طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

التجربة في البحث العلمي

2023/03/29   الكاتب :د. طارق العفيفي
عدد المشاهدات(3342)

التجربة في البحث العلمي

 

 

تعد التجربة في البحث العلمي محاولة للتحقق من فرض علمي من خلال طريقة المعالجة التجريبية للمتغير المستقل، ومن ثم رصد أثر هذه المعالجات على المتغير التابع، مع ضبط أو تثبيت جميع الظروف الأخرى التي يمكن أن تؤثر على نتائج التجربة، كما تُعَد التجربة في البحث العلمي أحد عناصر المنهج التجريبي بالإضافة إلى الملاحظة والفروض، إذ تعتبر هذه العناصر من أنجح الخطوات لأنها تختبر الفروض العلمية وتقوم بتحديد العلاقات بين المتغيرات وتهيئة الأساس المقنع والأرضية القوية لاستخلاص الاستنتاجات السببية بين الظواهر.

هكذا وعمد المقال الحالي على مناقشة التجربة في البحث العلمي، وذلك من خلال طرح بعض من النقاط الهامة وهي كالآتي:

  1. مفهوم المنهج التجريبي.
  2. أهم عناصر المنهج التجريبي.
  3. مفهوم التجربة في البحث العلمي.
  4. أهم خصائص التجربة في البحث العلمي.
  5. أهم خطوات ومراحل التجربة.
  6. أنواع التجارب في البحث العلمي.

التجربة في البحث العلمي

مفهوم المنهج التجريبي

 

 

هو منهج يعتمد كغيره من المناهج العلمية على الملاحظة الموضوعية الدقيقة، ولكنه يتميز عنها باتخاذه التجريب كأداة لاختبار صحة الفروض وبقدرته على التحكم في مختلف العوامل التي يمكن أن تؤثر في الظاهرة، كما يتيح الكشف عما يوضح ما بين الأسباب والنتائج من علاقات، فهو يعد من أهم مناهج البحث العلمي والأكثر انتشاراً في العالم، وذلك نظراً لتميزه في إعطاء الباحث القدرة على ضبط المتغيرات الخارجية ذات الأثر على الدراسة فهو يعتبر من المناهج المرنة والتي تتكيف مع كافة الظروف.

مفهوم المنهج التجريبي

أهم عناصر المنهج التجريبي

 

تعتبر عناصر المنهج التجريبي الثلاثة (الملاحظة، والتجربة، والفرض) من أفضل خطوات البحث العلمي، لأنها تعتمد بالأساس الأول على الملاحظة والتجربة العلمية لمعرفة الحقائق، ومن ثم سن القوانين من خلال التجارب، وسوف نقوم بشرح أهم عناصر المنهج التجريبي وهي كالتالي:

أولاً: الملاحظة:

هي عملية توجيه الحواس والانتباه إلى ظاهرة معينة أو مجموعة من الظواهر من أجل الكشف عن صفاتها وخصائصها، توصلاً إلى كسب معرفة جديدة عن تلك الظاهرة المراد درستها، كما تعتبر الملاحظة من الوسائل التي عرفها الإنسان واستخدامها في جميع بيانات ومعلومات البيئة المحيطة به منذ أقدم العصور، ولا يزال يستخدمها في حياته اليومية العادية حتى وقتنا الحالي والملاحظة في البحث العلمي لها أنواع وهي:

1- الملاحظة البسيطة:

وهي ما تعرف باسم الملاحظة المرتجلة وهي المشاهدة أو الانتباه العفوي الغير مضبوط بهدف القصد، أو تركيز، أو دوافع محددة، أو استعداد مسبق، وبدرجة عالية من المشاهدة والاستخدام، ويتضمنها أدوات للتأكيد من دقتها ويتضمن هذا النوع صورة مبسطة من المشاهدة، ويعتمد في الغالب على المواقف الطبيعية الحية.

