يتضمن استعداد الباحث العلمي القدرات والمنح التي فطر عليها، والتي ينبغي تنميتها على الدوام، ومن أهمها ما يلي:
- حب العلم والاطلاع: فهما القوة الدافعة لاستمرار البحث والدراسة للكشف عن غير المعلوم.
- صفاء الذهن: وهي خاصية تؤدي إلى قوة الملاحظة، وصدق التصور، والتحرر من التحيز الشعوري.
- الصبر والمثابرة: وهما ضروريان لكيلا يتوقف الباحث العلمي عن البحث إذا ما اعترضته بعض المشاكل، وهي كثيرة.
- الأمانة العلمية: وهي ضرورة حتمية في البحث العلمي، وتختلف الأمانة العلمية عن التحيز اللاشعوري، فالأمانة العلمية تستقر في الضمير الحي والخلق المستقيم، وفيها احساس واع بالنزاهة وممارسة المسئولية، أما التحيز اللاشعوري فإنه يسكن في اللاوعي، ويتأثر بطبيعة الإنسان، ويمكن التغلب عليه إلى حد كبير بالاختيار الدقيق لطرق القياس التي تحد منه، بالاعتماد على الطرق الكمية، أو بقيام باحثين مختلفين بإجراء نفس التقييم ثم حساب المتوسطات، وتفيد اتباع الطرق الإحصائية السليمة كثيرا في هذا المجال.
- الحدس: هو عملية نشأة الأفكار في الذهن، وقد يكون الخيال هو السبيل إلي خلق تلك الأفكار، ولكن الحدس بمعناه الدقيق هو ورود طارئ للأفكار التي يمكن أن تسهم في حل مشكلة ما دون وجود أسباب واضحة لذلك، وتأتي غالبا تلك الأفكار كوميض يخطر على ذهن الفرد، سواء أكان في وضع استرخاء، أم أثناء محاولته تدبر الأمر، أو حتى حينما يكون الإنسان بين اليقظة والنوم، وهي ظاهرة مألوفة لدى العلماء، وينبغي تسجيل الأفكار الطارئة بسرعة، لأنها غالبا ما تبعد الذهن بنفس السرعة التي تطرأ عليه، ويتعين بعد ذلك وضع تلك الافكار موضع الاختبار، لأنها ليست وسيلة من وسائل الاثبات العلمي، فقد تكون صحيحة أو غير ذلك.
- الخيال: تؤدي ممارسة الخيال غلي رحابة التفكير وسعة الافق، وقد أدى ذلك بكثير من العلماء إلى اكتشافات هامة، حيث أوصلتهم إلي آفاق جديدة من العلم لم يطرقها أحد من قبلهم، ويرى البعض أن الخيال يجب أن يكون مرشدا للبحث العلمي، وسابقا، ومصاحبا له. ومع ذلك فهناك من العلماء من يرى أن التفكير لكي يكون خلاقا ينبغي أن يكون متعمدا ومنظما، مع استمرار تقليب الموضوع في الذهن والتأمل فيه، وعدم قبول أي فكرة دون أسباب كافية.