تتعدد المناهج البحثية في مجالات العلوم النفسية والسيكولوجية كما أشرنا، ومن أهم هذه المناهج:
المنهج التجريبي في علم النفس:
يعد المنهج التجريبي أحد أبرز وأهم المناهج التي قامت عليها النهضة العلمية الحديثة منذ القرن السابع عشر. فالمنهج التجريبي يقوم على الملاحظة والتجربة والاستنتاج ووضع الفرضيات والنظريات المفسرة، ثم اختبار هذه الفروض من أجل الوقوف على مدى دقتها في تفسير الظواهر والوصول إلى أدق النتائج. وأنت بذلك ترى مدى دقة هذا المنهج وجودته وإحكام بنائه، الأمر الذي يضمن للباحثين صحة نتائج البحوث وسلامتها. ولذلك فإن المنهج التجريبي يعد من أهم المناهج المستخدمة في علوم الكيمياء والفيزياء والأدوية والعقاقير والطب، وعلوم الاجتماع ،والسلوك، وغيرهم. فمن خلال المنهج التجريبي يمكن للباحث قياس تأثير المتغيرات المستقلة (مثل: طريقة العلاج النفسي) على المتغيرات التابعة (مثل: التعافي) ليصل الباحث في النهاية إلى وجود علاقة سببية بين هذين المتغيرين أو عدم وجودها. كما أن هذا المنهج يمتاز أيضاً بالمرونة وإمكانية التحكم في تصميم التجربة لتتوافق مع ظروف إجراءها.
لا يفوتك مقال شمولي عن المنهج التجريبي في البحث العلمي
المنهج التتبعي في علم النفس:
كما يبدو من اسمه فإن هذا المنهج البحثي يمتاز بتتبع الباحثين للعناصر موضع الدراسة على مدار فترة زمنية طويلة. الأمر الذي يجعله المنهج الأصلح للبحوث الخاصة بعلم نفس النمو، والذي يضمن للباحثين تحقيق أدق النتائج. وذلك عبر دراسة المراحل المختلفة من حياة الإنسان، ودراسة خصائص وآثار كل مرحلة عمرية.
حيث يعمد الباحثون إلى استخدام المنهج التتبعي من خلال إخضاع عناصر البحث إلى الأدوات النفسية والاختبارات القياسية بشكل دوري. والهدف من ذلك تتبع آثار المتغيرات والعوامل التي تؤثر في حيواتهم وشخصياتهم وسلوكهم خلال المراحل العمرية المختلفة. بالإضافة إلى ملاحظة نشأتها وتطورها عبر الزمن، والتي تتزامن مع النمو العقلي والجسدي والاجتماعي.
المنهج الوصفي في علم النفس:
يعد المنهج الوصفي من أهم المناهج التي يمكن للباحثين الاستفادة في ميادين العلوم النفسية. إذ يتيح المنهج الوصفي للباحثين جمع وملاحظة الحقائق المتعلقة بإحدى الظواهر، وذلك من خلال الأدوات الوصفية مثل: المقابلة والملاحظة والاستبيان وتحليل الوظائف ودراسة الحالة. ثم محاولة الوصول إلى تفسير علمي لهذه الظواهر من أجل الوصول إلى نتائج صحيحة.
بذلك فإن المنهج الوصفي في علم النفس يقوم على استيفاء الظواهر النفسية المختلفة بالبحث والدراسة، قبل القيام بالربط بين أسباب الظواهر ومسبباتها، واستنباط العلائق بين المتغيرات المختلفة، بغية الوصول إلى أدق التفسيرات للظواهر النفسية المختلفة. ونظراً لما يمتاز به هذا المنهج من جودة الأدوات القياسية ودقتها فإنه يعتبر منهج البحث الأنسب في حقول العلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية ،والعلوم النفسية ،والسلوكية.
المنهج الذاتي في علم النفس:
هو منهج يستخدم في دراسة السلوك، وهو أقدم مناهج البحث في علم النفس، وأقلها اعتمادًا على العلم، ويقوم هذا المنهج على التأمل الباطني أو الملاحظة الداخلية، وإنه يختلف عن الملاحظة الخارجية التي تقوم على الموضوعية كما يحدث في العلوم الطبيعة والاجتماعية، وذلك يرجع إلى كونها تهتم بدراسة ظواهر خارجية عن الفرد..
أما بالنسبة في علم النفس فإن الحالات الشعورية داخلية لا مادية، يختبرها الفرد بنفسه ويحس بها إحساسًا مباشرًا فإذا أراد الفرد أن يدرس ما يدور بذهنه ويلاحظ ما يشعر به، فإنه يلجأ إلى الملاحظة الداخلية حتى ينعكس الشعور على نفسه ويصبح إحساسًا بالإحساس. وهذا ما يطلق عليه التأمل الباطني أو الاستبطان.
اعرف عن المنهج الفلسفي