمعرفة الحقائق، ومن ثم سن القوانين من خلال التجارب، وسوف نقوم بشرح أهم عناصر المنهج التجريبي وهي كالتالي:
أولاً: الملاحظة:
هي عملية توجيه الحواس والانتباه إلى ظاهرة معينة أو مجموعة من الظواهر من أجل الكشف عن صفاتها وخصائصها، توصلاً إلى كسب معرفة جديدة عن تلك الظاهرة المراد درستها، كما تعتبر الملاحظة من الوسائل التي عرفها الإنسان واستخدامها في جميع بيانات ومعلومات البيئة المحيطة به منذ أقدم العصور، ولا يزال يستخدمها في حياته اليومية العادية حتى وقتنا الحالي والملاحظة في البحث العلمي لها أنواع وهي:
1- الملاحظة البسيطة:
وهي ما تعرف باسم الملاحظة المرتجلة وهي المشاهدة أو الانتباه العفوي الغير مضبوط بهدف القصد، أو تركيز، أو دوافع محددة، أو استعداد مسبق، وبدرجة عالية من المشاهدة والاستخدام، ويتضمنها أدوات للتأكيد من دقتها ويتضمن هذا النوع صورة مبسطة من المشاهدة، ويعتمد في الغالب على المواقف الطبيعية الحية.
2- الملاحظة: العلمية الحقيقية المسلحة:
هي تعتمد على مجرد الحواس مباشرة، بل هي تستخدم أدوات ووسائل مادية فقط، وهي النظر أو الانتباه والمشاهدة المقصودة والمنظمة والدقيقة للأشياء والوقائع والظواهر والأمور، ومن أجل معرفة أحوالها وأوصافها وأصنافها.
3- الملاحظة الغير مباشرة:
هي الملاحظة التي تمد بها الطبيعة دون الحكم فيها من جانب الباحث، أي هي التي تعتمد على النظر والاستماع لموقف معين دون المشاركة الفعلية فيه وبقدر الإمكان يجب على الباحث ألا يظهر في الموقف أو يختلط بالجمهور أو ينصت إلى ما يدور بين الأفراد من أحاديث، حتى لا ينعكس ذلك على انطباعهم، وتنعكس هذه الانفعالات على وجوههم، وهي التي تميز الآثار المصطنعة في إشكالية مثل الإجابة على الأسئلة المحدودة.
4- الملاحظة المضبوطة أو المنتظمة:
هي التي يقوم الباحث فيها باستخدام الكثير من أدوات الضبط والإجراءات التنظيمية، وهي عادة ما تستخدم عندما يكون الهدف من الدراسة هو الوصف المنظم، أو التشخيص في ضوء فئات يمكن التنبؤ بها قبل بدء جمع البيانات، ولكن يجب أن يدرك الباحث أنه مهما بلغت دقة الضبط في ملاحظة الظواهر الاجتماعية فإنها لا تصل إلى مستوى الدقة للعلوم الطبيعية مثل الكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم الأخرى.
ثانياً: الفروض:
هي عبارة عن التوقعات والتخمينات للأسباب التي تكمن خلف الظاهرة والعوامل التي أدت إلى بروزها وظهورها، أو هي نظرية لم يتم إثبات صحتها بعد وهي رهن التحقيق، كما تُعَد الفروض تفسيراً مؤقتاً يضعه الباحث للتكهن بالقانون أو القوانين التي تحكم سير الظاهرة، ولذلك تكون الخطوة الثانية بعد ملاحظة الظاهرة التي تنوع إلى التكرار وهي تخمين الأسباب التي تؤدي إلى ظهور وحدث الظاهرة.
ومن أهم أنواع الفروض:
1- الفرضية البديلة:
وهي الفرضية التي تصاغ للدلالة على وجود فروق دالة بين المتغيرات، أي أنها تفترض مسبقاً أن المتغيرات المراد لمعرفة مدى العلاقة بينها أو لمعرفة الفرق بينها، توجد بينها علاقة أو فروق دالة إحصائياً من خلال مقارنة القيمة التي يتم الحصول عليها من خلال استخدام الطريقة الإحصائية المناسبة مع القيمة الجدولية الثابتة وتنقسم إلى نوعين وهما:
- فرضية بديلة متجهة: أي أنها تحدد الفرق وصالح فئة معينة.
- فرضية بديلة غير متجهة: لا تحدد الفرق لصالح من.
2- الفرضية الصفرية:
هي عكس الفرضية البديلة فهي تفترض مسبقاً عدم وجود علاقة أو فروق دالة إحصائياً وبالتالي يتم التأكد منها إحصائياً ويتم قبولها أو رفضها حسب النتائج التي يتم التوصل إليها وهي الأكثر استخداماً وشيوعاً بين الباحثين.