هناك بعض المراحل أو الخطوات البحثية التي تظهر فيها شخصية الباحث وتتمثل هذه المراحل في الآتي:
أولاً: مرحلة اختيار مجال البحث العلمي وموضوعه:
في هذه المرحلة يجب على الباحث أن يختار موضوعاً يستطيع أن يكتب فيه من خلال طرح وجهة نظره الشخصية ورأيه وخبراته بأسلوب علمي وبطريقة علمية يستطيع توظيفها وربطها بخبرات الباحثين الآخرين من خلال بحوثهم ودراساتهم السابقة، لذلك يجب على الباحثين أن تكون عملية اختيار الموضوع مبنية عن قناعة إدراك بأن هذا المجال أو التخصص البحثي الذي يكتب فيه الباحث سيكون هو تخصص الباحث الذي يمكن من خلاله أن يوظف مهاراته البحثية والعلمية والمنهجية وذلك خلال سنوات دراسته العلمية وكذلك فيما بعد الدراسة أثناء حياته العملية والبحثية المستقبلية.
ثانياً: القراءة العلمية الجيدة للدراسات السابقة وتحديد المراجع:
إن شخصية الباحث الجيد تظهر عند تحديد القراءات البحثية التي تتعلق بمراجعة مصادر البحوث العلمية بحيث ينتقي من هذه البحوث ويختار ما يراعي وبتناسب مع المنهجية العلمية والمعايير التي يتم بناء البحث العلمي عليها والتي تتعلق وتهتم بمجال دراسته.
ثالثا: الاستشهاد والاقتباس:
تظهر شخصية الباحث في هذه الجزئية من خلال طريقتين؛ الأولى عند الاقتباس من المصادر والمراجع والدراسات السابقة التي تتعلق بمجال بحثه، والثانية عند كتابة الاقتباس والاستشهاد به في بحثه إذ ينبغي على الباحث أن يراعي ما سيقتبسه وأنه يخدم الفكرة البحثية التي يناقشها في بحثه إما موافقة أو معارضة ويكون لها علاقة مباشرة بالنقطة التي يوظف النص المقتبس فيها، كما يجب على الباحث أن يقوم بتحليل كل ما تم اقتباسه عندما يورده في متن البحث ولا يورد أي معلومات إلا وإذا كانت لها علاقة بموضوع بحثه وأن يربطها ربطاً علمياً ويوظفها توظيفاً سليماً، حيث إن الباحث ليس مجرد ناقل للمعلومات ولكنه يناقش ويحلل وينقد ويحرص على عرضها عرضاً علمياً.
رابعاً: الكتابة العلمية السليمة:
إن الكتابة العلمية للبحث العلمي تتميز بمراعاتها للمنهجية البحثية، ومع هذا فإن شخصية الباحث ينبغي أن تظهر في كل تفاصيل البحث وجوانبه، بل إنها جزء لا يتجزأ من المنهجية العلمية.