يمكن إجراء بحث عن التحليل الإحصائي في مختلف المجالات والعلوم وذلك نظراً لتعدد استخدام عملية التحليل الإحصائي واختلاف أنواعها باختلاف نوع البحث والدراسة، فهناك العديد من أنواع التحليل الإحصائي التي ترتبط بنوعية البحوث التي تستعين به ومن أهمها الآتي:
أولاً: التحليل الإحصائي في البحوث النوعية :
يقصد به الوصول إلى تفسيرات موضوعية للمعطيات اللفظية من خلال بحث عن التحليل الإحصائي في المنهج النوعي، وتفسير المعلومات اللفظية صعب للغاية إذا لم توضع قيود على ذاتية الباحث وحدود للربط والتركيب بالصورة التي تتلاءم مع موضوع البحث وأغراضه. أما إذا كان هناك بحث عن التحليل الإحصائي في البحوث النوعية يتم فيه إيجاز الملاحظات والبيانات بصورتها النهائية بطريقة تؤدي إلى الحصول على الأجوبة المقنعة الخاصة بالأسئلة التي أثارها البحث النوعي.
ثانياً: التحليل الإحصائي في بحوث علم الاجتماع :
استفاد علماء علم الاجتماع بشكل كبير من التحيل الإحصائي في تطوير أدوات أبحاثهم وخاصةً الاستبيان مما أمكنهم من دراسة آلاف المبحوثين في فترة زمنية وجيزة، حيث توافر لدى الباحثين إمكانية اختبار العلاقة بين ما يرصدونه من ظواهر على أرض الواقع وما يفترضونه من افتراضات يحاولون بها تفسير ذلك الواقع، حيث استخدموا الأساليب الرياضية والإحصائية في مجال العلوم الاجتماعية بنجاح وقد أمكن من خلالها التوصل إلى بعض الحقائق العلمية والنظريات.
ثالثاً: التحليل الإحصائي في البحوث الجغرافية :
عند استخدام الباحث الجغرافي للتحليل الإحصائي وإنجاز بحث عن التحليل الإحصائي يجب أن يدرك أنواع البيانات الإحصائية وأنسبها للبحث الجغرافي الذي يقوم بإجرائه، فأبسط هذه البيانات هي البيانات الأولية التي يقوم الباحث بجمعها عن ظاهرة معينة على مستوى إقليمي معين، وغالباً ما تقوم الدولة بجمع ونشر تلك البيانات إما على فترات دورية كما هي الحال في تعداد السكان والتعداد الصناعي أو الزراعي أو على فترات غير دورية كما هو الحال في بينات القوة العاملة والنقل والتجارة وغيرها.
رابعاً: التحليل الإحصائي في البحوث الطبية:
يلعب التحليل الإحصائي دوراً هاماً في المجال الطبي كونه يقدم إحصائيات طبية حول دراسة صحة الإنسان والأمراض، هذا ويتراوح تطبيق التحليل الإحصائي عن البحوث الطبية ما بين البحوث المخبرية الطبية الحيوية، إلى التجارب السريرية وصولاً إلى تعزيز الصحة والنظم الوطنية العالمية للرعاية الصحية إلى الطب والعلوم الصحية.
هذا وتتجلى أهمية التحليل الإحصائي في مجال البحوث الطبية في كون الإحصائيات الطبية هي دراسة صحة الإنسان والأمراض ، تختلف استخداماتها لتشمل كلاً من (البحوث المخبرية الطبية الحيوية ، والطب السريري ، وتعزيز الصحة ، والنظم الوطنية والعالمية للرعاية الصحية، والطب والعلوم الصحية ، بما في ذلك الصحة العامة والطب الشرعي وعلم الأوبئة والبحوث السريرية).
خامساً: التحليل الإحصائي في بحوث العلوم السياسية :
كانت بداية إجراء بحث عن التحليل الإحصائي يتعلق بالعلوم السياسية في أواسط القرن الماضي، وعلى الرغم من انقسام المختصين بين مؤيد ومعارض لاستخدام الرياضيات ولغة الأرقام في الدراسات السياسية غير أن الواقع قد أثبت صحة الموقف المؤيد وعززه بالنسبة لاستخدام التحليل الإحصائي في العلوم السياسية.
هذا ويعتبر التحليل الإحصائي في البحوث السياسية هو أحد أساليب وصف الظاهرة ومقارنتها، وإثبات الحقائق العلمية المتصلة، مثله مثل الأساليب الاستنتاج المنطقي وغيره من الأساليب الأخرى، ولكن يتميز التحليل الإحصائي عن غيره من الأساليب كونه يعتمد على التعبير الرقمي وجمع الأعداد والأرقام عن الظواهر التي يتناولها الباحث عن طريق القياس المباشر.
سادساً: التحليل الإحصائي في البحوث الجنائية :
يعتبر إجراء بحث عن التحليل الإحصائي يتعلق بالبحوث الجنائية وسيلة من وسائل البحث العلمي الذي يترجم خصائص وسمات الظاهرة الإجرامية إلى أرقام، وذلك من خلال أسلوب يركز على دراسة الشخصية الإجرامية عن طريق استعراض أساليب الفعل الإجرامي وسماته من حيث الحجم والنوع والزمان والمكان والأسلوب والنمط والدافع، وذلك من أجل التوصل إلى العلاقة بين الجريمة والمجرم وبين المتغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية وغيرها، التي تساعد الشخص وتدفعه إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم.
هذا وتم اعتماد التحليل الإحصائي في البحوث الجنائية رسمياً في فرنسا كأحد وسائل رصد الجريمة منذ عام 1826 ميلادية، وتم اعتماده في بريطانيا رسمياً في عام 1856 ميلادية، ومنذ ذلك الوقت اهتمت العديد من المحاكم بإحصاء عدد القضايا التي تم النظر والتصرف فيها، كما بدأت المحاكم بعد ذلك بالاحتفاظ بسجلات خاصة لهذه الإحصاءات، أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فقد تم اعتماد الإحصاء الجنائي رسمياً بها في عام 1933 ميلادية، وذلك من طرف مكتب التحقيقات الفيدرالية.