2- الملاحظة: العلمية الحقيقية المسلحة:

هي تعتمد على مجرد الحواس مباشرة، بل هي تستخدم أدوات ووسائل مادية فقط، وهي النظر أو الانتباه والمشاهدة المقصودة والمنظمة والدقيقة للأشياء والوقائع والظواهر والأمور، ومن أجل معرفة أحوالها وأوصافها وأصنافها.

3- الملاحظة الغير مباشرة:

هي الملاحظة التي تمد بها الطبيعة دون الحكم فيها من جانب الباحث، أي هي التي تعتمد على النظر والاستماع لموقف معين دون المشاركة الفعلية فيه وبقدر الإمكان يجب على الباحث ألا يظهر في الموقف أو يختلط بالجمهور أو ينصت إلى ما يدور بين الأفراد من أحاديث، حتى لا ينعكس ذلك على انطباعهم، وتنعكس هذه الانفعالات على وجوههم، وهي التي تميز الآثار المصطنعة في إشكالية  مثل الإجابة على الأسئلة المحدودة.

4- الملاحظة المضبوطة أو المنتظمة:

هي التي يقوم الباحث فيها باستخدام الكثير من أدوات الضبط والإجراءات التنظيمية، وهي عادة ما تستخدم عندما يكون الهدف من الدراسة هو الوصف المنظم، أو التشخيص في ضوء فئات يمكن التنبؤ بها قبل بدء جمع البيانات، ولكن يجب أن يدرك الباحث أنه مهما بلغت دقة  الضبط في ملاحظة الظواهر الاجتماعية فإنها لا تصل إلى مستوى الدقة للعلوم الطبيعية مثل الكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم الأخرى.

ثانياً: الفروض:

هي عبارة عن التوقعات والتخمينات للأسباب التي تكمن خلف الظاهرة والعوامل التي أدت إلى بروزها وظهورها، أو هي نظرية لم يتم إثبات صحتها بعد وهي رهن التحقيق، كما تُعَد الفروض تفسيراً مؤقتاً يضعه الباحث للتكهن بالقانون أو القوانين التي تحكم سير الظاهرة، ولذلك تكون الخطوة الثانية بعد ملاحظة الظاهرة التي تنوع إلى التكرار وهي تخمين الأسباب التي تؤدي إلى ظهور وحدث الظاهرة.

ومن  أهم أنواع الفروض:

1- الفرضية البديلة:

وهي الفرضية التي تصاغ للدلالة على وجود فروق دالة بين المتغيرات، أي أنها تفترض مسبقاً أن المتغيرات المراد لمعرفة مدى العلاقة بينها أو لمعرفة الفرق بينها، توجد بينها علاقة أو فروق دالة إحصائياً من خلال مقارنة القيمة التي يتم الحصول عليها من خلال استخدام الطريقة الإحصائية المناسبة مع القيمة الجدولية الثابتة وتنقسم إلى نوعين وهما:

  • فرضية بديلة متجهة: أي أنها تحدد الفرق وصالح فئة معينة.
  • فرضية بديلة غير متجهة: لا تحدد الفرق لصالح من.

2- الفرضية الصفرية:

هي عكس الفرضية البديلة فهي تفترض مسبقاً عدم وجود علاقة أو فروق دالة إحصائياً وبالتالي يتم التأكد منها إحصائياً ويتم قبولها أو رفضها حسب النتائج التي يتم التوصل إليها وهي الأكثر استخداماً وشيوعاً بين الباحثين.

أهم عناصر المنهج التجريبي

مفهوم التجربة في البحث العلمي

 

هي تلك العملية التي تهدف إلى التوصل إلى نتائج علمية قائمة على أساس الملاحظة العلمية الدقيقة والحصول على البيانات اللازمة عن طريق وسائل محددة، وهي الخطوة الثالثة أو المرحلة الثالثة من المنهج التجريبي، ويقصد بها فحص الفكرة ووضعها موضع الاختبار بواسطة الظواهر، وهذا الفحص للفكرة التي تم تقديمها كفرض لتفسير الظاهرة أو العلاقات التي تتحكم في أجزاء الظاهرة أو بين بعض الظواهر،  وذلك عن طريق ظروف لا توفرها الظواهر الطبيعية أو يريد الباحث تحقيقها، ومن منطلق ذلك تكون التجربة هي بيان أن الروابط التي يُعبر عنها الفرض موجودة فعلاً في التجربة وفي ظواهر معينة في التجربة.

هكذا فإن التجربة تعطي للباحث ما كان ينقصه، وفي أن يلاحظ الظاهرة على نحو أدق ويعدل فيها ويغيرها، حيث بعد أن يهيئ الباحث الظروف المناسبة لحدوث الظاهرة تجريبياً، يستطيع التعامل مع الظاهرة معملياً، وذلك من أجل التأكيد من صحة النتائج المستخلصة من الفروض.

 

مفهوم التجربة في البحث العلمي

أهم خصائص التجربة في البحث العلمي

 

تتميز التجربة في البحث العلمي بعدة خصائص أهمها الآتي:

1- المعالجة التجريبية:

 ويقصد بها تلك الإجراءات والتغيرات التي يحدثها الباحث على بعض الظواهر الخاضعة للدراسة، أو عدد من المستجيبين ضمن  الدراسة من أجل معرفة التأثير الذي سيحصل من جراء ذلك.

2- الضبط:

 ويقصد به السيطرة على بعض المتغيرات المرتبطة بالموقف التجريبي لغرض تحديدها والسيطرة عليها ومنع أحداث أي تأثيرات جانبية في المواقف التجريبية.

3- العشوائية:

 ويقصد بها توزيع أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة على أساس عشوائي منعاً للتحيز الذي قد يحدث؛ ولسلامة نتائج البحث وإجراءاته التجريبية

 

أهم خصائص التجربة في البحث العلمي

أهم خطوات ومراحل التجربة

 

عند إجراء التجربة يسلك الباحث في هذه العملية طريقين:

  1. أسلوب الاستبعاد: هو أن يقوم باستبعاد الفرضيات الزائفة من نطاق افتراضاته.
  2. أسلوب التغيير: أن يحاول الباحث إثبات صحة الفروض من خلال توزيع الظروف والإطالة في التجربة وتغيير الوسائل المستعملة في التجربة.

وبعد ذلك يبدأ الباحث في مراجل التجريب والتي تتمثل في مرحلتين وهما كالتالي:

المرحلة الأولى: تصميم التجربة:

إن تصميم التجربة يأتي من خلال تجديد المتغيرات، وهي المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة بطرق ثلاثة وهي:

1- طريقة المجموعة الواحدة:

 وفيها يستعمل الباحث مجموعة واحدة كمجموعة تجريبية وضابطة في نفس الوقت فيدرس الباحث سلوكيات وخصائص المجموعة قبل إدخال المتغير المستقل، ثم يدخل المتغير المستقل ويلاحظ ما طرأ عليها من تغيير.

2- طريقة المجموعتين المتكافئتين:

هو أن يختار الباحث مجموعتين متشابهتين يمتاز أفرادها بنفس المميزات، ويدخل المتغير المستقل في إحدى المجموعتين، وتسمى بالمجموعة التجريبية، ويطلق على الأخرى الضابطة التي لا يدخل فيها المتغير، ثم يلاحظ مدى تأثير المتغير المستقل في المجموعة الأولى.

3- طريقة المجموعة الدائرية:

هي التي تكون فيها كلا المجموعتين التجريبية والضابطة في وقت واحد، فيدرس الظاهرة قبل إدخال المتغير المستقل، ثم يدخل المتغير المستقل، ويلاحظ ما طرأ على المجموعتين.

المرحلة الثانية: مرحلة التنفيذ:

ويقصد بها تنفيذ المخطط الذي قام الباحث بوضعه بدقة، وبناء عليه يلاحظ بدقة النتائج التي تتمخض عنها تجربته.

 

أهم خطوات ومراحل التجربة

أنواع التجارب في البحث العلمي

 

أولاً: التجربة الغير مباشرة "السلبية":

هي التي لا بتدخل الباحث في حدوثها أو تغيير مسارها بل تركها تحدث وفق منطقها، كما هي فهي تحدث تلقائياً، وكأن الطبيعة تطوعت وأجرت التجربة بدلاً من أن يقوم بها الباحث في معمله.

ثانياً: التجارب المباشرة:

وهي تنقسم إلى نوعان:

1- التجارب المرتجلة:

وهي التدخل في ظروف الظواهر لا للتأكيد من صدف فكرة علمية، بل لمجرد ما يترتب على هذا التدخل من آثار، ويلجأ الباحث إلى مثل هذا النوع من المرحلة الأولى من مراحل المنهج التجريبي أي مراحل البحث.

2- التجربة العلمية:

ويطلق عليها كتدخل يلجأ إليه الباحث في المرحلة الأخيرة من المنهج الاستقرائي، أي عندما يريد التحقق من صدق الفروض التي يضعها بناء على ما توحي به  الملاحظة، أو التجربة المرتجلة، وهكذا تهدف التجربة العلمية إلى غاية أكثر وضوحاً وتحديداً من الغاية التي تهدف إليها التجربة المرتجلة، وهي التي تستحق الوصف وحدها بأنه تجربة بمعنى الكلمة.

ثالثاً: التجارب المخبرية:

هي البحوث التي يحدث فيها سيطرة كاملة على كل المتغيرات التي يمكن أن يكون لها تأثير على التجربة، وذلك يتم بالعزل الكامل في جو بعيد عن الظروف الحياتية العادية، ومن ثم يحدث التغيير في المتغير التجريبي فقط، بحيث لا يكون هناك أي مجال للشك في التأثير بعوامل أخرى.

رابعاً: التجارب الميدانية:

في هذا النوع يتم الجمع بين البيئة الطبيعية للظاهرة المدروسة والبيئة المخبرية من خلال شروط معينة تساعد الباحث على التحكم في متغيرات الدراسة، وبالتالي فهي أقرب للواقع من التجارب المخبرية، ولكن نتائجها أقل دقة.

خامساً: التجارب التمثيلية:

هي تجارب يتم إجراؤها في أجواء مصطنعة، ولكنها شبيهة بالواقع، وفي مثل هذا النوع من التجارب لا يستطيع الباحث التحكم في جميع متغيرات الدراسة، كما يستخدم الباحث مجموعات معالجة تتكون من أشخاص، مثلاً يحاولون تمثيل مجموعة معينة من الناس في الحياة الواقعية.

أنواع التجارب في البحث العلمي

الخاتمة

 

بنهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على التجربة في البحث العلمي بدايةً من مفهوم المنهج التجريبي وصولاً لمفهوم التجربة في البحث العلمي وأهم أنواعها، مع تحيات شركة دراسة للاستشارات الأكاديمية وخدمات البحث العلمي والترجمة.

وإذا كنت ترغب في أحدى خدمات البحث العلمي المُقدمة من شركة دراسة يرجى التواصل معنا من خلال:

  • الإيميل التالي [email protected]
  • أو التواصل معنا وطلب الخدمة عبر الواتساب على الرقم 00966560972772

مراجع يمكن الرجوع إليها

 

  1. أحمد، حمدي إسماعيل. (د.ت). محاضرات المنهج التجريبي.
  2. المعمري، سالم محمد سالم. (2017). خطوات المنهج التجريبي. كلية الآداب والعلوم. مجلة التربية. ع(3).
  3. أحلام، صغور. (د.ت). أنواع مناهج البحث العلمي. جامعة وهران. معهد الترجمة.
  4. سليمان، عبدالرحمن سيد. (2014). مناهج البحث. عالم  الكتاب للنشر والتوزيع. جامعة عين شمس. القاهرة.

 

 

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

الوســوم

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك:

عضو فى

معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

دفع آمن من خلال

Visa Mastercard Myfatoorah Mada